الوطن تنشر النص الكامل لكلمة مرسي: نحن على أهبة الاستعداد لنحمي أمننا أيا كان التهديد

[Mary Naeem]

الوطن تنشر النص الكامل لكلمة مرسي: نحن على أهبة الاستعداد لنحمي أمننا أيا كان التهديد








بدأ الرئيس محمد مرسي، كلمته في اللقاء الشعبي للحفاظ على حصة مصر من مياه النيل، بالآية الكريمة "وفي السماء رزقكم وما توعدون"، مشيرا إلى أنه ليس لدينا أي شك في أن النيل سيستمر يروي مصر وشعبها لأنها هبة النيل.
وشكر الرئيس دعوة الأحزاب السياسية له لحضور المؤتمر، مؤكدا أن شعب مصر يحب السلم ويحب إفريقيا وأهلها، داعيا الشعب لدعم القضية.
وقدم الرئيس العزاء باسم الشعب إلى أسرة الشهيد النقيب محمد السيد عبدالعزيز أبوشقرة، وكذلك لوزارة الداخلية، بعد أن استشهد على أرض سيناء برصاص غدر وخيانة، مؤكدا أن مرتكبي الجريمة لن يتركوا دون عقاب.
وقال الرئيس محمد مرسي إن إنجاز العصر هو الهتاف "ثوار أحرار هنكمل المشوار"، مضيفا أن الثورة المصرية انطلقت من كل أبناء وادي النيل، ولا عودة إلى الوراء.
وأضاف الرئيس، "قسمنا ألا نرجع إلى الوراء"، مؤكدا أن شعب مصر العظيم واجه العديد من التحديات وخرج منها منتصرا، وها هو اليوم ينتصر رغم كل التحديات.
وأشار مرسي إلى أنه كان هناك محاولات مستمية لتجويع الشعب المصري ومنهم النظام السابق بأظافره، ذلك النظام الذي أجرم في حق المصريين جميعا، بفضل عمل الشعب وجده وتضحيته، تأييد الله له بالخير.
وأضاف الرئيس أن هناك محاولات داخلية وخارجية فعلت لوهن هذا الشعب، ولكنها لم تستطع، وأدى الشعب بسلمية وحرص على الا تسفك دماء في هذا الوطن.
وأوضح أن إرادة الشعب أدركت حجما يحاك لها ويدبر بليل عليها ويحيط بها يائسا كل من يتصور أن يعود بنا خطوة واحدة إلى الوراء. وتابع في كلمته "هذه مياه النيل التي شربناها جميعا ونشأنا على كلمات المرحوم محمد عبد الوهاب (سمعت في شطك الجميل ما قالت الريح للنخيل)، لذلك فدماؤنا هي البديل عن نهر النيل".
وقال إن تقييم سد النهضة لا يمكن ان يتم بمعزل عن الاتصال بين السودان وإثيوبيا شعبا وحكومة، مشيرا إلى أن مصر تقدر الشعبين وتحترمها، ونتواصل معها حتى يكون "لا ضرر ولا ضرار".
وأضاف الرئيس، أن الشعب المصري يحب الشعوب الإفريقية، مشيرا إلى ان مصر شاركت في اجتماعات لدراسة تأثير سد النهضة على مصر، مؤكدا أن الجهود مستمرة وتزداد بكل السبل، مشيرا إلى أن اللجنة الثلاثية عقدت 6 اجتماعات وقامت بزيارة مقر السد 4 مرات، وتبين أن الدراست المتوفرة لا تتناسب مع مشروع بهذا الحجم.
وقال إن الجانب المصري قام بإعداد دراسات فنية موازية، وبرز وجود مؤشرلات سلبية لتشييد هذا السد، بناء على ما تم توفيره من معلومات، مشيرا إلى أنه تم تكثيف الاتصال بالجانب الإثيوبي، وشهد زيادة ملحوظة في حجم التبادل التجاري بما يزيد عن 2 مليار دولار.
وأضاف أنه التقى بالوفد المصري المشارك في اللجنة الثلاثية وعقد اجتماعا مع عدد من القوى السياسية، وتم تشكيل لجنة وطنية تبحثى الأمر، وتم عقد اجتماعا أخرى كثيرة ومتعددة، لكي نكون على أهبة الاستعداد للدفاع عن أمننا أيا كان مصدر التهديد له.
