|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سمعان الغيور «سمعان الذي يدعي الغيور» (لو 6 : 15) مقدمة أبصر يوحنا نيوتن رجلاً في طريقه إلى الإعدام فقال : هناك يذهب يوحنا نيوتن لولا نعمة الله!!... ولست أعلم هل قال سمعان الغيور شيئًا مثل هذا، وهو ينظر إلى الكثيرين من الحزب الذي أطلق على نفسه «حزب الغيورين» وتحدث عنه يوسيفوس المؤرخ اليهودي، وقد بطشت روما به على نحو مفزع رهيب ويرجح الكثيرون أن سمعان كان واحدًا من هذا الحزب أو على الأقل كان متحمسًا له ولمبادئه ولذلك أطلق عليه الغيور، ومن المرجح أيضًا أن باراباس كان من أعضائه أو من القادة الظاهرين فيه، وقد نشأهذا الحزب في الأصل من أيام المكابيين لمقاومة التدخل الأجنبي في الشئون الدينية، وقد قست روما على المنتمين إليه ونكلت بهم أشد تنكيل وطاردتهم في كل مكان حتى تحولوا إلى الجبال، وإذ أستبد بهم الضيق والتعب والجوع تحولوا عن فكرتهم الوطنية وأصبحوا قطاع طرق، وعصابات لصوص، وأضحى القتل والسلب والجريمة منهجهم الدائم. فإذا كان المسيح قد أخذ مكان باراباس، اللص المجرم القاتل، لأنه يريدني أن أتذكر أنه أخذ موضع كل واحد منا نحن الخطاة الأثمة المجرمين، على خشبة الصليب، فإني أعلم أيضًا أنه وقف في الطريق ليلتقط سمعان الغيور، حتى لا تستخدم طبيعته النارية الغيورة لخدمة الشر والخطية والإثم، واتجه به اتجاهًا كاملاً نحو الغيرة في الحسنى، ... والنار التي تحرق وتدمر، يمكن إذا اتجهت في اتجاه الخير، أنه تأتي بأعظم الخدمات المباركة!! لقد سما المسيح بغيرة سمعان واستخدمها أجل استخدام، وقصته لذلك تصلح أن تكون درسًا نافعًا ومجيدًا لكل مؤمن ولعلنا نتابعها بعد ذلك فيما يلي: سمعان والغيرة نحو الوطن لا نستطيع أن نجزم إلى أي مدى ارتبط سمعان الغيور بحزب الغيورين الذين نهض لمقاومة العدوان الأجنبي، والتدخل في الشئون الدينية، غير أننا نستطيع فهمسمعان، إذا أمكن أن نفهم الصورة الصحيحة لهذا الحزب اليهودي، وقد فرق ألدر كامنج بينهم وبين غيرهم من الفرق أو الشيع التي كانت في عصرهم، إذ أنهم وإن كانوا أقرب إلى مشاعر الفريسيين، إلا أنهم يختلفون عنهم، في أن الفريسي قبل الأوضاع التي لا تتدخل في أموره الدينية، وسكن إلى الواقع البغيض الذي تمقته نفسه، لكن الغيورين لم يقبلوا أبدًا النير الأجنبي، وعاشوا متمردين عليه دون أن تهدأ نفوسهم على الإطلاق، كما أنهم لم يكونوا صدوقيين يقبلون التهاون واللا أدرية في تفسير الناموس، أو التقاليد.. ومن الطبيعي أنهم لم ينهجوا نهج الأسينين الذين كانوا يرفضون المشاركة في أي حركات قومية، ولا يمكن أن يكونوا هيرودسيين يتملقون روما، ويخضعون لسلطاتها، وينفذون أوامرها، وفي الحقيقة أن غيرة الإنسان على وطنه من أهم ما يميزه كإنسان متحضر راق، لكن هذه الغيرة شأنها شأن كل الصفات الطيبة يمكن أن تقود إلى الضياع والخراب، متى انحرف بها صاحبها عن الطريق السوي، وربما كان سمعان الغيور أكثر من أي تلميذ آخر في حاجة إلى فهم الموقف الصحيح في الغيرة الوطنية، وإلى أي مدى ينبغي أن تصل، وما الحدود التي لا يجوز لها تجاوزها، وقد تعلم من المسيح الواجب الوطني الصحيح!! عندما جاء الفريسيون والهيروديسيون إلى المسيح بسؤال خبيث ماكر : «أيجوز أن نعطي جزية