منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 06 - 2013, 04:04 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,256,893

زكا والعقبات في الطريق إلى المسيح

زكا والعقبات في الطريق إلى المسيح
من الواضح أن زكا رغم كل ما كان يتمتع به، لم يكن سعيدًا، ولم يكن للفرح سبيل إلى قلبه قبل نزوله من شجرة الجميز حيث قبل يسوع «فرحاً» كان الفرح هو العملة الصعبة التي لم يحصل عليها كعشار وجابي ضرائب، وهو صورة للإنسان البعيد عن الله، والذي يحاول أن يعثر - دون جدوى - على بديل للشركة الإلهية!! ترى ماذا كان يحس به، أهو الرغبة في العودة إلى حياة الطفولة النقية عندما كان «نقيًا» في أحضان أمه قبل أن تلوثه الشرور والخطية، أهي ذكريات أمه وأبيه في البيت القديم الذي كان يملؤه سلام الله.. ما أكثر الذين يشتهون أن يعودوا إلى أحضان أمهاتهم، بعد أن تقدموا في الحياة، ونالوا أعظم الحظوظ في نظر الناس، ولكنهم مع ذلك لم يأخذوا شيئًا يماثل الضمير المستريح الهادئ النقي الذي عرفوه في مطلع الحياة وبكور الأيام،... أم أن زكا لم يكن مستريحًا لأنه أحس ثقل المال على كتفيه؟!... سئل أحد أصحاب الملايين عما إذا كان مستريحًا بثروته الهائلة، فأجاب : وكيف أستريح وثقل المال على كتفي يسقني إلى الأرض، أهي المسئوليات ومشاغل المال التي لا تريح البتة صاحبها، بلتجعله نهب القلق والمخاوف والوساوس!! أم هو الإحساس بأنه مهما جمع الإنسان من ثروة أو مال، فإنه لن يأكل أكثر من سعة بطنه حتى ولو وضعت أمامه أطنان من الطعام، وإن العليل ولو كان غنيًا، لن يأخذ مما يوضع أمامه شيئًا ونفسه زاهدة عن كل شيء!! أم هو الضيق بالعمل الذي يقوم به فلربما ظلم يتيمًا صرخ إليه دون جدوى، أو أرملة استرحمته فلم يرحم، وذهب كلاهما من أمام عينيه، ولكن الصرخة التي سمعها مازالت تدوي في أذنيه وتقض مضجعه وتسلبه راحته! أم هو الإحساس بأن السعادة في الحياة شيء أعمق من ذلك بكثير لم يعرفه حتى أكتشف السراب الذي عاش يتوهم وجوده كرئيس للعشارين!! أم هو كراهية الناس له واحتقارهم إياه، حتى المنافقون الذين يصانعونه كانت منافقتهم كأنها المطارق التي تهوى على رأسه وتزلزل كيانه!! إن الحياة في الواقع أبعد وأعمق وأعلى من مجرد حصول الإنسان على ثروة الدنيا، ونفوذ العالم، واقتدار الماديات مهما كانت أهميتها!! وقد أحس زكا بهذا كله، وهو في طريقه إلى رؤية المسيح!!
أراد زكا أن يرى المسيح ولكن الطريق كان مسدودًا أمامه، بجماهير الناس المتلاحمة أمام هذا القصير الذي لا يستطيع أن يشق الزحام، لم يكن زكا قصيرًا في قامته فحسب، بل كان في كل شيء أقصر من أن يصل إلى فوق، أمسكت به شروره وخطاياه وآثامه لترده إلى أسفل، وكلما حاول الاقتراب إلى الله، نهض أمامه الماضي المرعب ليقذف به إلى بالوعة اليأس، لم يعد يملك الضمير الذي بلا عثرة من نحو الله والناس، وأضحت خطاياه تكبله وتذله وتطأطيء رأسه!! وكان قصيرًا أمام الناس، أمام كراهيتهم الواضحة والمتعمدة عندما يحاول بقامته القصيرة أن ينفذ بينهم، فيتلاحقون حتى لا يعطوه أدنى منقذ بينهم، وهو قصير على أي حال أمام سخريتهم وحقدهم فهو لا يستطيع بسمعته وأعماله أن يجد بينهم طريقًا إلى حياة أفضل وأكمل، وهو قصير أمامنفسه إذ هو غني وصاحب نفوذ وكرامة ومركز، وقد صنعت هذه جميعها حاجزًا عاليًا من الصعب أن يقفز ويتجاوزه في الطريق إلى المسيح!!
على أنه من الواضح أنه مهما يكن الطريق مسدودًا أو الحواجز متماسكة، فإن الله في العادة يمكن أن يمد يد المعونة لأي إنسان راغب في التغلبعلى الحواجز، فالقصير يمكن أن يصل إلى طول يتجاوز الفارع في الطول، ... لقد جعل الله على جانب الطريق شجرة من الجميز يمكن ان تعطيه ما يتجاوز به قصره، والطبيعة كما قال أحدهم : يمكن أن تمد يد المساعدة لمن يرغب في أن يقف إلى جانب الله، وسيخلق الله لنا كافة الظروف المساعدة والمعضدة لنتجاوز القصر الذي تسببه الخطية في حياتنا!! وعندما تكون هناك إرادة فلابد أن يكون هناك طريق مفتوح، وقد استجمع زكا إرادته، ولم يعد يبصر أمامه سوى شيء واحد، رؤية المسيح، فلم يعد يبالي بضحك الناس أو سخريتهم من رجل شيخ يركض في الطريق، أو يتسلق الشجرة، لقد صمم أن يرى يسوع، فأصم أذنه عن أي صوت يمكن أن يرتفع، وأغمض عينيه عن أي حاجز يمكن أن يحجب هذه الرؤية.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
التحديات والعقبات في الخدمة
ترائي المسيح لتلميذي عِمَّاوُس على الطريق فتكرَّرت كلمة الطريق
إعداد الطريق لمجيء المسيح المنتظر الذي يُعدَّ له يوحنا الطريق
قبل ان تختفي الصعوبات والعقبات
العقل والعقبات في إماننا...


الساعة الآن 09:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024