|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوئيل والتوبة الصادقة على أن يوئيل - وهو يتحدث عن الخطية التى تجلب كل هذا - يتحول فجأة من الظلام الرهيب ، ومن الغيوم الشديدة ، إلى نور الشمس المشرقة ، وإلى رضا الساكن فى الأعالى ، ويكشف عن روح اللّه الذى سيأتى بجلاله ومجده ، ليغير كل شئ ، ويقلب الأمور رأساً على عقب ، أو بتعبير أصح ، ليعيد الأمور إلى وضعها الصحيح ، بعد أن قلبتها الخطية تماماً ، ونحن لا نستطيع أن نرى الأمور فى وضعها الصحيح دون أن نربط بين النبوة كما تنبأ لها بها يوئيل ، وتحقيقها فيما حدث يوم الخمسين ، كما جاء فى عظة بطرس الرسول . ولعله من المناسب أن نشير إلى أن يوم الخمسين ، كان العيد الثانى الرئيسى عند اليهود ، فالعيد الأول هو عيد الفصح ، والثانى عيد الأسابيع ، والثالث عيد المظال ، وإذا كان الفصح عندهم رمز للتحرر من أرض مصر وعبوديتها ، والمظال إعلاناً عن الشكر لراحتهم واستقرارهم فى أرض كنعان فإن عيد الأسابيع كان يشير إلى حقول الحنطة التى ابيضت للحصاد ، ولذا كانوا يدعونه أيضاً عيد الحصاد أو يوم الباكورة ، وكان يبدأ غد السبت السابع لسبت الفصح ، أو بعد خمسين يوماً من ابتداء المنجل فى الزرع والتقليد اليهودى يعتقد أنه اليوم الذى نزلت فيه الشريعة على جبل سيناء . ومن ثم كان يوم الخمسين أنسب الأيام لانسكاب الروح القدس ، وميلاد الكنيسة المسيحية ، وباكورة الحصاد الهائل فى العالم والتاريخ والأجيال !! .. وهنا نحن نقف وجهاً لوجه أمام قوة الروح القدس ، فإذا كانت الخطية قد خلفت الخراب والمجاعة فى غزوة الجراد الرهيبة ، فإن روح اللّه قد جاء بالإثمار والحصاد العظيم الهائل ، ... وإذا كانت الخطية قد تركت الهزيمة القاسية ، فإن روح اللّه - على العكس - يخرج النصر العظيم ، ... ويوئيل هنا يكشف عن عصر الروح القدس ، العصر الذى لا يعمل فيه الروح فى حدود جزئية ، كما كان يحل على الأنبياء أو المكلفين برسائل معينة من اللّه ، وقد يكون هذا الحلول وقتياً لكنه يكشف عن الانسكاب الكامل الذى لا يفرق بين البشر ، سواء من ناحية الجنس أو السن أو المجتمع : « إنى أسكب روحى على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم أحلاماً ويرى شبابكم روئ ، وعلى العبيد أيضاً وعلى الإماء أسكب روحى فى تلك الأيام » " يؤ 2 : 28 و 29 " .. والروح القدس عندما جاء غير كل شئ ، وكان مصحوباً بالآيات والعجائب ، فإذا كان قد أعطى البركة من جانب ، فإنه من الجانب الآخر قد قضى بالدينونة على أورشليم الرافضة : « وأعطى عجائب فى السماء والأرض دماً وناراً وأعمدة دخان ، تتحول الشمس إلى ظلمة والقمر إلى دم قبل أن يجئ يوم الرب العظيم المخوف » " يؤ 2 : 30 و 31 " ... ومن العجيب أن يوسيفوس المؤرخ اليهودى ، وتاسيتوس المؤرخ الرومانى - قد تحدثا عن الظواهر العجيبة التى صاحبت حصار أورشليم . وقت أن دمرها الرومان ، عندما تصاعد فيها الدم والنار وأعمدة الدخان ، والمدينة فى طريقها إلى نهايتها الرهيبة ، كما حدثانا