+ الكتاب المقدس كتاب لكل العصور+
كلمة الله تختلف عن أى كلمة
v فهى "الكلمة" أو اللوجوس Logos الشاملة العاملة فى الكون منذ الدهر ، وهى بعينها الكلمة التى خلق الله بها الكون "وكان الكلمة الله ... كل شئ به كان " (يو 1 : 3) .
الكلمة ليست مجرد فكرة ، لكنها شخص حى مستجد ، والكلمة من هذا المنظور تسمو على الأزمنة والأشخاص ، وتتخطى الأحداث والأماكن لتستوعب بلانهائيتها ، وكل الظروف والعصور والشخصيات , ولهذا فهى لا تتغير ورغماً عن ذلك فهى لا تزال حية وعاملة ومناسبة لأن أتساعها من أتساع الله ... له كل المجد .
v والكلمة أيضاً " حية " (عب 4 : 12) أو قل هى "الحياة نفسها" (يو 6 : 63 ) هى هى بعينها "الحياة الأبدية" (يو 6 : 68) .. هى تعطينا الحياة لأنها تبنى القلب والفكر والروح وتسكب فينا حضور الله ... وعندما تتدفق الحياة فى الإنسان تتدفق معها قدرة مواجهة الزمن ومتغيراته بالله الحى نفسه وليس بمجرد معلومات أو تعليمات مكتوبة .
v والكلمة كذلك هى سراج لخطوات الإنسان (مز 119 : 105) ، ونور لطريقه ، فهى تنير الضمير وتجعله قادراً على الحكم على صلاح الأمور أو فسادها ، وتعطيه إستنارة العقل والكيان ، وتقوم أعوجاج الذهن الذى أفسدته الخطية ، فيصير مهيئاً لصناعة القرار الصالح .
+ الكلمة المقدسة بين الثوابت والمتغيرات
هناك فى كلمة الله حقائق علينا أن نكتشفها ونحيا بمقتضاها ، لا تقتل إلا الإيمان بها والتسليم لها ، وتحتاج إلى الأسنارة والفهم والأستفهام بلغة أمنا العذراء القديسة مريم التى سألت الملاك بأتضاع جم " كيف يكون هذا " (لو 1 : 24) فأجابها وشرح لها حق النبوة وسر الرسالة والتكليف الإلهى بحلول الروح القدس عليها ... فما كان منها إلا أن قبلت بتسليم يستدعى التعجب والدهشة "هوذا أنا أمة الرب لتكن لى كقولك " (لو 1 : 38) .