|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بينما كنا نرنم ذكّرني الرب بالمرة الأولى التي أتيت بها الى اجتماع كهذا. كنت أظن أن كل شيء في حياتي على أحسن حال، وأنّ حياتي بألف خير، كل شيء وكل الجهود التي بذلتها في حياتي قد أثمرت بسلام وبهدوء، وعندما اتخذت قراري بالسير مع الرب تفاجأت أن الشبابيك التي كنت أظن أنها تدخل النور الى حياتي بدت في الحقيقة وكأنها كوة أو كوى صغيرة في علية، وعندما فتح لي الرب الواجهة رأيت النور الساطع بينما كنت أظن في السابق أن النور الذي يدخل الى حياتي من خلال تلك الفتحات الصغيرة كان كافياً. ولكن اذا اعتقدنا أن النجمة التي تتلألأ بعيداً في السماء، تضيء لنا مسيرتنا أثناء الليل فكم نحن على خطأ. وفي مسيرتي مع الرب كنت أشعر في كل فترة أو نقلة أو تغيير يحصل لي، أن الستائر تفتح أكثر فأكثر، والواجهة التي يسطع من خلالها النور تفتح أمامي أكثر فأكثر. كان الرب يقول لي : " يكفي ستائر مسدلة، تعالي الى نوري ". هذه العلية لا يزال البعض منا يعيش فيها، وكل من أتى الى الرب، هو شخص فُتحت أمامه الواجهة التي يدخل منها الضوء، ولكننا اليوم نريد أن نفضح كل محاولات الشيطان الذي يحاول دوماً أن يرجعنا الى العلية، ويجعلنا نصدّق أن النور الذي يأتينا من خلال فتحاتها الصغيرة كافٍ لنا. في بداية مسيرة الانسان مع الله في الجنة، كان آدم وحواء يعيشان بنور الرب، الى أن أتى الشيطان وضحك عليهما كما يحاول دائماً أن يفعل بنا: ماذا سيحدث اذا أكلتما من الشجرة؟ حتى لو أمركما الرب ألا تفعلا ذلك ماذا سيحدث؟ سترى كم ستفرح وستنفتح أمامك آفاق جديدة يا انسان !! وأدخلنا آدم وحواء الى العلية الى أن جاء يسوع وأعطانا دفقاً جديداً من النعمة والفرح لنرجع ونفتح واجهات النور ونخرج من العلية.. الطريقة التي يتبعها ابليس هي الكذب والشك.. وهناك قول مأثور يقول " إن أخطر كذبة هي تلك التي تُشبه الحقيقة ". وهذا هو أسلوب الشيطان انه يعطينا أكاذيب تشبه الحقيقة، لذلك ينبغي أن نكون محصنين بالحقيقة، لكي نعرف أن ما يقوله لنا هو كذب وليست الحقيقة.. لذلك يحذرنا الكتاب المقدس من أن الشيطان يظهر كملاك نور، ليجعلنا نظن أن البريق الكاذب الذي يعطينا اياه هو نور حقيقي، لكنه بالحقيقة هو بريق مخادع بعيد كل البعد عن النور الحقيقي الذي يأتينا من الرب. يقـول الرسـول بطرس في رسالته الأولى 1 : 1 " وكأطفال مولودين الآن اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به ". إنّه حليب كلمة الله، وهذا ما نتحصّن به، إن كلمة الله هي غذاؤنا الطبيعي الذي ينمينا ويكبرنا ويجعلنا ننشر الخلاص الذي أعطانا اياه يسوع . هذا الحليب هو الكتاب المقدس الذي يحتوي على كل شيء، انه يعلمنا أن نميّز الخير من الشر، ويرينا البركات واللعنات. ومن خلال هذه الكلمة التي هي الحقيقة، نعرف كيف لا نسمح لابليس أن يدخل بوسائله الخداعة لكي يرجعنا الى العلية.. ويقول الرب أطلبوا ملكوت الله أولاً وهذه كلها تزاد لكم، يعني حيث أن الله هو الملك، هذه نعرفها، ولكن المهم أن نكون جاهزين لنواجه أكاذيب ابليس عما هو ملكوت الله، وعن كوننا واقفين على صخرة في ملكوت الله، ثابتين في ايماننا بعيدين كل البعد عن الخطر الذي يلاحقنا، وهو محاولات ابليس الدائمة لادخالنا ثانية الى العلية المظلمة. سأقرأ مقاطع قصيرة من الكتاب المقدس التي أعطاني اياها الرب، لكي