|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
زربابل والضمان الإلهى وقد ظهر هذا الضمان فى الوعد العظيم المجيد ، إن يد زربابل التى وضعت حجر الأساس ، هى هى التى ستضع حجر الزاوية مع الهتاف الكريم بالنصر ، ولست أعلم كم كان سن زربابل عندما بدأ حجر الأساس ، لكنه وقد أوقف العمل ، ومرت سنوات عديدة ، كان يخشى أن ينطوى عمره قبل أن يضع اللمسة الأخيرة فى بيت اللّه ، حجر الزاوية ، ... وما أجمل أن يسمع بأنه سيبقى حتى يتم العمل ، وتراه عيناه ، ويسمع الهتاف المدوى بالانتصار على كل العقبات والصعاب والمشكلات التى اعترضت طريقه ، ووقفت أمامه كالجبل الشامخ المرتفع العظيم ، ... ومن اللازم ألا نقف عند شخص زربابل ، بل نرى فيه رمزاً للمسيح مخلص العالم ، الذي لا يترك عملا قبل أن يقول « قد أكمل » ، .. " يو 19 : 30 " . فهو الخالق الذي به كل شئ كان وبغيره لم يكن شئ مما كان !! .. ولم ينته من عمل الخليقة حتى « ترنمت كواكب الصبح ، وهتف جميع بنى اللّه » " أيوب 38 : 7 ".. وهو فى الفداء يفعل الشئ نفسه ، ولم يتركه قبل أن يقول على الصليب « قد أكمل ، وهو هو الذى خرج فى موكب العصور « ليجمع أبناء اللّه المتفرقين إلى واحد ، " يو 11 : 52 " ولن يكل أو يعيا « حتى يخرج الحق إلى النصرة ، وعلى اسمه يكون رجاء الأمم » " مت 12 : 20 و 21 "« قال اللّه : « إن يدى زربابل قد أسستا هذا البيت فيداه تتمانه » " زك 4 : 8 " .. ورجل اللّه قائم حتى يتمم الرسالة الموضوعة عليه فى الأرض ، ومع أن عمل اللّه فى العادة يترك اللآتين مجالا للخدمة ، إلا أن اللّه أراد أن يعطى زربابل الضمان المؤكد بأنه لن ينتهى من قصته الأرضية ، قبل إتمام العمل الضخم العظيم الجبار !! .. ولعله سعد كثيراً بهذه النبوة وانتعشت روحه وانتصب على قدميه ، رغم ضآلة البداءة التى بدأ بها !! .. هل أمسك فى الخطوات الأولى من العمل بالزيج الذى يستخدمه البناء فى قياس استقامة الجدار وهو يرتفع ؟ ، .... وهتف به الهاجس ، هل سيحيا ويعيش حتى يرى النهاية فى حجر الزاوية الأخير !! ؟ وأكد له اللّه ضمان النهاية من الابتداء !! ؟... يعتقد الكثيرون أن زربابل رأى فى يوم الابتداء من يهزأ به ويسخر ، ويوم الابتداء، فى العادة ، هو يوم الأمور الصغيرة ، يوم الزارع يزرع البذار فى الأرض ، يوم البانى يبنى الأساس الذى يغطيه التراب ، ... يوم المخترع حين لا يكون الاختراع، فى خطواته الأولى ، سوى محاولات تتأرجح بين النجاح والفشل ، يوم المتعلم وهو يقف على أعقاب الدراسة ، قبل أن يضرب فى خضم البحر الغزير بحر العلم الواسع العميق الممتد ، ... يوم الطفل حين يحبو قبل أن يصبح شاباً أو بطلا فى مستقبل الأيام والتاريخ!! . هذا اليوم قد يزدرى به الكثيرون ، ... ولكن اللّه لا يمكن أن يزدرى به بل أعين اللّه السبع تفرح بالعمل فيه : « لأنه من ازدرى بيوم الأمور الصغيرة فتفرح أولئك السبع ويرون الزيج بيد زربابل ، إنما هى أعين الرب الجائلة فى الأرض كلها » " زك 4 : 10 " . أدنى الشاب إلى أذنه بذرة من بذار شجرة البلوط ، وتخيل نفسه وهو يتحدث معها ، ويسمعها وهى تقول له : « يوماً ما ستأتى الطيور وتبنى أعشاشها فى ، ويوماً ما سأكون ملجأ للمحتمين بى عندما يستظلون بظلى ويوماً ما سأكون ألواحاً قوية توضع فى سفينة كبيرة ، من عابرات البحار ، وسأهزأ من ضربات الأمواج ، وأنا أنقل الناس من قارة إلى أخرى » .. وما أن سمعت هذا - قال المتحدث - حتى صحت أيتها البذرة الحقيرة أتفعلين كل هذا ؟ !! أجابت : « نعم .. اللّه وأنا نفعل كل هذا » .. عندما أراد اللّه أن يغير تاريخ العالم كله ، أرسل اللّه ابنه مولوداً ن امرأة ، مولوداً تحت الناموس،... أرسل اللّه وليد بيت لحم بين الناس !! . ما أسعد زربابل عندما خلف وراءه قصة الجبل العظيم الذى أضحى سهلا ، واستمع إلى الهتاف المدوى فى يوم حجر الزاوية كالهتاف الذى سمعه منذ سنوات عديدة عند وضع حجر الأساس ، !! .. وعتد بين الخالدين من الرجال ، لأن رسالته كانت فى قوامها الصحيح إنهاض أمة ، وإقامة شعب ، بهذا الشئ الواحد ، ببناء بيت اللّه فى أورشليم !! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الرب يسوع المحب والحنان صاحب الوعد والضمان |
يقدم الرب الوعد والضمان الإلهي بنوال الإستجابة |
هو الضامن والضمان وسط عالم عسله مر |
نوحُ والضمان الإلهي |
هو الضامن والضمان |