منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 06 - 2013, 05:29 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003

تيخيكس مع الآخرين
تيخيكس مع الآخرين
لو تأملنا وصف بولس له لوجدنا أنه وصفه للأفسسيين تماماً بما وصفه للكولوسيين : « ولكن لكى تعلموا أنتم أيضاً أحوالى ماذا أفعل يعرفكم بكل شئ تيخيكس الأخ الحبيب والخادم الامين فى الرب ، الذى أرسلته إليكم لهذا بعينه لكى تعلموا أحوالنا ولكى يعزى قلوبكم » ( أف 6 : 21 ، 22 ) .. « جميع أحوالى سيعرفكم بها تيخيكس الأخ الحبيب ، والخادم الأمين ، والعبد معنا فى الرب ليعرف أحوالكم ويعزى قلوبكم » ( كو 4 : 7 ) .. ومن الواضح أن تيخيكس كان أسيوياً : « ومن أهل أسيا تيخيكس »( أع 20 : 4 ) .. وأنه كان خادماً للرب. « والأخ الحبيب» تبين صلته مع الناس ، « والخادم الأمين » مع نفسه ، « والعبد معنا فى الرب » مع إلهه !! .. وسنراه هنا أولا فى صلته بالآخرين ، أو الأخ الحبيب ، ويظن أنه تجدد على يدى بولس فى أفسس وأنه رافقه فى جزء من رحلته التبشيرية الثالثة ، وظل معه حتى آخر حياته ، وقد أرسله إلى أفسس عندما كان فى زنزانته فى الأيام الأخيرة من حياته ، ... وقبل أن نراه هنا مساعداً لبولس ، ونافعاً له فى الخدمة ، يلزم أن نرى أثر بولس فى حياته ، ومن الواضح من لغة الرسول أنه كان على اطلاع كامل بأحواله ، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا لشخص محبوب أثير تتكشف له حياة بولس وأسراره وأفكاره وتصرفاته ، وسعيد ذلك الإنسان الذى يدخل فى المدرسة العملية مع بولس ، والذى يقع عليه ظل الرسول العظيم ، ويتعلم كيف يسلك ويتصرف ويحيا ويعيش ، وكيف يواجه الحياة فى مختلف ظروفها وأوضاعها وألوانها ، .. إن المدرسة العملية التطبيقية أعظم بما لا يقاس من الدراسات النظرية العلمية ، التى مهما يكن أثرها ، فإنها لا يمكن أن تعادل أو تماثل الأسلوب العملى فى الحياة ، ... وإذا صح أنهم قالوا إن بحاراً إنجليزياً عاد بعد سنوات طويلة إلى وطنه ، متعباً ، مجهداً ، دون أن يملك ثروة أو مالاً أو ما أشبه ، وإذ سألوه ماذا أخذت، وماذا استفدت ، ... أجاب : أجل ! لم آت حاملاً مالاً أو مادة أو ثروة ، ولكنى بالتأكيد طفت العالم مع أعظم قبطان على الأرض !! .. ولا شبهة فى أن تيخيكس ، فى معنى أعمق وأعظم وأجل ، مهما كان مجهداً أو متعباً فى رحلاته الكثيرة مع بولس ، أو بتكليف من بولس ، يمكن أن يقول شيئاً من هذا القبيل أو أعظم من هذا ، ... ومما لا شك فيه أن بولس الجبار العظيم الذى قال : « تمثلوا بى كما أنا بالمسيح » ، والذى كان حريصاً على أن يكشف أبعاد المسيحية بوعظه وحياته ، وكان نموذجاً يحتذى فى كل الأجيال والعصور ، كان ذا أثر عميق فى تيخيكس وغير تيخيكس ، !! .. وعلى وجه الخصوص أن بولس لم يكن يخفى شيئاً عن تيخيكس ، ولم يكن تيخيكس يخفى بدوره شيئاً عن بولس ، وكانت العلاقة بينهما على أسمى ذرى الإخوة بين الناس، وأروع صور الشركة التى تجمعهما فى الأسلوب والهدف ، وهما يندفعان نحو غاية واحدة عظيمة هى مجد المسيح الذى يعيشان له ، ويموتان من أجله !!