لقيصر أم لا» (مت 22 : 17) وكان السؤال كما هو واضح يريد أن يمسك بالمسيح من أي جانب لأنه إذا أجاب : «لا تعطوا» يثير عليه الهيرودوسيين والوالي، وإن قال «اعطوا» يثيرالفريسيين والشعب، وإن امتنع عن الإجابة لا يكون جديرًا بمركزه كقائد ومعلم، غير أن المسيج أجاب إجابته الخالدة التي وضعت المبادئ العظيمة : أولها.. إن الركن الأساسي والأول في كل نظام وقانون هو الله، ومع أن الفريسيين أو الهيروديسيين كان سؤالهم خلوا من الله، لكن المسيح لم يجعل جوابه خلواً من الله، وبذلك وجه نظرهم إلى ما هو أعلى وأسمى وأقدس، وما أكثر الذين يحسنون أداء الواجب «لقيصر» إذ يؤدون واجبهم الذي تفرضه الدولة عليهم بقوانين اجتماعية وأدبية ومادية دون أن يتطلعوا إلى ما يطلبه الله منهم. ثانيًا : ليس هناك من تعارض بين الدين والحياة المدنية، إذ يمكننا أن نطيع قيصر دون أن نفقد الولاء لله، بل إننا إذ نطيع قيصر إنما نطيع - في الواقع - الله الذي وضع قيصر حيث هو على عرشه، أليس هذا عين ما قاله الرسول بولس : «لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة. لأنه ليس سلطان إلا من الله، والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله (رو 13 : 1) وعلى هذا الأساس يمكن تصور دائرتين، إحداهما داخل الأخرى، فالدائرة الأضيق دائمًا هي دائرة قيصر، والأوسع دائرة الله، ومهما تتسع الدائرة الأضيق، فلا يجوز لها أن تخرج عن نطاق الدائرة الأوسع. وثالثا : أما الحدود التي لا يجوز تجاوزها، فتبدو عندما يتعارض ما لقيصر مع ما لله، فعندئذ ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس، إذ يكون قيصر في هذا الوضع قد خرج عن الغاية التي يريدها الله منه، ويحق للمؤمن في هذه الحالة أن يمتنع عن طاعته!! عندما اعتلى جيمس الأول ملك إنجلترا العرش أعلن أنه يحكم بالحق الإلهي وأن كلمته قانون، وليس لشعبه أي حق إلا ما يتفضل هو به متى يشاء، وكيفما يريد، وبين شعبه كانت هناك جماعة لا ترضيهم أنظمة وعبادة كنيسة إنجلترا ولم يصرح لهم الملك بإقامة كنيسة خاصة تختار خادمها كما تشاء وتقوم بعبادتها كما تريد، وعندما حاول بعضهم ذلك تعرضوا للسجن، فما كان منهم إلا أن هربوا إلى هولندا، وهناك أخذوا يمارسون عبادتهم كما يشاءون، ولأنهم لم يرغبوا أن يصبح أولادهم هولنديين، رحلوا مهاجرين عام 1620 إلى أمريكا واستقروا هناك! إن حبنا للوطن ينبغي أن يكون دائمًا جزءًا من حبنا لله،والواجب الوطني لا يرجع إلى أن أجسادنا من تراب هذا الوطن وستختلط يومًا ما بتراب هذا الوطن فحسب، بل لأن الله يريدنا أن نكون أمناء في كل شيء وأمانتنا للوطن هي بعض أمانتنا لله سر حياتنا ووجودنا على هذه الأرض!! غير أن حب الوطن مهما كان لا يجوز أن يحولنا إلى الجريمة والتعصب والإفساد والهدم، والتنكر للمبادئ الخلقية والإنسانية، باسم الوطن أو حبًا له ومن المؤسف أن الذين امتصوا الشعوب، وتركوها خرابًا يبابا، فعلوا ذلك تحت العنوان البراق : «حب الوطن» والعمل على خدمته واستعاده، وقد وعي المسيحيون هذا الدرس فكانوا أشرفالناس حبًا لأوطانهم، وأكثرهم صدقًا وأمانة - قبل ذلك وبعده - لإلههم العظيم! والذين قرأوا قصة استشهاد مارسيلوس، يعجبون كيف أن ولدًا صغيرًا وقف في ساحة المحاكمة ليعطي أعظم شهادة عن هذه الحقيقة لقد سأله القاضي : ما اسمك!؟ أجاب : «ماركوس بولوسيرفيللي، وما أنذكر اسمه حتى سرت تمتة في وسط الجمع الغفير الذي حضر المحاكمة لأن مدينة روما بأكملها تعلم أن الصبي ينتمي إلى أسرة من أعرق أسر الرومان، وإذ سأل القاضي الغلام : كم تبلغ من العمر! أجاب : ثلاثة عشر عاماً.. فقال له : أنت متهم بأنك مسيحي فما قولك!! أجاب : هذاالاتهام يعد شرفًا لي، أنا مسيحي وأعتبر نفسي سعيدًا لأني أستطيع أن اعترف بذلك أمام هذه الجمع الغفير. فقال القاضي : «أيها الولد الشقي.. هل تعرف نوع التهمة الموجهة ضدك»؟ فقال الصغير : «أنا متهم بغير جريمة، وأيماني يعلمني أن أخاف الله وأخدم الإمبراطور، وأطيع كل القوانين العادلة، وقد نفذت كل هذا بضمير صالح» قال القاضي : «جريمتك أنك مسيحي خائن للوطن» قال بولا : «أنا مسيحي ولكني لست خائنًا للوطن» القاضي : «القانون يحرم الإيمان بالمسيح ومن يكسر القانون فعقابه الموت» قال الغلام : «أنا مسيحي» .. قال القاضي : «إذَا فالحكم عليك بالموت» قال الغلام الشجاع : «فليكن» وقد حاول القاضي أن يرد الغلام عن الإيمان المسيحي ولكن هيهات، ووقف الصغير يشهد لسيده بأروع شهادة ينطق بها اللسان قبل أن يقدم للوحش المفترس ليموت شهيدًا، إن المسيحي الحقيقي هو الذي يجمع بين أروع ولاء لله، وأروع ولاء للوطن!! سمعان والغيرة لقائد أعظم في أيام الملكة فيكتوريا كان هناك مرسل اسكتلندي يعمل في الهند اسمه دكتور دف، وقد ظل في خدمة المسيح في الهند ثلاثين عامًا، ثم رجع إلى بلاده شيخًا ضعيفًا محطم الصحة، وتكلم في المحفل العام بغيرة ملتهبة، حتى سقطمن الاعياء، وأخذوه إلى غرفة جانبية، وأسعفه الأطباء، غير أنهم طلبوا إليه ألا يتكلم، إذ هو من الضعف الصحي، بدرجة يمكن أن يموت معها لو بذل جهدًا، ولكنه أصر على الكلام، حتى ولو مات ، وخرج ليقول للمجتمعين : يا أبناء اسكتلندا لو أن الملكة فيكتوريا - وكانت ملكة بريطانيا في ذلك الوقت - طلبت جنودًا للذهاب إلى الهند، فإنها ستجد الكثيرين يلبون النداء، ولكن إذا طلب الرب يسوع، فإن الكثيرين من أبنائها سيعتذرون بهذا السبب أو ذاك، فإذا كان هذا حقًا، فإني - رغم أني أضعت صحتي في تلك البلاد - مستعد أن أذهب في الغد لأموت منأجل الشهادة لابن الله! أجل لقد أدرك الرجل أن خدمة المسيح لا تقل شرفًا عن خدمة البلاد أو ملكة الإنجليز بل وتفضلها!! لم يكن مطلوبًا من سمعان وهو نار متقدة، أن يتحول ماء باردًا، ولسنا نظن أن المسيح يسوع عندما يجدد حياة الناس، يقلب الطبائع التي أوجدهم عليها، ولكن المسيح يطهر هذا الطبائع، ويستخدمها خير استخدام، ومن المناسب أن نذكر كما قال أحدهم أن سمعان دعى إلى آخر حياته، سمعان الغيور، فلم تنته غيرته بمعرفته للمسيح، بل على العكس تحولت نارًا مقدسة في خدمة السيد، نجن لا نعلم أين ومتى وكيف التقى بالمسيح، لكننا نعلم أن السيد رأى فيه أشياء يصلح معها أن يكون واحدًا من الاثنى عشر، ويكفي أنه يدعي الغيور، والغيرة عندما تقدس، هي في الحقيقة قبس من نار المسيح نفسها الذي قيل عنه، : «غيرة بيتك أكلتني» (يو 2 : 17) ولست أظن أن المسيح يضيق بشيء قدر ضيقه بالإنسان الذي تعوزه الغيرة، ألم يقل لملاك كنيسة اللادوكيين : «أنا عارف أعمالك أنك لست باردًا ولا