تدعم عظة اليوم، ثم سنرى بعض أمور حدثت مع بعض رجالات الله وما جرى لهم من محاولات الشيطان لابعادهم عن طريق الله. سأبدأ برسالة بولس الثانية الى أهل كورنثوس الاصحاح 6 : 14 – 18: " نحن هيكل الله الحيّ. لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين. لأنه أية خلطة للبر والاثم. وأية شركة للنور مع الظلمة. وأي اتفاق للمسيح مع بليعال (الشيطان). وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن. وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان. فانكم أنتم هيكل الله الحيّ كما قال الله أني سأسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم الهاً وهم يكونون لي شعباً. لذلك اخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب ولا تمسوا نجساً فأقبلكم. وأكون لكم أباً وأنتم تكونون لي بنين وبنات يقول الرب القادر على كل شيء ". هذا المقطع من كلمة الله له علاقة بما قاله الرب " احملوا نيري " والنير هو القطعة الخشبية التي توضع على أكتاف الثورين اللذين يفلحان الأرض، فاذا كان أحد الثورين يعرج فان الآخر لا يقدر أن يمشي مستقيماً بل سيعرج معه أيضاً. وان كان أحد الثورين يمشي بتعرّج يميناً ويساراً فإن الآخر سيمشي مثله. وعندما يقول الرب يسوع " احملوا نيري " فهذا يعني أننا نحمل تلك القطعة الخشبية، نحن من جهة وهو من الجهة الأخرى، ومن خلال هذا النير يقدر الرب أن يسندنا عندما نعرج بسبب ضيقة معينة، أو عندما نكون في حيرة وضياع، وهو الذي قال " أنا هو الطريق والحق والحياة " انه هو الطريق وعندما نحمل نفس النير مع الرب يسوع لا داعي للخوف من العرج أو الخروج من السكة، المهم ألا نكون نمشي في طريق خاطئ ونحن غير مدركين ذلك. سفر القضاة 2 : 1 – 3 يقول: " وصعد ملاك الرب من الجلجال الى بوكيم وقال لبني اسرائيل أخرجتكم من مصر وأدخلتكم الأرض التي أقسمت عليها لآبائكم بأني لا أنقض عهدي معكم الى الأبد. شرط ألا تعاهدوا أهل هذه الأرض وأن تهدموا مذابحهم. أما سمعتم لقولي؟ فماذا عملتم؟ فقلت أيضاً لا أطردهم من أمامكم بل يكونون شوكة في خواصركم وتكون آلهتهم لكم فخاً ". فخ يعني عندما نأخذ قراراً بأن نمشي ضد كلمة الرب تحت نير العالم، وأن نكون تحت نير واحد مع غير المؤمنين، فإن الله لا يمنعنا رغماً عنّا، ولكنه ينصحنا ويكلمنا وينير لنا الطريق، ويعلمنا ان كلمته سراج لأرجلنا ونور لسبيلنا، ولكن القرار هو قرارنا ويجيبنا الرب: ان كنت تريد أن تمشي معهم لا بأس، ولكن آلهتهم ستكون فخاً لك، والفخ يغلق على المؤمن رويداً رويداً وهو لا يعي ذلك. يريد الرب أن ينبّهنا اليوم الى هذا الأمر، وأن يعلن لنا ارادته وهدفه ومحبته التي تحققت عندما مات على الصليب، يريد أن يحمي كل شخص يأتي اليه، من محاولات ابليس لارجاعه الى الحياة الماضية، الى مصر، الى حيث العلية المظلمة التي لا نور فيها. يقول سفر اشعيا 30 والأعداد 1و2 و9 و 15 بالتتابع: العددين 1 – 2 " وقال الرب ويل للمتمردين عليّ من بني يهوذا ابتغوا مشورة غير مشورتي وعقدوا حلفاً مخالفاً لمشيئتي، فزادوا خطيئة على خطيئة. انطلقوا نازلين الى مصر وما سألوا رأيي ليتحصنوا بحصن فرعون ويحتموا بظل مصر. لكن حصن فرعون يكون لهم خزياً والاحتماء بظل مصر عارا ". العدد 9 " يرفضون أن يسمعوا شريعة الرب. يقولون للذين يرون رؤى لا تروا وللأنبياء لا تتنبأوا لنا بما هو الحق، بل