|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كان هناك شاب يحب الله كثيرا و كان يميل إلى العزلة والخلوة وأشتاق أن يكرس حياته لله ، لكنه كان مترددا في أن يترهبن فهو يشتاق لخدمة الآخرين ، و بعد صلاة عميقة واستشارة أب اعترافه واختبارات عديدة توجه للدير و ترهبن وكان دائما يصلي : يارب أعطني أن أخدمك في شخص أخوتي ، إذ كان يشتهي أن يخدم الآخرين ،،. و في يوم أرسله رئيس الدير لشراء ما يحتاجه الرهبان من العالم , هناك قابل شخص مقعد في الطريق ، فتوجه إليه ليعطيه صدقة و لكن المقعد بكى ، و قال له : أنا لا أحتاج للمال فقط ، بل لشخص يخدمني ، و أهلي تعبوا مني وأحضروني هنا لأستعطي ، ألا تستطيع أيها الراهب القديس أن تخدمني و سأكون لك مطيعا و مدينا لك العمر كله ، تردد الراهب للحظات إن الله أعطاه شهوة قلبه ولكن هل سيقبل رئيس الدير بذلك ، قال له : اسمح لي أن آخذ إذن أبي في هذا الأمر ، ثم أحضر إليك غدا ... ذهب لأبيه الروحي واعلمه بالأمر ، فقال له : هل أنت مستعد أن تخدمه طول العمر مع ممارسة صلواتك و الأعمال الأخرى المطلوبة منك أم إنه انفعال مؤقت ، قال له الاب الراهب : يا أبي بصلواتك أنا مستعد .. وذهب الراهب فرحا وأحضر المقعد وكان يدعو له بطول العمر والصحة وعكف على خدمته باجتهاد شديد .. و بعد مرور عدة سنوات تحول من مقعد مسكين إلى شخص كئيب دائم التذمر ، يأمر وينهي الراهب كأنه عبده و يحيره بطلبات غير متوافرة و يتهمه بأنه لا يبالي به و إنه يهتم بنفسه أكثر ، والراهب يحزن و يضاعف جهده و يحاول إرضاءه دون جدوى و بالتدريج شعر الراهب إنه ظلم نفسه بهذه الخدمة و ما الذي يدعوه لذلك و هو الذي ترك العالم ، ثم إن باقي الرهبان أحرار في وقتهم لا ينغص عليهم شي ،،، لماذا هو ! فكر الراهب أن يرجع المقعد مكانه وكفى كل هذه السنين ، ولكنه قد عاهد أبيه الروحي أن يخدمه طول العمر ، والمقعد المتذمر يقول له : أنا كنت مرتاح لوحدي ، رجعني مكاني ، هل أتيت بي هنا لتعذبني ، وفي لحظة قرر الراهب أن يذهب لأبيه الروحي ليأخذ منه الحل وكل واحد يذهب لمكانه و يفترقا للأبد .. و صل الراهب لأبيه الروحي ، وشكى له حاله متوقعا منه أن يتعاطف معه ولكنه فوجئ به يعنفه و يقول له : هل تظن إن الله لا يقدر أن يوفر له إنسان يخدمه غيرك ، هل بهذه السهولة تتخلى عنه و ما الذي احتملته أنت و كيف تفكر في هذا الأمر ، ارجع وقدم توبة وابكي على هذا الفكر واخدمه بكل قلبك .. ثم ذهب الأب الروحي للمقعد على انفراد و وبخه قائلا : ألا تشكر الله على أنه أعطاك هذا الراهب القديس الذي خدمك طيلة هذه السنين دون أي أجر !! ، هل تكافئه شرا عن الخير الذي فعله لك !، اذهب واعتذر له ، بكى المقعد وعندما حضر اليه الراهب زاد فى بكائه وطلب منه السماح ، الذي بكى هو أيضا و هو يقول له : سامحني أنا المخطئ ، و بعد 3 أيام انتقل المقعد الى السماء و بعدها بثلاثة أيام أخرى انتقل الراهب ايضا .. هل تدرك يا صديقي أن الشيطان يحاول بأي وسيلة أن يجعلنا نخسر إكليلنا و تعبنا في أي لحظة ، بأن نغضب ولا نحتمل ، ماذا لو استجاب الراهب و المقعد لصوت الشيطان و افترقا ومات كلاهما و هو غاضب على الآخر !. أرجوك ألا تعطى فرصة للشيطان أن يضيع إكليلك بأن تتنازل عن عمل خير يمكنك عمله أو مصالحة مع صديق مخطئ أو خدمة لإنسان متعب أو حزين أو مريض ، فقد تكون هذه هي آخر فرصة لك أسرع و انتهز الفرصة قبل أن يفوت الأوان عالما إن الله يرى تعبك و يكافئك في الحياة الأبدية فمن يعرف ان يعمل حسنا و لا يعمل فذلك خطية له ( يع 4 : 17 ) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|