وهكذا تروي قصص القديسين الذين تابوا، مثل القديس اوغسطينوس، والقديس موسى الأسود، والقديسات مريم القبطية وبيلاجية وتاييس وسارة.. إن التوبة كانت في حياة كل هؤلاء وغيرهم، هي نقطة تحول نحو الله، استمرت مدي الحياة، بلا رجعه إلي الخطية. ويذكرنا هذا بقول القديس شيشوي "لا أتذكر أن الشياطين قد أطغوني في خطية واحدة مرتين".. ربما الخطية الأولي كانت عن طريق جهل، أو تهاون، أو ضعف، أو عدم دراية بحيل الشياطين، أو عدم حرص. أما بعد التوبة واليقظة، فهناك كل التدقيق في الحياة، والاحتراس من الخطية. أما الذي يترك الخطية ثم يعود إليها، ثم يتركها ثم يعود.. فهذا لم يتب بعد. إنما هذه مجرد محاولة للتوبة، كلما يقوم فيها الخاطئ تشده الخطية إلي أسفل. إن صك حريته لم يكتب بعد..
التوبة هي صرخة من الضمير، وثورة علي الماضي.
· إنها اشمئزاز من الخطية، وندم شديد، ورفض للحالة القديمة، مع خجل وخزي منها. لذلك قيل عن التوبة إنها "قاضٍ لا يستحي".