|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مِنْ رِسالِة مُعلّمِنا بولس الرسول لأهل رومية ( 8 : 9 – 12)[ وَأمّا أنتُم فلستُم فِى الجسد بل فِى الرّوح إِنْ كان روح الله ساكِناً فِيكُم وَلكِنْ إِنْ كان أحد ليس لهُ رُوح المسيح فذلِك ليس لهُ وَإِنْ كان المسيح فِيكُمْ فالجسد ميِّت بِسبب الخطيّة وَأمّا الرّوح فحيوة بِسبب البِرّ وَإِنْ كان رُوح الّذى أقام يسوع مِنَ الأموات ساكِناً فِيكُمْ فالّذى أقام المسيح مِنَ الأموات سيُحيى أجسادكُم المائِتة أيضاً بِرُوحِهِ الساكِن فِيكُمْ فإِذاً أيُّها الإِخوة نحنُ مديونون ليس للجسد لِنعيش حسب الجسد ] يتكلّم مُعلّمِنا بولس الرسول عَنَ صوت روح الله داخِلنا[ إِنْ كان رُوح الّذى أقام يسوع مِنَ الأموات ساكِناً فِيكُمْ ] ، هذا الرّوح أقام يسوع ، لِذلِك فهو عِنده قُدرة على أنْ يُحيى أرواحكُم المائِتة ، إِذاً عمل الرّوح القُدس داخِلنا هُو :- 1- الرّوح القُدس يُقدِّس :- التقديس الّذى نشتاق إِليه أساساً عمل الرّوح القُدس ، دور الرّوح القُدس داخِلنا يُقدِّس ، لِذلِك تُسمّيه الكنيسة ( رُوح القداسة ) ، يقول الآباء أنت الآن ساكِن فِى بيت ، نظِافة هذا البيت أو عدم نظافتةُ مسئولية ساكِن البيت ، هكذا نحنُ البيت وَالرّوح القُدس هُو ساكِنهُ ، لِذلِك نظافِة قلوبنا مسئولية الرّوح القُدس الساكِن فينا ، التقديس مسئولية الرّوح القُدس ، لكِنّه يقول [ إِنْ كان رُوح الّذى أقام يسوع مِنَ الأموات ساكِناً فيكُمْ ] ، فهل يوجد شك فِى سُكناه داخِلنا ؟ لاَ لكِنّهُ قَدْ يكون داخِلنا إِمّا خامِل أو نشيط ، هذا حسب تفاعُلنا معهُ [ إِنْ كان المسيح فيكُم فالجسد ميِّت بِسبب الخطيّة أمّا الرّوح فحيوة بِسبب البِرّ ] ، هُو الّذى يُقدِّس عِندما ينشط وَيعمل داخِل الإِنسان ، يوجد صِراع داخِل الإِنسان بين الخطيّة وَالبِرّ ، تأخُذ الخطيّة فِى أعماق الإِنسان لها مراكِز لِتُحارِب مِنَ خلالها الإِنسان ، كما يأخُذ أيضاً البِرّ لهُ مراكِز فِى أعماق الإِنسان لِكى يُحارِب الخطيّة مراكِز الخطيّة داخِل الإِنسان هى الغريزة وَالشهوة ، بينما مراكِز البِرّ هى العقل وَ القلب ، غريزة وَشهوة يُحارِبان العقل وَالقلب الّذين لو كانت أسلحتهُما أسلِحة الرّوح فإِنّهُما سوف يدُكّان الغريزة وَالشهوة لِذلِك نرى فِى القديسين درجات تُسمّى قطع الهوى أو اللاهوى ، فقد نجِد قديس لاَ يُفرِّق بين رجُل وَإِمرأة ، هذا لأنّهُ غلب الغريزة وَالشهوة ، وَجعلهُما معهُ بدلاً مِنَ أنْ يكونا ضدّهُ ، وَإِستطاع أنْ يجعلهُما طريقُة للسماء بدلاً مِنَ أنْ يجلِبا عليهِ الجحيم ، فأصبحا داخِلهُ طاقِة حُب جبّارة الغريزة وَالشهوة إِذا تقدّسا يصيران طاقِة عطاء هائِلة وَحُب جبّارة ، كما كان مُعلّمِنا بولس الرسول الّذى كان لديهِ غريزة نشيطة جِداً مُقدّمة لله ، لِذلِك قال[ يا أولادِى الّذين أتمخّض بِكُمْ أيضاً إِلَى أنْ يتصّور المسيح فيكُمْ ] ( غلا 4 : 19 ) ،[ مَنْ يضعُف وَأنا لاَ أضعُف ، مَنْ يعثُر وَأنا لاَ ألتهِب ] ( 2 كو 11 : 29 ) ، الرّوح القُدس نَفْسَه إِذا وجد عقل وَقلب خاضعين لهُ سنرى ماذا يصنع بِهُما الخطيّة درجات مِنها :- إِنسان مُتلذِّذ بالخطيّة [ الّذين يشربون الإِثم كالماء ] ، إِنسان ضميره لاَ يتعِبه إِذا سقط فِى خطيّة ، وَ لاَ يوجد داخِله أىّ تبكيت أو توبيخ ، وَتُسمّى هذِهِ الدرجة غِياب الرّوح الرّوح يعمل قليلاً ، فقد يُرسِل للعقل فِكرة أنّ الإِنجيل يقول[ أنتُم هياكِل الله وَرُوح الله ساكِن فيكُم ] ، لكِن الغريزة تُرسِل بدورها فِكرة مُضادّة ، وَتحدُث حرب بين الفكرتين ، وَلكِن لأنّ سُلطان الغريزة أقوى ، فتغلِب الرّوح للرّوح سُلطان أقوى ، فيكون العقل وَالقلب مُقدّسين ، العقل فِكره مُقدّس بالرّوح ، وَالقلب مشاعِره مُقدّسة بالرّوح ، فيُقاوِموا الغريزة وَالشهوة ، وَالرّوح تتشجّع ، وَعِندما تقوم الخطيّة تهِب الرّوح ، وَيحدُث صِراع قوِى أقوى مِنَ الدرجة السابِقة العقل وَالقلب لهُما قوّة للمُقاومة ، عِندما نشتكِى أنّ ضمائِرنا تلومنا وَتُبكِتنا مِنَ الخطيّة فهذا علامِة نشاط الرّوح [ يُذكّركُم بِكُلّ ما قُلته لكُمْ ] ، دور الرّوح أنْ يجعل العقل وَالقلب ينحازوا للتقديس لِيُحارِبا الشهوة[ فالّذى أقام المسيح مِنَ الأموات سيُحيى أجسادكُمْ المائِتة أيضاً بِروحه الساكِن فِيكُمْ ] ، عِندما يسكُن الرّوح فينا وَيزيد داخِلنا ، فهذِهِ علامة صحيّة ، وَالرّوح لاَ يكِل وَ لاَ يتعب وَ لاَ ييأس ، بل يظِل يُبكِت فينا حتّى النَفْسَ الأخير ، يمكِن نتوب فِى أخِر لحظات لِذلِك يقول مُعلّمِنا بولس الرسول[نحنُ مديونون ليس للجسد لِنعيش حسب الجسد ] ( رو 8 : 12 ، أنتُم مديونون للرّوح لِتوفوا دين الرّوح ، [ لأنّ ناموس رُوح الحيوة فِى المسيح يسوع قَدْ أعتقنِى مِنَ ناموس الخطيّة وَالموت ] ( رو 8 : 2 ) ، حاوِل أنْ تنحاز للرّوح فِى صراعها مَعَ الجسد ، وَ لاَ تُكمِلّ شهوة الجسد ، رُوح القداسة يُقدِّس وَيُنظِّف عِندما تجِد الرّوح داخِلك يُبكِتك ، شجّعه وَأنحاز فِى العقل للرّوح لِكى تنال عِتق ، إِذا إِنحازت النَفْسَ للرّوح مرّة وَمرتين ، وَعِندما تقوم الشهوة وَتُحارِب النَفْسَ ، تُقاوِمها النَفْسَ بِقوّة الرّوح ، فنجِد أنّ الشهوة وَالغريزة يضمُران ، وَهذِهِ هى القداسة هذا ما حدث لأبو مقّار الّذى يُقال عنهُ اللابِس الرّوح ، أىّ مُتوشِح بِروح الله ، وَتقدّس بِهِ ، وَصار هُو وَرُوح الله شىء واحِد ، الرّوح الّذى يُقدِّسنا ، لِذلِك كُلّ تقديس خارِج الرّوح لاَ يُفيد ، التقديس ليس على مُستوى الأخلاق بل لهُ درجة أعمق ، هُو حالِة كيان تقدّس بالكُلّيّة يرفُض كُلّ شرّ وَشِبه شرّ ، لأنّ الرّوح قدّس العقل وَالقلب ، وَعرفت النَفْسَ كيف تُجاهِد ، لِذلِك يقول مُعلّمِنا بولس الرسول عَنَ تقديس الرّوح للطاعة ، أىّ حاوِل أنت بإِستمرار أنْ تُطاوِع الرّوح لِكى تتقدّس ، طاوِع الوسائِط الرّوحيّة وَأستجِب لِنداء الرّوح [ لاَ تُطفِئوا الرّوح ] لِكى تتقدّس 2- الرّوح