"سفر الحياة"
فَٱسْتَعِدَّ لِلِقَاءِ إِلَهِكَ
كل يوم
"الموت ومكان الأموات"
حين نتأمّل في معنى الدينونة من خلال سفر الرؤيا، يطل علينا مشهد الدينونة الأخيرة هكذا:
«وَرَأَيْتُ ٱلأَمْوَاتَ صِغَاراً وَكِبَاراً وَاقِفِينَ أَمَامَ ٱللّٰهِ، وَٱنْفَتَحَتْ أَسْفَارٌ. وَٱنْفَتَحَ سِفْرٌ آخَرُ هُوَ سِفْرُ ٱلْحَيَاةِ... وَكُلُّ مَنْ لَمْ يُوجَدْ مَكْتُوباً فِي سِفْرِ ٱلْحَيَاةِ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ ٱلنَّارِ... مَنْ يَغْلِبُ فَذٰلِكَ سَيَلْبَسُ ثِيَاباً بِيضاً، وَلَنْ أَمْحُوَ ٱسْمَهُ مِنْ سِفْرِ ٱلْحَيَاةِ... فَسَيَسْجُدُ لَهُ جَمِيعُ ٱلسَّاكِنِينَ عَلَى ٱلأَرْضِ، ٱلَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ ٱلْعَالَمِ فِي سِفْرِ حَيَاةِ ٱلْحَمَلِ ٱلَّذِي ذُبِحَ» .(رؤيا ٢٠: ١٢ و١٥، ٣: ٥، ١٣: ٨) «وَفِي ذَلِكَ ٱلْوَقْتِ يُنَجَّى شَعْبُكَ، كُلُّ مَنْ يُوجَدُ مَكْتُوباً فِي ٱلسِّفْرِ» (دانيال ١٢: ١).
ويذكر الرسول بولس رفقائه في الجهاد لأجل الإنجيل، فيقول: «أَسْأَلُكَ أَنْتَ أَيْضاً، يَا شَرِيكِي ٱلْمُخْلِصَ، سَاعِدْ هَاتَيْنِ ٱللَّتَيْنِ جَاهَدَتَا مَعِي فِي ٱلإِنْجِيلِ، مَعَ أَكْلِيمَنْدُسَ أَيْضاً وَبَاقِي ٱلْعَامِلِينَ مَعِي، ٱلَّذِينَ أَسْمَاؤُهُمْ فِي سِفْرِ ٱلْحَيَاةِ» (فيلبي ٤: ٣).
ونقرأ في الرسالة إلى العبرانيين:
«قَدْ أَتَيْتُمْ... إِلَى مَدِينَةِ ٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ: أُورُشَلِيمَ ٱلسَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ، وَكَنِيسَةِ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ» (عبرانيين ١٢: ٢٢ و٢٣).
وأخيراً نقرأ تصريح الرب يسوع لتلاميذه:
«وَلٰكِنْ لاَ تَفْرَحُوا بِهٰذَا أَنَّ ٱلأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ، بَلِ ٱفْرَحُوا بِٱلْحَرِيِّ أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ» (لوقا ١٠: ٢٠).
هذه الآيات تعلّمنا، أن الله يكتب في سفر الحياة، كل الذين خلصوا بالإيمان. ولكن هناك حقيقة، يجب أن نذكرها وهي أن فرصة الخلاص بالإيمان، لا تبقى قائمة في يوم الدينونة الأخيرة. وهذا يعني أن سفر الحياة يفتح، وكل من لا يوجد اسمه مكتوباً فيه فهو هالك. وهنا يجب التذكير بأن الله سبق فأنذر جميع الناس بأن من يستهين بنعمته المخلّصة، فلا بد أن يكون نصيبه العذاب الأبدي.
من المتيقن عند الجميع، أن الله يعلم كل شيء مسبقاً. وبعلمه هذا يمكنه أن يكتب في سفر الحياة كل الذين سيؤمنون بابنه يسوع المسيح، كما هو مكتوب:
«كُل ٱلأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ ٱللّٰهَ، ٱلَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ. لأَنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ٱبْنِهِ» (رومية ٨: ٢٨ و٢٩).
