|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تيخيكس مع النفس كان تيخيكس الأخ الحبيب « مع الآخرين » و«الخادم الأمين » مع النفس ، والأمانة من أهم الصفات النفسية وأعظمها ، وهى الصفة التى تنهض يوم الدين كالقياس الصحيح للسلامة الروحية : « كنت أميناً » ، لأنها تتعلق بكل إنسان مهما كانت ظروفه المختلفة فى الحياة ، فهى لازمة للفقير كما للغنى ، للعالم كما للجاهل ، للقوى كما للضعيف ، للملك كما للصعلوك ، وهى الشئ الذى لا يستطيع أحد الاعتذار عنه أو التعلل بأنه خارج قدرته وحياته ونطاقه ، ... وهى إن كانت واجبة للجميع فهى لخادم الدين ألزم وأوجب ، وذلك لأن نجاح الخدمة أو فشلها يرتبطان بمدى الأمانة عنده ، والأمانة شئ بعيد الغور فى النفس البشرية ، وتحتاج إلى الفحص الدائم المستمر القوى المتعمق ، ... قال كولروج : لم أكن أدرك لمدة طويلة فى حياتى أنى فقير وأعمى وعريان وبائس ، وبعد أن عرفت ذلك لم أحسه الإحساس التام ، ولكن شكراً للّه لأنى قد بدأت أحس به كما ينبغى الآن ، يا كبريائى ابعدى عنى ، ودعينى أرى هذا الشكل البشع الذى هو نفسى، أجل لقد خدعتنى أقوال الفلاسفة والشعراء وكبرياء قلبى ، إذ قالوا إنى قوى ... لكن الكتاب وفشلى يعلنان العكس ، إن ديانة يسوع المسيح تغير فكر الناس عن أنفسهم وحياتهم !! .. وإذا صح أن أحد الرهبان وضع جرساً ضخماً على صخرة قريبة من الميناء فى إحدى المدن ليحذر السفن المقتربة منها ، وكانت العواصف والرياح تحرك الجرس فيدق ، ويسمع صوته من بعيد ، ولكن قرصاناً أراد أن يغير على المدينة وينبهها فانتزع الجرس وألقى به فى أعماق المحيط ، وبعد سنوات وفى ليلة عاصفة أقبل القرصان ليدخل الميناء ، ولم يكن هناك الجرس المحذر فتحطمت سفينته وغاصت به وبمن معه إلى أعماق المحيط ، ... وكم من قرصان يدخل إلى سفينة حياة الخادم ، ويحطمها ، لأنه لم يكن هناك التحذير العميق فى النفس الداخلية .... وعلى العكس إذا وُجد الحارس القوى ، فإن الضمير يبقى بلا عثرة ، والنفس تعيش فى الأمان والاطمئنان ... عندما كان أحد خدام اللّه غلاماً صغيراً ، كان يعمل فى دكان ، وجاءه أحدهم وطلب منه أن يزيد فى الميزان لأن صاحبه - أى صاحب الدكان - ليس بالداخل ، ... فأجاب الغلام بحزم وأمانة : « إن صاحبه - أى اللّه - فى الداخل دائماً ... وفى الحقيقة إن معارك الخدام مع أنفسهم كثيراً ما تكون أرهب المعارك وأقساها على الإطلاق ، ... لقد قبل تيخيكس المركز المحدد له فى الخدمة ، ورضى أن يكون ثانياً لبولس أو تابعاً له ، دون أن يحسده أو يتذمر عليه أو يمتنع عن طاعته ، وما أكثر الذين يفقدون رسالتهم لأنهم يرفضون المكان المعين لهم من اللّه فى الخدمة ، ولا يقبلون أن يتقدم عليهم أحد أو يسود على حياتهم أو يأمرهم بالعمل بهذا الأسلوب أو ذاك . كان تيخيكس قد روض نفسه على أن يأخذ أى مركز لخدمة يسوع المسيح ، حتى ولو جاء مركزه فى الصف الأخير من الخدمة ، إذ أن الخدمة عنده هى نكران الذات ، واختفائها بالتمام ، تحت الشعار : ينبغى أن ذاك يزيد وأنى أنا أنقص ( يو 3 : 30 ) .. !! كان أميناً ثابتاً فى الموقع الذى وضع فيه كجندى ليسوع المسيح !! ... كما أنه كان أميناً تجاه المال ، وهو لا يرضى فى يوم من الأيام أن تقدم هذه الخدمة ، بمال أو أجر ، بل هو على استعداد أن يقبل الجوع والعرى والألم والتعب والدموع دون حساب لمادة أو اعتبار لها ، ... ومن المؤكد أنه لمس روح بولس وهو يقول : « ليس أنى أقول من جهة احتياج فإنى قد تعلمت أن أكون مكتفياً بما أنا فيه. أعرف أن أتضع وأعرف أيضاً أن أستفضل . فى كل شئ ، وفى جميع الأشياء قد تدربت أن أشبع وأن أجوع وأن أستفضل وأن أنقص . أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى» ( فى 4 : 11 - 13 ) ... وكان أميناً تجاه الوقت ، فالخدمة الدينية هى الوحيدة التى لا تنتهى إلا بنهاية الحياة ، وهى لا تعرف فى الأربع والعشرين ساعة كل يوم وقتاًً للعمل وآخر لغير العمل ، وقد نسف بولس كل حدود للوقت أو التعب أو الجهد ، وهو يتحدث عن صورة الخدمة إلى الكورنثيين : « ولسنا نجعل عثرة فى شئ لئلا تلام الخدمة . بل فى كل شئ نظهر أنفسنا كخدام اللّه فى صبر كثير فى شدائد فى ضرورات فى ضيقات فى ضربات فى سجون فى اضطرابات فى أتعاب فى أسهار فى أصوام فى طهارة فى علم فى أناة فى لطف فى الروح القدس فى محبة بلا رياء فى كلام الحق فى قوة اللّه بسلاح البر لليمين ولليسار ، بمجد وهوان بصيت ردئ وصيت حسن . كمضلين ونحن صادقون ، كمجهولين ونحن معروفون ، كمائتين وها نحن نحيا . كمؤدبين ونحن غير مقتولين كحزانى ونحن دائماً فرحون كفقراء ونحن نغنى كثيرين . كأن لا شئ لنا ونحن نملك كل شئ » ( 2 كو 6 : 3 - 10 ) .. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تيخيكس |
تيخيكس |
تيخيكس مع ربه |
تيخيكس مع الآخرين |
تيخيكس |