|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
موسى مع سفر الخروج ندخل في خبر يحدّثنا عن تكوين الشعب. وهذا ما سيفعله موسى في قلب الضيق الذي يعرفه العبرانيون بعد أن مات الملك الذي كان يعرف يوسف. وأول نصّ نكتشفه عن هذه المخافة يرينا امرأتين. هما شاهدتان لقدرة الله في الضعف. ملك مصر يأمرهما بأن يقتلا كلَّ ذكر ساعةَ يولد (تك 1: 16). هما قابلتان تعتاشان من عملهما. إنهما أمام حادث ضمير. ماذا تفعلان: هل تطيعان أوامر الملك أم ضميرهما؟ هما مصرّيتان والوالدات هن عبرانيات. لا بأس إن مات هؤلاء الاطفال الذين قد يتنامون ويهدّدون البلاد. لا، لم تسمع القابلتان للملك. قال النصّ: "كانتا تخافان الله. إذن، لم تصنعا كما قال لهما ملك مصر" (خر 1: 17)، ذاك الذي كان في القديم من أقوى ملوك العالم. إن الطاعة لله تعارضت مع الطاعة للسلطة السياسيّة التي تأمر بالموت ساعة يريد الله الحياة. وعاد النصّ مرّة ثانية وحدّثنا عن مخافة الله لدى القابلتين (آ 21). كما كلّمنا عن بركة نالتاها. صنع الله لهما بيوتاً. صارت كل امرأة "رئيسة عشيرة". كل هذا يهيّئ خبرَ مولد موسى الذي نجا من الماء، بواسطة ابنة فرعون (خر 2: 1- 10). أجل، كما رافقت مخافة الله القابلتين اللتين مثلّتا جميع القوابل، هكذا رافقت ابنة فرعون. تركت هذا الطفل يعيش مع أنها علمت أنه "من أولاد العبرانيين" (آ 6). عصت أمر الملك وتركت الطفل يعيش ولا يموت، فيكون سبب حياة وخلاص لشعب يعيش في العبوديّة. ويظهر الرب لموسى. ويطلب منه أن يخلّص الشعب. خاف موسى لا من الله، بل خاف على نفسه. تسرّع في المدافعة عن اخوته، فهُدّد. حينئذ هرب من وجه فرعون ومضى إلى أرض مديان (خر 2: 15). وسيخاف أن يعود، فيقدّم الاعذار الواهية لله. العذر الاول: لا يصدقونني. لا يسمعون لقولي. فأعطاه الرب أن يصنع أمامهم آيتين وهكذا يعرفون أن الله تجلّى له (خر 4: 1). العذر الثاني: لا أحسن الكلام. أنا "بطيء النطق ثقيل الكلام" (آ 10). ردّ الرب: "أنا أكون معك، أكون مع فمك وأعلّمك ما تتكلّم به" (آ 12). والعذر الثالث: "أرسل يا رب من تريد ولا ترسلني". لم نعد هنا أمام عذر، بل أمام رفض. فيقول النصّ: "غضب الربّ على موسى" كما يغضب الملك على أحد عبيده. هنا نتذكّر كلام يسوع لتلاميذه حين كانوا في السفينة وعصفت الريح: "لماذا اذا أنتم خائفون. أما عندكم إيمان" (مر 4: 40). لو كان عند موسى ايمان لما خاف. والمخافة المطلوبة ليست خوفاً من الناس، بل خوفاً من الله واهتماماً بأن نسمع له ونعمل مشيئته ونحفظ وصاياه. هذه المخافة هي في أساس الوصايا التي أعطيت على جبل حوريب. وسوف يدعو إليها الوثنيّ يترو، حمّو موسى، القضاةَ في أرض اسرائيل. "أنظر (تميّز) في كل الشعب أناساً قديرين يخافون الله، أهلاً للثقة (مستقيمين)، يكرهون الطمع" (لا يأخذون رشوة كما اعتاد القضاة أن يفعلوا زمن كتب الكاتب) (خر 18: 21). أربع صفات هامّة من أجل إقامة العدالة وأهمّها مخافة الله التي تؤسّس سائر المزايا المطلوبة من هؤلاء القضاة. ونصل إلى حدث حوريب وظهور الله على الجبل. يقول خر 20: 18- 20: "وكان جميع الشعب يشاهدون الرعود والبروق... فلما رأى الشعب ذلك، خافوا ووقفوا على بعد. وقالوا لموسى: كلّمنا أنت فنسمع، ولا يكلّمنا الله لئلا نموت. فقال موسى للشعب: لا تخافوا. فالله جاء لكي يمتحنكم، ولتكون مخافته فيكم فلا تخطأون". هذا الخوف سبق عطيّة الوصايا وتبعه. ففي 19: 16 ب نقرأ: "خاف الشعب كله". وفي آ 18 يتحدّث النصّ عن ارتجاف الجبل كله. مجيء الرب محنة. كما حدث لابراهيم، كذلك يحدث للشعب. فالله يتفحّص أمانة شعبه قبل أن يسلّمهم كلامه. من جهة الانسان، تولّد خبرةُ الله المخافة، أي موقفَ تقبّلٍ لكلمة يكشفها الله لشعبه، وانفتاحاً على مشيئته وما تطلبه من كل واحد منا. وهذه المخافة تتضمن موقف إيمان وطاعة تجاه كلمة الله. كل هذا يترافق مع الاقرار بالطابع الرهيب لحضور الله. أما إن غابت هذه المخافة، كان الشعب في الخطيئة ونسي الامانة لله ولكلمته. ما هو دور موسى في هذا الظهور؟ طلب الشعب منه أن يكون وسيطه لينقل إليه كلمة الله. تلك هي وظيفة النبيّ الذي لا يحلّ محلّ الله، بل يحمل إلى الشعب كلمة الله، ويضعه أمام مسؤوليته. أجل، ليس من انسان (حتى لو كان موسى) يستطيع أن يمثّل الشعب ويلزمه بموقف أمانة تجاه الله. فعلى الشعب أن يقول كلمته لله بعد أن اختبر حضور الله وسمع كلمته. هكذا يدلّ على أنه يعيش حقاً مخافة الله. |
19 - 09 - 2013, 07:50 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: موسى
أشكرك جدا للموضوع الرائع والقيم ربنا يباركك
|
||||
19 - 09 - 2013, 08:37 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسى
شكرا على المرور
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|