|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله يرفعك بكلتا يديه الى اعلى حين نزلت بايوب النوازل ، حين ضاع كل ما له ومات كل ابنائه ، حين فقد كل شيء ، انطرح في التراب مضروبا مقروحا ً مريضا ً عاجزا ً وهو محطم الجسد ، مكسور القلب حزين . التف حوله بعض اصحابه يحاولون ان يعزوه بكلام ٍ كثير ، تعب منه وتضجّر . ورفع قلبه بشكواه الى الله يتسائل ويتباكى ، يتمزق بين اليأس والأمل . اجابه الله من العاصفة وقال : " اُشْدُدِ الآنَ حَقْوَيْكَ كَرَجُل ، فَإِنِّي أَسْأَلُكَ فَتُعَلِّمُنِي . أَيْنَ كُنْتَ حِينَ أَسَّسْتُ الأَرْضَ ؟ أَخْبِرْ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ فَهْمٌ. " ( ايوب 38 : 3 ، 4 ) كلمات اعادت الى ايوب رشده ، من هو من اعمال الله الجبارة ، اين هو فيها ؟ وجه الله نظره الى الارض والبحر والنجوم ، جعله يمعن نظره ويرى ويتعلم . كان حديث ايوب واصحابه يتسم بالتشاؤم والاحباط والفشل والضياع . واراد الله ان يرفعه من تلك الحمأة ، اراد ان يعيد اليه الرجاء والتفاؤل والاتكال ، فقال : " «أَدَخَلْتَ إِلَى خَزَائِنِ الثَّلْجِ، أَمْ أَبْصَرْتَ مَخَازِنَ الْبَرَدِ ، الَّتِي أَبْقَيْتَهَا لِوَقْتِ الضَّرِّ " ( ايوب 38 : 22 ، 23 ) الخزائن مملوءة بالثلج ، ثلج كثير لا حصر له . المخازن عامرة بالبرد القاتل المهلك ، لكن الله لا يخرج ما بها بلا وعي او قصد او حكمة ، يخرجها بقدر ٍ لنفعنا وصالحنا . التجارب والمتاعب والمشاكل التي تلم بنا ادوات في يد الله للبركة ، للرحمة ، للخير وللمنفعة . لو نظرنا بعين الايمان للغيوم الداكنة السوداء لتحولت الى الوان قوس قزح جميل . لو تأملنا في النوازل التي تنزل بنا بعين الاتكال على الله لاختبرنا فيها محبة الله ونعمته . ولو استدعينا احداث الماضي القاسية التي اظلمت حياتنا لو تذكرنا ما مر بنا من الم وما احاط بنا من يأس وقنوط وخوف ، لكننا ايضا ً نرى كيف كانت يد الله معنا . كيف التفت اصابعه حولنا تحمينا وتحفظنا . كيف سار بجوارنا وامسك بايدينا الطريق كله . يسمح بها ليهذب حياتنا ليشذبنا ليجذبنا اليه ، ليجعل منا ابناء صالحين له . حين نسقط في تجربة وسط اعماق الهاوية ، في الظلام ، نرى نوره يملأ قلوبنا . حين تعتصرنا شدة وتضغط علينا وتبرك علينا بثقلها ، نجد يده ترفع وتحمل وتعين . نتصور حين نمر في ضيق ٍ ان كل ما في العالم من ضيق حل بنا ونزل ساحتنا . يخيل لنا حين نقع في مشكلة ان كل المشاكل تراكمت وتجمعت وهبّت علينا . خزائن الله مملوءة ٌ وهو لا يسمح الا بما هو لصالحنا وخيرنا ، لبنائنا وصقلنا . مخازن الله عامرة وهو يحفظنا منها ويحفظها عنا ولا يمرر من بين اصابعه الا ما يريد . لا ترتعب حين يمر بك مرض . لا تخف حين تسقط في فشل ، الله يرفعك بكلتا يديه الى اعلى . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الله يرفعك مع أثقال حياتك |
التفت الى الله تراه يرفعك |
الله قوى وجبار هو يرفعك فى الطريق |
محضر الله يرفعك ويشجّعك كلّ يوم |
يرفعك الله من نظرات الناس وتحطيمهم لك |