يوحنا ٥: ١٤ – ١٧
شهادة الله المتنوعة، تنشىء في قلوبنا صدى صلاة. فمن يؤمن بالآب والابن يثق فيه ثقة كاملة، ويسلّم أموره له. ويطلب الغفران والهدى وقضاء المشاكل، كما يطلب الطفل مساعدة أبيه، وينال استجابة طلباته حتماً، إن لم يرغب في ما يضاد إرادة أبيه.
فما هي إرادة الآب، لنطلب حسب مشيئته؟ الحمد لله، المسيح نفسه علمنا كيف نصلي، وإن درست الصلاة الربانية حرفاً ومعنى، تعرف بسرعة فحوى وشكل الصلاة المستجابة. وروح محبة الله فيك، يدلك على الحاجات الماسة في الكنائس والعالم. لأنه لا يركز صلواتك على على أمور أنانيتك، بل يعلمك معنى الكلمة ( نا ) في الصلاة الربانية. ويتيح لك أن تدرك أهداف الله قبل ولولتك على شخصيتك المسكينة. فالمحبة تحررك من الاهتمام المتزايد بنفسك. وتقدس تضرعاتك، لتدعو الله حسب أهدافه، وتنال استجابته.
الله يهتم بكل أولاده. هل تشترك أنت باهتمامه في أفراد طائفتك، وتصلي لأجل خلاصهم وحفظهم من السقوط في الخطية؟ وكما أن المسيح هو شفيع في كل حين، هكذا ترشدك المحبة للتوسط بين أفراد طائفتك والله، ليخلصهم. ويقودهم إلى توبة حقة ورجوع عن خطاياهم وندامة وانكسار القلوب.
لا تهمل الخطايا الظاهرة في كنيستك، بل اطلب من الرب بإلحاح وشدة، ليصلح الشركة، ويشفي الضالين.
ولكن حين يجدف فرد على المصلوب، ويهين الروح القدس علانية، صل لأجله، لأنه انفصل عن جسد المسيح بعزم وقصد. فمات روحياً، ولا أحد يقدر أن يجدده مرة أخرى. لكننا لسنا الديان الأزلي لنقرر بسرعة ما هي الخطية للموت.
الإرتداد لا يكون من غير المؤمن، لأن غير المؤمن لم يتصل بربه الحي بعد، ولم يذق نعمته. فليس عليه هذه المسؤولية. وأيضا المؤمن إن سقط بلا انتباه في تجارب وذنوب، فليس معارضاً لله بقصد. بل يخجل من عيوبه ويندم. ولكن إن فسد متجدداً، وأزال إيمانه، وبردت محبته فيه تماماً هناك انتهى أيضاً الرجاء للتوبة.
أما أنت فارجع اليوم إلى ربك، وتب أمامه ما دام وقت. واطلب منه الامتلاء بمحبته، والثبات في الإيمان. لكي لا تضل، ولا تسقط من النعمة.
احفظ: هذه هي الثقة التي لنا عنده أنه إن طلبنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا ( ١يوحنا ٥: ١٤ ).
الصلاة: أيها الرب المسيح، نتعلق بك كما الأغصان بالكرمة. ساعدنا لنثبت فيك، لنأتي بثمر كثير. فبدونك لا نقدر أن نعمل شيئاً ساعدنا حتى لا ننفصل عنك، بل نصل.