|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حبقوق الحائر أجاب اللّه على شكوى حبقوق ، فبين له أنه يجهز عقاباً رهيباً للاشرار والأثمة ، وأن هذا العقاب لن يكون بعد زمن طويل ، بل أنه قريب ، وفى أيامهم ، وهو رهيب إلى درجة لا تكاد تصدق ، إذ أنه سيقيم « الكلدانيين ، الأمة المرة القاحمة السالكة فى رحاب الأرض ، والتى ستدمر الممالك ، وتستولى على المساكن ، وهى تندفع بصورة هائلة ومخيفة : « وخيلها أسرع من النمور وأحد من ذئاب المساء ، وفرسانهاينتشرون ، وفرسانها يأتون من بعيد ويطيرون كالنسر المسرع إلى الأكل . يأتون كلهم للظلم . منظر وجوههم إلى قدام ويجمعون سبباً كالرمل . وهى تسخر من الملوك ، والرؤساء ضحكة لها ، وتضحك على كل حصن وتكوم التراب وتأخذه » ، . "حب 1 : 6 - 10 " . وإذا يسمع حبقوق هذا يرتعب ويصعق ، ... إنه كان ينتظر عقاباً وتأديباً ، ولكنه لم يخطر بباله أن يتحول العقاب تدميراً رهيباً على هذه الصورة ، .. ومما ضاعف الرعب عنده ، أن الكلدانيين لن يتصوروا ، ( وقد نجحوا هذا النجاح وجمعوا المسبيين كما يصطاد السمك بالشص والشبكة ) أن هذا من فضل اللّه عليها بل أنها ستراه من فضل آلهتها الوثنية التى تتعبد لها ، الأمر الذى جسمه نبوخذ نصر فى تمثاله العظيم ، وطلب إلى كل الشعوب أن تنحنى أمام هذا التمثال ، إقراراً بفضل آلهته عليه فى انتصاراته وغزاوته الواسعة العظيمة !! .. وقارن حبقوق بين الشر الذى يرغب فى دفعه ، والشر الذى سيسمح به اللّه على شعبه ، فوجد أن الشر الحاضر أهون بما لا يقاس من الشر الآتى ، وفزع ، إذ كيف يعالج اللّه شراً بشر أقسى وأرهب وأشد !! وكيف يحدث هذا واللّه القدوس موجود ، وهتا تغير سؤال حبقوق ، فهو لم يعد يسأل سؤاله الأول عن اللّه ، الذى تصور أنه لا يسمع ولا يخلص من الشر ، بل وجد سؤالا أهم وهو يقول للّه : « عيناك أطهر من أن تنظر الشر ولا تستطيع النظر إلى الجور ، فلم تنظر إلى الناهبين وتصمت حين يبلع ، الشرير من هو أبر منه » " حب 1 : 13 ". لئن كانت الأغلبية حوله شريرة ، إلا أنها فى قياس الشر هى أبر من الأمة الغازية ، ... فكيف يسمح اللّه ، أن يبتلع شعبه مهما يكن فعلهم من الوثنية الطاغية التى لا تعرف اللّه، والتى تأثم وآخر الأمر تحمد آلهتها وتبخر لها ؟ !! .. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
شخصية حبقوق النبي في سفر حبقوق في الكتاب المقدس |
سفر حبقوق 1: 1 الوحي الذي راه حبقوق النبي |
حبقوق الحائر |
حبقوق النبى الحائر |
حبقوق الحائر |