|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يساهم فائض الصوديوم في الطعام الأميركي في إحداث سلسلة من مشكلات القلب والأوعية الدموية .. من ارتفاع ضغط الدم وحدوث السكتة الدماغية والنوبة القلبية إلى عجز القلب وغيره من المشكلات. ولذا فإن تجنب تناول الملح عموما، هو أمر صحي للقلب والشرايين. ولكن هل يؤدي هذا التوجه إلى عواقب غير مقصودة لأنه قد يقود إلى نقص تناول بعض الأميركيين لليودين؟ لا يبدو ذلك واقعيا على الأكثر لأن الملح لا يوفر إلا القليل من الحصة اليومية والمطلوبة من اليودين لغالبية الأميركيين. اليودين والغدة الدرقية وكلما قل اليودين كثيرا قل إفراز هرمون الدرقية، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث التخلف العقلي، حالة القزم، فقدان السمع، ومشكلات أخرى. أما في مراحل الحياة اللاحقة فإن هرمون الدرقية يتحكم بعملية الأيض (التمثيل الغذائي). وتظهر لدى الكبار الذين لا يتناولون ما يكفيهم من اليودين، حالة تضخم الغدة الدرقية goiter (وهي الغدة التي تشابه الفراشة والموجودة في العنق). كما أن الإفراز الضئيل لهرمون الدرقية قد يقود إلى ارتباك عملية التمثيل الغذائي، وتدهور مهارات التفكير، العقم، سرطان الدرقية، وحالات أخرى. وفي مرحلة ما بداية العشرينات من القرن الماضي كان تضخم الغدة الدرقية مشكلة كبرى في مناطق عريضة في الولايات المتحدة، إذ وصفه الدكتور ديفيد مارين من «كليفلاند كلينيك» بأنه «أحد أهم الأسباب المسببة للتخلف البدني والعقلي التي تتطلب الاهتمام من المجتمع». وقد اقترحت مجموعة من الخبراء الأميركيين الذين أخذوا أفكارهم من السويسريين وضع اليودين في الملح. وهكذا تم بيع أول منتوجات الملح باليودين في ميتشيغن في مايو (أيار) عام 1924، ثم في كل الولايات المتحدة في العام الذي تلاه. وفي غضون 10 سنوات تدنت نسبة المعانين من تضخم الدرقية في ميتشيغن من 30% إلى 2%. وأصبح هذا المرض نادرا اليوم في الولايات المتحدة. حصة اليودين اليومية وفي الخمسينات والستينات من القرن الماضي ومع استخدام المواد المطهرة الحاوية على اليودين في قطاع منتجات الألبان والمنتجات الأخرى الحاوية على اليودين في قطاع إنتاج المخبوزات، ازداد تعرض الأميركيين لهذه المادة. إلا أن الحالة قد استقرت في السنوات الأخيرة، إذ تشير استطلاعات التغذية الوطنية إلى أن أكثرية الأميركيين يتناولون ما يكفي من اليودين، وأن عددا قليلا منهم فقط يحصلون على كميات أكثر منه. وتوصي الإرشادات الغذائية الحالية الرجال والنساء من عمر 19 سنة فأكثر، الحصول على 150 ميكروغراما من اليودين يوميا. أما النساء الحوامل فيجب أن يحصلن على 220 ميكروغراما، والمرضعات على 290 ميكروغراما منه. الملح واليودين يتناول أكثر الأميركيين كميات أكثر من اللازم من الصوديوم الذي يأتي أغلبه من الملح. إلا أن هناك إشكالية في هذا الأمر، إذ يأتي ما بين 75% و90% من الصوديوم في الطعام الأميركي في المتوسط، من الأغذية الجاهزة المعالجة صناعيا. ولا تستخدم أغلب الشركات المنتجة للغذاء، الملحالحاوي على اليودين. ولذا فإن ما يسمى «الملح الخفي» في الغذاء المعالج صناعيا، هو أول ما يمكن التوجه لإقصائه من الغذاء اليومي بهدف تقليل الصوديوم المتناول، لعدم وجود دور له في التأثير على تناول اليودين. ولكي تحصل على كل اليودين الموجود في الملح فاك ستكون بحاجة إلى تناول أكثر من نصف ملعقة شاي من الملح الحاوي على اليودين يوميا، وهذه الكمية تشكل ثلثي حاجة الجسم اليومية من الصوديوم (1500 مليغرام) التي توصي بها جمعية القلب الأميركية. ومن المعقول جدا تناول اليودين من الغذاء، إذ سيكون بإمكانك الحد من تناول الصوديوم من دون الخشية من فقدان اليودين. ويعتبر السمك أو المحار البحري أو المربي في أحواض بحرية غنيا باليودين. وتشمل المصادر الأخرى لليودين: الحليب، الجبن، اللبن الزبادي، البيض، الخضراوات النامية في تربة غنية باليودين. كما تحتوي حبوب الفيتامينات المتعددة على معادن توفر عادة 150 ميكروغراما من اليودين. اليودين iodine هو عنصر يوجد بالدرجة الرئيسية في مياه البحر وكذلك في التربة القريبة من البحر. ويحتاج الجسم البشري إلى اليودين لصنع هرمون الدرقية. وفي مرحلة تكون الجنين، وأثناء مرحلة الطفولة، يلعب هرمون الدرقية دورا حيويا في نمو المخ والجهاز العصبي بشكل طبيعي. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|