كلمونا كلام النفاق واجعلوا رؤاكم خداعاً. حيدوا عن الطريق ميلوا عن السبيل خذوا من أمامنا قدوس اسرائيل ". لهذه الدرجة تمرد شعب الله على الله. إنهم لا يريدون أن يسمعوا للأنبياء الذي يقولون لهم أنهم يمشون في الطريق الخطأ: أن هناك خطر عليكم، وسيزيل الرب حمايته عنكم. انهم لا يريدون أن يقول لهم الأنبياء الحقيقة: لا تقولوا لنا الحقيقة قولوا لنا الأكاذيب، قولوا لنا كلمات نسرّ بها ولا تخيفونا باله اسرائيل. بينما كان هدف ذلك الكلام لتحذيرهم من السلوك في الخطيئة وليس لاخافتهم، لكن شعب الله لم يكن مستعداً لكي يسمع ". وتقول الآية 15 " وقال السيد الرب قدوس اسرائيل في التوبة والطاعة يكون خلاصكم، الأمان والثقة قوتكم، لكنكـم رفضتم ". يعطيهم دائماً باب الخروج بالتوبة والطاعة، ينبغي أن نكون مطيعين لكلمة الرب وأن نكون مخلصين بتوبة أمامه عندما نعرف أننا أخطأنا. سفر أرميا 15 : 19 يقول " فقال الرب ان رجعت قبلتك فتقف بين يدي وان نطقت بالرصين لا بالهراء من الكلام كنت كمن ينطق بفمي. يرجعون اليك ولا ترجع اليهم. وسأجعلك في وجه هذا الشعب سوراً من نحاس حصيناً فيحاربونك ولا يقدرون عليك لأني معك ". هنا يقول لهم الرب ان المؤمن هو المسؤول تجاه نفسه أولاً، وتجاه الأشخاص الذين يقصدونك للمشورة لتقودهم أنت الى طريق الرب. لا تذهب أنت اليهم لكي تنتمي لأفكارهم، ولا للأساليب التي يتبعونها لعبادة آلهة أخرى، وسيجعلك الرب سورا حصيناً لأن الحرب هي للرب، وسيكون معك عندما تخوض حرباً حقيقية ضدهم. هذه هي كلمة الرب لنا أن يكون قرارنا واضحاً أن نكون في ملكوت الله لا كما قال النبي ايليا للشعب الذي كان يعبد البعل حيناً والله حينا آخر: كفى من أن تعرجوا بين الفرقتين، ان كان البعل هو الله فاتبعوه، وان كان الرب هو الله فاتبعوه، لأن هذا الموقف المتعرّج الرمادي مكرهة للرب. ويقول سفر الرؤيا : ليتك تكون بارداً أو حاراً، لا تكن فاتراً فأتقيأك من فمي ". كن معي أو ضدي ولا تجعل قدماً هنا وقدماً هناك. نرى بعض رجالات الله في مواقف معينة كيف تعامل معهم ابليس. الموقف الأول: في سفر الملوك الثاني الاصحاح 2 يتكلم أنه عندما صعد ايليا الى السماء بمركبة نارية، وكان قد قال لأليشع اذا رأيتني أرتفع ستأخذ ردائي، ويكون الرب قد استجاب لطلبك بأن تأخذ ضعفين من روحي وهكذا صار. ثم أتى تلاميذ أليشع الذين كانوا قد رأوا صعود ايليا الى السماء بمركبة نارية، وسقوط عباءة ايليا على أليشع، وهذه علامة أنه هو قد أصبح نبي الله بعد ايليا وقالوا له: لنذهب ونفتش عن ايليا، قد يكون روح الرب قد أخذه ورماه في وادٍ أو جبل هنا أو هناك. أجابهم اليشع: لا. لكنهم ذهبوا وفتشوا وكأن الله ضحك عليهم. ونحن نعلم كيف كانت علاقة ايليا بالرب، وكيف ارتفع الى السماء، قال لهم اليشع: قلت لكم أنكم لن تجدوه. وفي الآية 26 يأتي شباب ويستهزئون به، فيرسل الرب اللعنة على هؤلاء لأنهم هزئوا بمسيح الرب. الموقف الثاني: في سفر العدد الاصحاح 22 قصة بلعام عندما أرسل في طلبه الملك بالاق ليلعن شعب الله الذي كان يتكاثر، وأصبحت الشعوب الأخرى تخاف منه، يقول الرب لبلعام: لا تذهب وتلعن شعبي الذي أباركه، ولكن الملك بالاق قد أغرّ بلعام بالذهب والمال فتجاوب مع رسله وقال لهم: ناموا عندي هذه الليلة... قال له الملاك: لقد منعتك من الذهاب مع بالاق ولكنك تريد الذهاب، وحاول منعه ثانيةً، اذ بينما كان ذاهباً توقف حماره ولم يعد يتقدم في الطريق رغم محاولات بلعام لاجباره على المضي في سيره، فأنطق الرب الحمار فقال لبلعام: ماذا جنيت حتى ضربتني الآن ثلاث مرات؟ ألست أنا أتانك التي ركبت عليها دائماً الى هذا اليوم. وهل عودتك أن أصنع بك هكذا؟ عندئذ كشف الرب عن عينيّ بلعام ورأى ملاك الرب الذي يحاول أن يمنعه من الذهاب ليلعن شعب الله، وفهم أن اللعنة سترجع اليه اذا أخذ قراراً ليلعن شعب الله، وبدلا من أن يلعنهم صار يباركهم. عندما يكون قلبنا صادقاً تجاه الرب ونريد أن نطيعه حتى ولو أخذنا قرارات خاطئة فهو يردّ أرجلنا الى الطريق الصحيح ويرجع وينير مسيرتنا بحبه لنا. الموقف الثالث: في سفر ملوك الأول 19 : 3 بعد أن قتل النبي ايليا أنبياء البعل ونزلت نار الرب وأكلت الذبيحة، قامت ايزابيل باخافة ايليا وهددته، فخاف رغم أن الرب كان معه في تلك الحادثة بقوة، وهرب واختبأ في المغارة، فقال له الرب سأكلمك، ووقف على باب المغارة فأتت رياح عظيمة وزلزلة ثم نار، ولم يكن الرب فيها، ولكن الرب أتى وكلمه بصوت هامس، وهكذا ينبغي علينا أن نسمع صوت الروح القدس الناعم الخفيف، يهمس في آذاننا ليعطينا رسالته وتوجيهاته، وصلاتي اليوم لنكن قريبين من الرب ونثق أنه ممسك بأيدينا ويكلمنا بهمس رائع. ونقرأ في سفر أرميا الاصحاح 13 قصة حزام الكتان، اذ قال الرب لأرميا: أمض أشتر لنفسك منطقة من كتان ولفها حول حقويك، ثم أمره أن يضعها في شق صخر قرب نهر الفرات، وفعل ارميا كما أمره الرب، ثم قال له الرب بأن يأتي بها من جديد ففعل، واذ بها قد تلفت ولم تعد تصلح لشيء، فقال الرب لارميا: ان هذا الشعب الشرير الذي أبى أن يستمع الى كلمتي وانساق بعناد خلف أهواء قلبه وضلّ وراء الأصنام ليسجد لها ويعبدها، سيصبح مثل هذه المنطقة، وكما أن المنطقة تلتف حول حقوي الانسان هكذا جعلت كل ذرية يهوذا تلتف حولي ليكونوا لي شعباً ومثار شهرة وفخر ومجد لكنهم لم يسمعوا ". لنكن كالزنار (المنطقة أو الحزام) المربوط على خصر الرب، يحمينا بجناحيه هذه الحماية التي تساعدنا على الخروج من كل المصاعب والتجارب. عندما نكون مربوطين الى خصر الرب، نكون محميين تحت جناحيه.. كيف؟ نرجع الى كلام بطرس الرسول، لنشرب من الحليب، من كلمة الله، ويكون الرب مرجعنا دائماً ليقودنا في حياتنا لكي لا يقدر ابليس علينا. ابليس في تجربته مع يسوع كان يستخدم كلمة الله، ولكنه كان يأخذ منها كلمات مجتزأة، لكن الرب يسوع لأنه كان يعرف كلمة الله، كان يجيبه ويسكته. لتكن كلمة الرب محفورة في قلوبنا وأذهاننا لكي تحصننا، ولكي يفشل ابليس في ارجاعنا الى العلية المظلمة.. من يريد أن يكون الرب نورًا له؟ لنتب عن الخطايا التي ارتكبناها في حياتنا والتي أبعدتنا عنه، لنقل له: أدخلني الى مستويات جديدة في حياتي معك. عندك الحماية من كل محاولات ابليس في تفشيلي وتعطيل خطتك لي، احمني من كل القرارات الخاطئة، واحمني تحت جناحيك حتى تعبر التجربة. احتم بجناحي الرب حتى تمر المصيبة. احتموا بجناحي الرب، ليبارككم الرب ويفتح لكم الستائر المسدلة الواحدة تلو الأخرى لتختبروا نوره الساطع. |
29 - 05 - 2012, 05:35 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
موضوع جميل ربنا يباركك
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نكتة محششين |
اثنين محششين |
اثنين محششين |
نكت محششين |
اتنين محششين |