حارًا. ليتك كنت باردًا أو حارًا، هكذا لأنك فاتر ولست باردًا ولا حارًا أنا مزمع أن أتقيأك من فمي.. فكن غيورًا وتب» (رؤ 3 : 15 - 19) والعكس صحيح إذ ليس هناك ما يملأ قلب السيد بهجة وسرورًا ورضا قدر القلب الممتلئ بنار محبته!! سمعان والغيرة لقضية أمجد إن الغيرة المسيحية لابد أن تكشف في ولائها عن صور رائعة، وهي لهذا يمكن أن تأخذ الاتجاه الآخر، العكسي لما كانت عليه، وقد لفت أحد الكتاب نظرنا إلى كيف تحولت كراهية سمعان إلى حب عميق، فمثلاً كان من المستحيل أن تجمع بين اثنين من التلاميذ، هما سمعان الغيور، ومتى العشار، إذ كانا قبل علاقتهما بالمسيح على طرفي نقيض، بالغي الكراهية أحدهما للآخر، كان سمعان الغيور يمقت من أعماق قلبه الضرائب التي يفرضها المحتلون على بلاده، وكان يكره جابي الضرائب بكل ما يمكن أن تكون عليه كلمة الكراهية من معنى، لكن المسيح جمع بين الاثنين، وسما بعواطفهما، وارتقى بها، ليلتقيا وباقي التلاميذ في محبة مقدسة ممتلئة بالالتهاب والغيرة والقدسية لمجد السيد، وهكذا طهر المسيح الغيرة، لتستخدم في قضية أنبل وأعظم وأجمل. لم يكن حب سمعان لمن كان عدوه بالأمس، هو الظاهرة الوحيدة لتغير حياته، وعواطفه، بل إن الرجل نقل قضيته الضيقة إلى قضية أعلى وأمجد وأسمى، لم يعد سمعان الغيور المتعصب الأعمى لوطنه، بل أصبح الخادم الأمين ليسوع المسيح بغيرة ملتهبة، ولقد انحدرت الغيرة المتعصبة في قصة بارباس إلى الفتنة والقتل والإهلاك والتدمير، لكن الغيرة المسيحي في سمعان أعطته أجمل قضية يمكن أن يكرس حياته من أجلها، وشتان بين رجل العالم وانسان المسيح، ... كان يحلو لمودي أن يردد قصة فالنتين برك، ذلك السجين الذي أمسك مرات في قضايا سرقات، وحوكم وأودع السجن، وكان مجبولاً على الشراسة وعلى وجه الخصوص مع سجانيه، وكلما ازداد شراسة ازدادوا قسوة عليه، وكان مودي يقيم اجتماعات انتعاشية في مدينة سانت لويس، وقد وعظ عن سجان فيلبي، وكيف أمسكت به نعمة المسيح، وكتبت الجرائد العظة تحت عنوان «كيف أمسك سجان فيلبي» وقد سره العنوان إذتصور أن الأمر يتحدث عن سجان فيلبي بولاية الينوي» وأراد أن يقرأ من باب الشماتة، فإذا بها عظة تمسك به هو وتأتي به إلى يسوع المسيح وتاب برك وسلم حياته للمسيح، وخرج من السجن ليجد الأبواب جميعها مغلقة في وجهه بالنسبة لماضية، لكنه لم ينحرف قط عن الأمانة، ورجع إلى مدير السجن ليخبره عن متاعبه، وقال له المدير : أنا أعلم جيدًا ماذا عانيت، وكم كنت أمينًا لأني وضعتك تحت المراقبة طيلة هذه الشهور التي قضيتها خارج السجن، وتوسط له المدير، ومن العجيب، أنه أصبح حارسًا لمحل كبير للمجوهرات، وكان يردد دائمًا : «ما أعجب النعمة التي تجعل من كان لصًا وسارقًا حارسًا للمجوهرات والكنوز» إنها النعمة العجيبة التي نقلت بطرس الصياد ومتى العشار، وسمعان الغيور، من الحياة التافهة أو المؤذية أو الشريرة إلى الخدمة الخالدة التي جعلت من العالم كله حقلاً لها، ومجدها التاريخ والأبدية!! لماذا لا تكسب المسيحية اليوم رغم الإمكانات الهائلة التي تحت يد الملايين من أبنائها، ما كانت تكسبه في القرون الأولى رغم قلة عدد أبنائها، وضآلة إمكانياتهم المادية في تلك العصور؟ إن السر يرجع - بالدرجة الأولى - إلى روح الغيرة والحماس التي ملأت روادها الأوائل، وشهدائها الأبطال، ومن الثابت أن الغيرة تأتي دائمًا في المقدمة بين أسباب النجاح في شتى قضايا الحياة، ... قيل إن قائدًا حربيًا كان على رأس خمسمائة مقاتل، في القرن التاسع الميلادي، وهاجم ملكًا كان عدد جيشه ثلاثين ألفًا من الجنود، وإذا سمع الملك بقصة المهاجم ومن معهمن الجنود أرسل إليه يقول إنه إذا سلم فسيعامله وجنوده بالرأفة. فما كان من القائد إلا أن دعا - جوابًا على ذلك - وأحداً من الجنود وأمره أن يغمد خنجرًا في قلبه وفي الحال أطاع وسقط قتيلاً، وقال الأخر أقذف بنفسك من أعلى الجبل، فلم يتردد وهوى إلى الأعماق!! ثم قال لرسول الملك إن معى من هذا النوع خمسمائة جندي على استعداد أن يموتوا دون أن يسلموا، وعلى الملك أن يعلم أنه في خلال ثمان وأربعين ساعة سيكون أسيرًا مقيدًا في يدي، وقد ارتعب الملك إذ سمع هذا وأصابه وجنوده الفزع، وتحقق للمهاجم ما أنذر به!! قال لصاحبه ورفاقه ليذهب خمسون غريبًا لدى ظلمات السجن ولتبق روما حرة!! قال دكتور تايلور : إن غيرة رسل المسيح ظهرت على هذا النهج في أنهم كرزوا جهرًا وسرًا، وقد صلوا لأجل جميع الناس، وبكوا أمام الله من أجل قلوب الناس القاسية، كانوا كل شيء، لكل الناس، ليربحوا على كل حال قومًا، وسافروا في البحر وفي الصحراء واحتملوا حر الصحراء اللافح، وزوابع الاوروكليدون، والرياح، والعواصف، والبحار، والسجون والسخرية، والجلد، والصوم، والفقر، والعمل، والسهر، احتملوا الجميع، ولم يخطئوا في حق أحد، صنعوا كل خير، واحتملوا كل شر، وفي رجاء الإمساك بالنفس البشرية، جاهدوا بكل وداعة، واحتملوا بكل اتضاع، وأقنعوا بكل قوة، وسهروا على صالح الغير دون أثرة أو أنانية، وهذه هي الغيرة المسيحية، غيرة الوداعة، وغيره الحب وغيرة الصبر»!! ليس من السهل أن تعرف كيف امتدت خدمة سمعان الغيور، فالتقاليد تتعدد وتتضارب، إذ تصوره في رحلات متعددة بين بريطانيا وبلاد الفرس، وهناك تقليد يقول إنه مات منشورًا بالمنشار في بلاد فارس، ومهما يكن فإن الرجل قد انتشلته نعمة الله من الضياع والانحراف، وأخرجته من الغيرة التي كان يمكن أن تورده موارد الهلاك والحتوف، لتأتي به إلى الغيرة في الحسني، وليصبح واحدًا من الخالدين الذين كتبت أسماؤهم على سور مدينة أورشليم السماوية النازلة من عند الله، والمهيأة كعروس مزينة لرجلها وسيدها ربنا يسوع المسيح الذي له المجد الدائم إلى أبد الآبدين آمين!! |
22 - 05 - 2014, 11:50 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: سمعان الغيور
ميرسي ياماري علي سيره سمعان القانوي " الغيور"
احد الاثني عشر رسولا |
||||
23 - 05 - 2014, 07:12 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | |||
..::| VIP |::..
|
رد: سمعان الغيور
ميرسى ع السيرة العطرة
ربنا يباركك |
|||
23 - 05 - 2014, 11:15 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سمعان الغيور
شكرا على المرور
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
”سمعان الغيور“ |
من هو سمعان الغيور |
القديس سمعان الغيور، الرسول (سمعان القانوي) |
مار سمعان الغيور |
...فلقد اختفى من مشهد الصليب سمعان الغيور وسمعان الأسخريوطى وسمعان بطرس فأظهر الله(سمعان القيروانى) |