|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حـــــــــــــبُك يـاربـــي ... (مز1:18)
==================== هذه الكلمات قالها داود النبى وهو مُنطرح فى هيكلك ، لأنه ذاق محبتك له فى الاختبار المقدس الذى أكملته له فى شئون مملكة أرضية بهرت عينيه وقلبه . لذلك قالها وهو شاعر باختيارك له من غير استحقاق ، إذ كان مجرد راعى غنم . ولكنه قالها وهو يحبك حقاً ، فصار قوله مزموراً نتغنى به ، ولكننا نقولها نحن وقد قبلنا أن نكون أعضاء فى جسدك لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل فى السموات ، ملكوتك الأعظم بما لا يقاس بُملك داود. لذلك صار حبنا لك شركة أسمى من الجسد والعالم بكل ممالكه ، لأن الشركة فى محبتك هى صدى حبك ، قائماً بك وفيك ، فلا قياس محبتك هو أعظم قياس للمحبة ، كما قلت ، لأنك فديتنا بموتك ، وأقمتنا بقيامتك، وغلبت العالم وأعطيتنا غلبتك ، فصار حبنا لك هو رحع لحبك ، قائماً فينا كما هو قائم فيك على أعظم قياس ، فوق كل مايُرى ويُرجى . فالقديس بطرس الرسول يقول فى محبتك إننا نحبك ولو لم نرك... فالرؤيا أدنى قياس تُقاس به محبتنا لك . فإن كنا من لحمك وعظامك ،تكون محبتنا شركة حقيقية فيك بما يفوق الجسد واللحم ، فهى لا تُرى ولا تُحس ، ولكنها تغمر الوجدان وتلهبه . فقول المزمور: { أحبك ياربى } هو قمة المنتهى لدى الولهان . وقد أضاف إليها المسيح أنها حب مشترك( الذى يحبنى... أنا أُحبُه ، وأظهر له ذاتى )) لتصبح محبة المسيح هى شركة بالاستعلان ، يعيش عليها المُحب ويتغذى وينسى الدنيا . فهى من معن الخبز النازل من السماء ،يتغذى عليها الإنسان ويعيش مستقبلة . وحينما يتغنى سفر نشيد الأنشاد يُصفح عن واقع هذا الحب المشترك : (( أنا لحبيبى ، وحبيبى لى )). هنا رفع النبى الموهوب حد الحب الذى يعيشة أنه حُب تملك ملكية مشتركة أبدية ، فيه يصبح حبُ المسيح استحوازاً كلياً. وهذا شعور بالعشق الذى يفقد الإنسان ذاته ولا يبقى إلا المسيح. وهذا الشعور شرحه بولس الرسول بقوله : (( فأحيا لا أنا ، بل المسيح يحيا في )). وليس هذا تلاعباً بالألفاظ ، ولكنه تعبير واقعى عن حب بلغ المنتهى ، فذابت النفس واستعلنت ذات المسيح القادرة أن تملأ وتملك النفس التى أحبها . ولا يكون لمُحب المسيح بعد ذلك ماينطق به كشعور بولس الرسول الذى قال إنه رأى فى المسيح مالاينطق به ، وهذا حق . فجوهر حب المسيح ليس من عالمنا (( أما أنا فلستُ من هذا العالم )). كذلك يصبح الذى يملكه حب المسيح هو أيضاً ليس من هذا العالم . فحبُ المسيح هو سر أسرار الخلود أعطى لأبناء سر المسيح ، فصار الخلود موطنهم المعد . والحب هو المن الذى يتغذون عليه ، الذى أخفاه موسى فى القسط الذهبى ليستعلن فى زمان استعلان المسيح وهكذا لا يستطيع أن أختم هذا الحق إلا بقول المزمور : .... { أحــــــــــــــــــــــــــــــــــــبك يـــا ر بـــــــــي } |