|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل المال شر ؟؟؟
توجد معادلة صعبة لا يستطيع جميع الناس حلها ذكرها السيد المسيح في العظة على الجبل" لا يقدر أحد أن يخدم سيدين لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر. لا تقدرون أن تخدموا الله والمال." ( مت 6 : 24 ) من يستطيع حل هذه المعادلة هو من يجد الباب الضيق و يدخل منه و هذا يحتاج إلى جهاد " ادخلوا من الباب الضيق لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي إلى الهلاك وكثيرون هم الذين يدخلون منه! ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة وقليلون هم الذين يجدونه! ( مت 7 : 13 ، 14 ) كيف نجد الباب الضيق ؟ يجيبنا على هذا التساؤل معلمنا بولس الرسول في رسالته الاولى لتلميذه تيموثاوس و يقول : " وأما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة، لأننا لم ندخل العالم بشيء، وواضح أننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء. فإن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما. وأما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومضرة تغرق الناس في العطب والهلاك،" ( 1 تي 6 : 6 - 9 ) الباب الضيق نجده عندما نعيش حياة الاكتفاء و الفقر الاختياري و الترك اجوبة كتابية اخرى للسلوك بالباب الضيق " وقال لهم: «لا تحملوا شيئا للطريق لا عصا ولا مزودا ولا خبزا ولا فضة ولا يكون للواحد ثوبان. " ( لو 9 : 3 ) " والله قادر أن يزيدكم كل نعمة، لكي تكونوا ولكم كل اكتفاء كل حين في كل شيء، تزدادون في كل عمل صالح." ( 2 كو 9 : 8 )هذه الطلبة يقولها الاب الكاهن في ختام الاواشي( لكي نحن أيضًا إذ يكون لنا الكفاية في كل شئ كل حين نزداد في كل عمل صالح ) " فأجاب بطرس حينئذ: «ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك. فماذا يكون لنا؟» فقال لهم يسوع: «الحق أقول لكم: إنكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضا على اثني عشر كرسيا تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر. وكل من ترك بيوتا أو إخوة أو أخوات أو أبا أو أما أو امرأة أو أولادا أو حقولا من أجل اسمي يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية. ولكن كثيرون أولون يكونون آخرين وآخرون أولين». ( مت 19 : 27 - 30 ) - سيقف التلاميذ في يوم الرب العظيم كديّانين للأسباط الإثني عشر، لأن ما كان ينبغي لهؤلاء أن يفعلوه، أي الكرازة بالمسيّا الملك قد تخلّوا عنه ليقوم التلاميذ البسطاء به، تاركين كل شيء من أجل الملكوت - " فنظر إليه يسوع وأحبه وقال له: «يعوزك شيء واحد. اذهب بع كل ما لك وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني حاملا الصليب».( مر 10 : 21 ) هذا الكلام سمعه الشاب الغني من فم السيد المسيح و لكن كان لديه مشكلة أنه كان محبًا للمال لذلك لم يستطع اتباع السيد المسيح لأن المال مسيطر على قلبه و اهتماماته كما يقول معلمنا بولس الرسول " لأن محبة المال أصل لكل الشرور، الذي إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان، وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة. " ( 1 تي 6 : 10 ) بعكس الشاب انطونيوس الذي كان يفكر في كيفية الدخول من الباب الضيق و نظر جثمان والده و قال له خرجت من العالم بدون إرادتك أما أنا فسأخرج منه بإرادتي و سمع الشماس يقرأ نفس الآية في القداس و نفذها حرفيًا لأن اشتياقات قلبه كانت تريد ترك العالم بما فيه من شهوة الجسد و شهوة العيون و تعظم المعيشة كان يريد ترك الكل للالتصاق بالواحد و قد كان عندما اسس الحياة الملائكية و طقس الرهبنة المقدس و قد يتبادر للذهن سؤال مهم يدعو للتفكير العميق هل من يخلص فقط هم الرهبان الذين تركوا العالم ؟ نجيب من واقع الكتاب المقدس " والذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه. لأن هيئة هذا العالم تزول." ( 1 كو 7 : 31 ) " لست أسأل أن تأخذهم من العالم بل أن تحفظهم من الشرير. " ( يو 17 : 15 ) " نعلم أننا نحن من الله، والعالم كله قد وضع في الشرير." ( 1 يو 5 : 19 ) يقصد بالعالم ليس الكون و لكن الشهوات كما قلنا سابقا " لأن كل ما في العالم شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظم المعيشة، ليس من الآب بل من العالم. والعالم يمضي وشهوته، وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد." ( 1 يو 2 : 16 ،17 ) فيمكن أن يكون انسان ترك العالم و لكن العالم لا يزيل يعيش في داخله فبالزغم من سلوكه في حياة الرهبنة إلا أنه لا يزال يعيش في العالم و يمكن أن يكون شخص لم يترك العالم و مع ذلك لا يجعل العالم يعيش في داخله و هذا الفصل تذكرنا به الكنيسة كل يوم بعد قراءة الكاثوليكون لتذكرنا أن العالم كله إلى فناء " لأن ليس لنا هنا مدينة باقية، لكننا نطلب العتيدة. " ( عب 13 : 14 ) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|