القُدس يُصلّى :- لابُد أنْ تعرِف أنّ الصلاة عمل رُوحانِى وَليس جسدِى ، لاَ أتكلّم بِشِفاه فقط بل بالعقل وَالقلب الّذين قدّسهُما الرّوح ، هذا هُو عمل الرّوح داخِلِى ، صلاة ، لِذلِك فِى حوار المسيح مَعَ السامريّة قال [ أنّ الله رُوح وَالّذين يسجُدون لهُ فبالرّوح وَالحق ينبغِى أنْ يسجُدوا ] ، أىّ إِنِّى لاَ أنحنِى بِجسدِى فقط بل وَ بِرُوحِى أيضاً الصلاة عمل الرّوح ، فصلّى بالرّوح ، لِذلِك قال مُعلّمِنا بولس الرسول[ أُصلّى بالرّوح وَأُصلّى بالذهنِ أيضاً ] ، الرّوح قَبْلَ الذهن ، مسئوليّة الصلاة على الرّوح القُدس ، لِذلِك لابُد أنْ أشعُر أنّ الصلاة عمل رُوحانِى ، وَأتكلّم بالرّوح يقول مُعلّمِنا بولس الرسول [ لِكى نعبُد الله بِجدّة الرّوح لاَ بِعِتق الحرف ] ، وَداوُد النبِى يقول [ تترنّم لك رُوحِى ] ، كُلّ ما الرّوح يكون نشيط كُلّ ما كانت الصلاة روحيّة ، عِندما لاَ يُصلّى الرّوح داخِلنا تكون صلاتنا ضعيفة عِندما يكون أساس الموضوع غير موجود يكون الموضوع ضعيف ، هكذا عِندما نُصلّى بِدون رُوح تكون صلاة ضعيفة ، لِذلِك يقول مُعلّمِنا بولس الرسول [ الرّوح يُعين ضعفِنا ] ، الرّوح يُعين ضعف الجسد ، [ الرّوح يُعين ضعفاتنا لأنّنا لسنا نعلم ما نُصلّى لأجلِهِ كما ينبغِى ، وَ لكِنّ الرّوح نَفْسَهُ يشفع فينا بأنّات لاَ يُنطق بِها ] ( رو 8 : 26 ) ماذا أقول فِى صلاتِى ؟ هل أطلُب جسديات أم أطلُب مِنَ أجل الآخرين ؟ مُعلّمِنا بولس الرسول يقول أنّ الرّوح يُعين ضعفِنا وَيُعلّمِنا كيف نُصلّى ، الرّوح يئِن داخِلنا أنين لاَ يُنطق بِهِ ، أىّ كلام لاَ نعرِف كيف قُلناه ؟ ألّمْ تُجرِّب أنّك تُصلّى صلاة بعدها تفرح بِكلِمات الصلاة التّى لَمْ تعرِف كيف نطقت بِها ، كلِمات ليست بِترتيب العقل ، وَليست مُنمّقة بل كلِمات الرّوح الناطِق فينا ، الله يُريد كلِمات روحيّة ، وَالرّوح يُعين ضعفِنا مسئوليّة الصلاة تقع على الرّوح القُدس ، وَبِقدر نشاط الرّوح بِقدر نشاط الصلاة وَقوّتها ، وَبِقدر خمول الرّوح بِقدر ثِقل الصلاة وَبلادتِها ، لابُد أنْ نُصلّى بِكلام مملوء بالرّوح فنجِد أنفُسنا نُصلّى بِكلام لاَ يُنطق بِهِ ، يصعد مِنَ القلب للشِفاه بِدون تكلُّف لِذلِك قَدْ يُعطِى بعض آباء الإِعتراف تدريب قراءِة قِطع الساعة الثالِثة مَعَ كُلّ صلاة خِلال اليوم كُلّه ، وَ نُكرِّر كلِمة [ هذا لاَ تنزعهُ مِنّا أيُّها الصالِح ، لكِنْ جدِّدهُ فِى أحشائِنا ] ، طِلبِة تجديد الرّوح طِلبة كُلّ وقت ، لأنّ مسئوليّة الصلاة تقع على الرّوح ، وَجمال الصلاة مسئوليّة الرّوح ، لِذلِك لابُد أنْ أشعُر بِتقديس الرّوح وَصلاته داخِلِى القس أنطونيوس فهمى |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حياة أبونا إبراهيم - القس انطونيوس فهمى |
المسيحى والمستحدثات القس انطونيوس فهمى |
معه علي جبل التجلي القس انطونيوس فهمى |
الروح القدس المعزى / القس انطونيوس فهمى |
العصر الرسولى / القس انطونيوس فهمى |