عن كسوف فى الشمس وخسوف فى القمر الذى أضحى لونه فى لون الدم ، ... ومع أن هذا الرأى يلفت النظر إلى ما سيكون فى يوم الدينونة الأخيرة من ثورات الطبيعة الرهيبة ، إلا أننا نرجح ما يذهب إليه كثيرون من المفسرين ، من أن المعنى هنا رمزى ، والشموس والكواكب هى الصور الهائلة عن التغييرات التى تحدث عندما تهزم المسيحية الدولة الرومانية ، فتنهار نظمها وأكبر الشخصيات التاريخية فيها ، ويتمخض التاريخ عن أعجوبة العجائب ، ونعنى بها مسيحية الصيادين والفقراء ، التى أسقطت قياصرة الرومان ، وجبابرة الإمبراطورية العاتية تحت أقدام الناصرى العظيم ، .. وعندما جاء روح اللّه ، كان أظهر ما عمله هو تغيير الحياة بالتوبة الصحيحة ، أو كما جاء فى أعمال الرسل : « فلما سمعوا نخسوا فى قلوبهم »" أع 2 : 37 " أو كما جاء فى طلب اللّه على لسان يوئيل : « ولكن الآن يقول الرب : ارجعوا إلى بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح ، ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم ، وارجعوا إلى الرب إلهكم لأنه رؤوف رحيم بطئ الغضب وكثير الرأفة ويندم على الشر . لعله يرجع ويندم فيبقى وراءه بركة تقدمة وسكيباً للرب إلهكم » ... " يؤ 2 : 12 - 14" ولعلنا نلاحظ أن اللّه وهو يطلب تمزيق القلب لا الثياب ، لا يقصد إتمام ذلك حرفياً ، كأن يمسك الإنسان خنجراً أو سكيناً وينهال بها على قلبه بطعنات قاتلة ، ولكن المعنى المقصود مجازى رمزى ، تعبيراً عن أعمق حزن يمكن أن يتخيله الإنسان . فإذا كانت العادة فى القديم أن الإنسان يمزق ثيابه ، أو يتغطى بمسح تعبيراً عن الحزن القاسى أو الدفين ، فإن اللّه لا يرضيه هذا المظهر ، إذ أنه يطلب الحزن الداخلى القلبى العميق ، ... أو فى عبارة أخرى ، إن هناك أشياء كثيرة فى حياتنا الروحية الداخلية ، يلزم تمزيقها بالتمام !! .. فالخطية بكل صورها ومشتهياتها يلزم أن تمزق ، وكل أصنام رابضة فى القلب ، يلزم أن تطرح وتحطم ، ... إلتقى رجلان عاشا فى الهند لمدة ثلاثين عاماً ، وقال أحدهما - وقد كان يهوى صيد الحيوانات والوحوش البرية - لقد عشت فى الهند ثلاثين عاماً أصطاد فيها النمور ، وقال الثانى وكان مرسلا : لقد عشت فى الهند ثلاثين عاماً دون أن أرى نمراً واحداً !! ... وما أكثر الحيوانات الرابضة فى أعماقنا ، ويلزم أن نمزقها من قلوبنا تمزيقاً دون أدنى شفقة أو تهاون أو تقاعس أو ترفق !! .. |
28 - 08 - 2013, 07:19 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: يوئيل والتوبة الصادقة
ميرسي كتير ربنا يبارك خدمتك الجميلة
|
|||
31 - 08 - 2013, 09:07 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: يوئيل والتوبة الصادقة
شكرا على المرور
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يوئيل النبي يوئيل ابن فنوئيل هو صاحب النبوة الثانية |
فالسبيل إلى القلب النقي هو الصراخ الجاد والتوبة الصادقة |
أغسطينوس والتوبة الصادقة |
يوئيل 2 - تفسير سفر يوئيل |
يوئيل 1 - تفسير سفر يوئيل |