على أن « الأخ الحبيب » لا تعنى مجرد العلاقة التى تربط بين بولس وتيخيكس ، بل الرابطة المسيحية التى تربط تيخيكس الخادم بجميع المؤمنين ، سواء كانوا فى أسيا أو فى أوربا أو فى أى مكان آخر فى العالم ، فهو الأخ الحبيب للذين فى أفسس أو كولوسى أو فيلبى أو كورنثوس ، وسواء كان أسيوياً أو أوربياً ، أبيض أو أسود أو عبداً أو حراً فالجميع على حد سواء .. اعتاد دكتور موفات أن يتحدث عن عظته التبشيرية الأولى قائلا : حدث فى مساء ما أنى وصلت فى رحلتى الأولى فى أفريقيا إلى مزرعة بويرى هولندى ، والتمست منه أن يستضيفنى خلال الليل ، إذ كان قد حل ، وكانت العائلة على وشك الذهاب إلى الفراش ، وقال صاحب البيت : « هلا يرغب ضيفنا أن يلقى بعض النصائح المسيحية!!؟ فأجبت بكل سرور!! .. فلما اجتمعوا ألقيت نظرة على الحاضرين ، وإذا هم صاحب البيت وزوجته وأبناؤهما وكانوا ثلاثة صبيان وبنتان ، غير أنى نظرت جماهير من العبيد السود على مقربة من المكان ، وكان عددهم لا يقل عن مائة هو تنتوني في خدمته، فانتظرت، فقال البويري: «ما خبرك؟ لا تبتدئ؟ ... فأجبت : ألا يأتى خدامك أيضاً !! .. فصاح بى بصوت مرتفع : خدمى !! ؟ هل تقصد الهوتنتوت .. أيها الرجل هل أصبت بجنة حتى تفكر فى الكرازة للهوتنتوت . اذهب إلى الجبال وعظ الخنازير .. أو إن شئت أدعو كلابى لتعظها !! .. كان كلام الرجل قاسياً إلى الدرجة التى دمعت معها عيناى ، وبعد فترة صمت فتحت كتابى وقرأت : « نعم ياسيد . والكلاب أيضاً تأكل من الفتات الذى يسقط من مائدة أربابها » ( مت 15 : 27 ).. وعندئذ تأثر مضيفى وقال : انتظر . يجب أن ننفذ فكرتك . سأحضر لك الهوتنتوت وسيسمعونك ، .. وهكذا فعل وامتلأ المكان بصفوف من السود الذين كانوا يتطلعون بنظرات من الشوق نحو هذا الغريب الذى يحدثهم بكلمة اللّه !! .. ومن الاختبارات المجيدة الأخرى لهذا الواعظ العظيم أنه وصل فى أحد الأيام إلى قرية وثنية على شاطئ نهر الأورنج ، وإذ كان متعباً وجائعاً وعطشاناً ، جلس عند مدخل القرية ، إذ كان الليل قد أقبل ، وكان يتعرض للضوارى لو أنه واصل رحلته ، .. واجتمعت حوله جماهير السكان ، ونظروا إليه نظرات قاسية غضوبة ، طلب أن يقدموا له ماء ، فرفضوا طلبه ، وكان واضحاً أنهم لن يقدموا له طعاماً ، وإذ كان على وشك أن يفقد كل رجاء اقتربت منه امرأة تحمل حزمة من الحطب على رأسها وإناء اللبن فى يدها ، وسلمت الإناء للمرسل بدون كلمة . ثم طرحت حزمة الحطب بجانبه وسارت نحو القرية . ثم عادت حاملة حلة الطبيخ على رأسها وربع خروف فى إحدى يديها وماء فى اليد الأخرى !! .. نظرت إليه ، ثم أعدت ناراً ووضعت اللحم فى الحلة. سألها موفات المرة بعد المرة من هى ؟!! ولماذا انفردت هى دون أهل القرية بالإحسان إلى الغريب ، ففاضت الدموع على وجه المرأة وقالت : أنا أحب الشخص الذى أنت تخدمه ، ولا شك أنه واجب علىَّ أن أعطيك كأس ماء بارد باسمه . قلبى ملآن ولذلك لا أستطيع أن أعبر لك عن الفرح الذى أحسن به وأنا أراك فى هذا المكان المنقطع !! .. كان تيخيكس أخاً حبيباً لكل مؤمن التقى به أو عاش معه ، ... وهكذا تكون كنيسة المسيح وقد تخطت كل الحواجز الشريرة والحمقاء والقاسية التى صنعها الشر والخطية والشيطان بين جميع الناس على وجه الأرض !! ..
كان تيخيكس مساعداً لبولس ، ويرسله فى رحلات متعددة إلى مختلف الكنائس ، فهو من أهل أفسس ، وقد أرسله بولس إلى هناك ، وقد ذهب إلى كولوسى ولعله ذهب إلى غيرهما من البلاد ، وكانت رسالة التبشير والتقوية والتعزية والتشجيع حيثما يذهب أو يكون ، .. ومن المعلوم أن المؤمنين فى تلك الأوقات كانوا يتعرضون لأشد أنواع المتاعب والتجارب والآلام ، وكان لهم فى اخوتهم المؤمنين من الذين معهم ، أو من الذين يأتون إليهم من خارج مدنهم ومناطقهم ، أجمل صور التقوية والتعزية ، وكان بولس حريصاً كقائد عظيم يهتم بالكنائس فى كل مكان ، أن يتعرف على ظروفهم المختلفة ، وكيف يمكنهم مواجهتها بحياة شجاعة أمينة منتصرة ، ومن ثم كان يرسل لهم المساعدين والمشجعين حين لا يتمكن هو بنفسه أن يكون بينهم ، وهو يرسلهم مزودين بنصائحه ، وأكثر من ذلك بما يكتب إليهم . وحمل تيخيكس رسالتين من أعظم الرسائل إلى المؤمنين فى كل من أفسس وكولوسى ، وقد كتبهما بخط يده بإملاء الرسول بولس ، كما حمل رسالة خاصة مع أنسيمس إلى فليمون هى رسالة فليمون !! .. لقد كان الرجل يحمل كنوزاً لا تقدر بثمن فى هذه الرسائل التى ماتزال إلى اليوم ينبوعاً دافقاً محملا بالبركات والخيرات طوال التاريخ المسيحى بأكمله !! .. وهكذا كانت خدمة تيخيكس مع الآخرين !! ..
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تيخيكس
تيخيكس
تيخيكس مع ربه
تيخيكس مع النفس
تيخيكس


الساعة الآن 06:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024