وبطرس حين خاطب المؤمنين الذين في الشتات قال: «إِلىَ... ٱلْمُخْتَارِينَ بِمُقْتَضَى عِلْمِ ٱللّٰهِ ٱلآبِ ٱلسَّابِقِ، فِي تَقْدِيسِ ٱلرُّوحِ لِلطَّاعَةِ، وَرَشِّ دَمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ» (١ بطرس ١: ١ و٢).
ولكن إن كان علم الله السابق بالمخلصين يبدو للبعض أنه مغاير لمفاهيم البشر المحدودة. إلا أن كلمة الله تهيب بنا أن نؤمن اليوم، وأن نقبل خلاص الله بالمسيح، إذ تقول لنا:
«إِنَّ ٱللّٰهَ كَانَ فِي ٱلْمَسِيحِ مُصَالِحاً ٱلْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ» .(٢ كورنثوس ٥: ١٩) «اُنْظُرُوا أَيُّهَا ٱلإِخْوَةُ أَنْ لاَ يَكُونَ فِي أَحَدِكُمْ قَلْبٌ شِرِّيرٌ بِعَدَمِ إِيمَانٍ فِي ٱلٱرْتِدَادِ عَنِ ٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ» (عبرانيين ٣: ١٢). فهذه الآيات الكريمة تزفّ إلينا بشرى سارة، وهي إن سمعنا الكلمة الإلهية وقبلنا يسوع مخلّصاً، يمكننا أن نتأكّد أن أسماءنا قد كتبت في السماء وأن أفراح السماء من نصيبنا.
ما أشد جهالة أولئك الذين يرفضون هذه الوسيلة الوحيدة للتمتّع بخلاص الله، والموضوعة بكل بساطة تحت تصرّفهم!
تصوروا أن بعض رجال العصابات يقفون في اجتماع ويقولون: «عند منتصف هذا الليل سنطلق النار على جميع الرهائن المحتجزة لدينا». ولكنهم أضافوا:
«إننا نضع على هذه الطاولة دفتراً خاصاً، وكل من يطلب إلينا أن نسجل اسمه في الدفتر فسينجو من الموت بالرصاص!» أفلا يهبّ جميع الرهائن، لتسجيل أسمائهم في دفتر المعفو عنهم؟
وبالمقابل، أليس من الغباء، أن يمتنع المذنبون عن قبول الخلاص المجاني من الهلاك الأبدي؟
تخبرنا الكتابة المقدسة أن الانتظار إلى يوم الدينونة الأخيرة لتسجيل الأسماء في سفر الحياة مرفوض، لأن زمن النعمة يكون قد انتهى. أما بالنسبة لمختاري الله المسجلين في سفر الحياة، فإن أحداً منهم لن يقف للدينونة. لأنه عند اختطاف الكنيسة، يكون الرب قد امتحن خدمة وشهادة كل مؤمن، لكي يقرّر ثوابه. كما هو مكتوب:
«لاَ شَيْءَ مِنَ ٱلدَّيْنُونَةِ ٱلآنَ عَلَى ٱلَّذِينَ هُمْ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ» (رومية ٨: ١). وجاء في الإنجيل أن المسيح قال: «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ» (يوحنا ٥: ٢٤). أما بالنسبة لغير المؤمنين فلا بد أن يقفوا أمام العرش الأبيض ليُدان كل واحد حسب أعماله.
لنتذكر دائماً الطريق ضيق والمدعون كثيرون وقليل
هم الذين يخلصون فمن هم هؤلاء القليلون...؟
فهل نحن منهم ؟
وكيف هو الضمان الأكيد لنكون منهم...!
وأسمائنا تكون مكتوبة في كتاب سفر الحياة !
شكراً لك... والمرة القادمة سيكون الحديث عن
نهاية الموت ومكان الأموات
والقضاء
وللحديث بقية... وكلام كثير
أشكرك أحبك كثيراً
يسوع المسيح ينبوع الحياة
يحبكم جميعاً