" كنسية القيامة كنيسة غالبة منتصرة " القيامة هي إنتصار للمسيح إكتسبته وتمتعت به الكنيسة أيضاً , والنصرة التي نالتها كنيسة القيامة نصرة غير محدودة , ومتعددة الأوجه , فــــبالقيامة لم تعد الكنيسة تُفكر في الموت , أو تهتم بالفساد بل تحول تفكيرها إلي عالم السماويات الذي لا يعرف إلا كل بر ونقاء وقداسة وخلود , وأصبحت بالفعل كياناً سماوياً وإن كان بعض أفراده ما زالوا متواجدين بالجسد علي الأرض . فلقد أنتهي كل معني للموت في حساب الكنيسة , بل وبلا شك أن النصرة علي الموت هي أهم ما تتمتع به كنيسة القيامة .
ونــصرة القيامة لا تقتصر فقط علي غلبة الموت بل ضمت داخلها التخلص من كل ضعف أو هوان بشري , فــــبالقيامة تخلصت الكنيسة مرة واحدة ونهائياً من الخوف والذي يُعتبر أسوأ مظاهر الضعف البشري , فقبل القيامة كنا نقرأ عن كنيسة الرسل أنهم كانوا مجتمعين داخل العلية والأبواب مغلقة لسبب الخوف من اليهود , أما بعد نوال روح القيامة فقد أختفي هذا الخوف بل إنعكست الأوضاع ,فكم وكم من اليهود كانوا يخشون الكنيسة وترتعب ركبهم أمام سلطان الرسل ونمو الكنيسة . فــــغلبة الخوف تعني التحرر من تقديم التنازلات , فوقفت الكنيسة علي مر العصور أمام الحكام والسلاطين وكل المعارضين فذهب كل هؤلاء وإنتهوا وغلبة الكنيسة , فــــكنيسة القيامة لا تعرف الخوف .
ومن صور الإنتصار الذي وُهِبَ للكنيسة بقيامة السيد المسيح هي الأنطلاقة التي حدثت في الخدمة الكرازية بالإيمان بالمسيح بل لقد صارت القيامة أحد أهم مواضيع الكرازة , ونلمس تلك الأهمية عندما ظهر في كنيسة كورنثوس تفكير مُنحرف ينكر القيامة بصفة عامة وضمناً ينكر قيامة السيد المسيح , وقد تصدي القديس بولس لمعالجة ذلك الفكر قائلاً:" أن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل أيضاً إيمانكم " (1كو14:15). فقد كانت القيامة موضوع الكرازة الأساسي في الكنيسة الأولي ومصدر قوتها وسر غلبتها , فــــــالكنيسة القائمة كنيسة مُمتدة مُثمرة تضم كل يوم وليس كل سنة أو شهر الذين يخلصون . فـــــكنيسة القيامة هي تلك الكنيسة التي قال عنها السيد المسيح إن " أبواب الجحيم لن تقوي عليها " مت 18:16.
للمقال بقية & الراهب يحنس المحرقي