وقال الرئيس محمد مرسي، إن من يتصور أننا يمكن أن ننشغل عن حماية حدودنا ومائنا وأرضنا واهم.
وأكد مرسي أننا "جند الله، الذين أبدا لا يلهيهم كيد كائد أو تآمر أحد من هنا وهناك عن أصل مشكلة". وأضاف أن هذا الشعب لا يمكن أن يصبر على أن يعتدى أحد على أمنه أو حدوده.
وقال إن حضارة الشعب المصري قامت على ضفاف نهر النيل العظيم، الذي شكَّل الحياة والتاريخ، وأصبح عنوانا لحاضر الأمة ومستقبلها، وليس أمامنا خيار إلا أن نجتاز التحديات، مشددا على أنه لا يشك لحظة أننا سننجح، اعتمادا على الإرادة المصرية، مشيرا إلى أن أزمة المياه لم تكن وليدة اللحظة، ولكنها نتيجة تراكمات عديدة يعرفها الجيمع، وأن الثورة المصرية جاءت بسبب هذه الفساد.
وتابع: "أنه لا فرق بين الشعب المصري في أزمة مياه النيل، مؤكدا أن أمن مصر المائي لا يمكن تجاوزه أو المساس به على الإطلاق".
وأضاف مرسي، أن جميع الخيارات مفتوحة في التعامل مع هذه الملف"، مشيرا إلى أن المصريين "جاءوا برسالة سلام إلى العالم، وليسوا دعاة حرب، ولكنهم لن يسمحوا لأحد أن يهدد أمنهم المائي".
وعبر الرئيس عن سعادته عما يسمعه من مساهمات بالرأي والنصيحة في هذه الموقف، "تدل على أننا كلنا صف واحد، رغم اختلافه مع بعض الآراء"، داعيا الجميع لعدم البخل أو التباطؤ في تقديم المشورة للوطن.
وتقدم الرئيس برسالة إلى القوى السياسية والوطنية "الاختلافات في الرؤى ظاهرة صحية، لكن إيذاء التحديات الكبرى وعلى رأسها ملف نهر الجميع، فإنني أدعو الجميع ان نتناسى الخلافات السياسية حتى يمكن أن نتخطى التحديات، وقلت لكم أنني سأستمر في دعوة الجميع إلى مصالحة وطنية شاملة تنطلق من الرؤية الموحدة".
وتابع "دائما الحقائق والإنجازات تبدأ بالأحلام، ونحن نصبر على أهل مصر، وهؤلاء يستحقون أن نحلم معهم وأن نكون على درجلة عالية من التفاهم والحوار"، وأضاف "أنا مستعد أن أذهب للجميع؛ لأن هذا وقت نداء الوقت، وهذا واجبنا، رغبة في ضرورة الاصطفاف الوطني".
وقال إن القيادة السياسية تريد الوصول لاستراتيجية موحدة بين القيادة والشعب، لحماية التاريخ الذي نحبه، والحاضر الذي قمنا بثورة فيه، لها جذور في هذا الوطن، ورجال يحافظون عليها.
وأضاف مرسي، "قادرون على حماية الثورة، فلا يظن أحد، كائن من كان، أنه بتآمر من الخارج، يستطيع أن يفعل بهذا الشعب أي شيء، فهذا الشعب يفرز إرادة لا يستطيع أحد كائن من كان، أن يناهضها أو يقف أمامها".
وتابع: "الرسالة التي أريد توجيهها إلى دول حوض النيل، بخاصة الشعب الإثيوبي، الصديق العزيز، لقد سعت مصر وما تزال تسعى إلى تأكيد الاحترام المتبادل وتوحيد العلاثقات الأخوية وتوطيد العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة، وهذا انطلاقا من مسؤولية مصر المعروفة نحو إفريقيا التي نعتز بالانتماء إليها، ونسعى للتنمية فيها، وترتكز مبادرتنا تجاهها على عدم الممانعة في عمل أي مشروعات تنمية فيها".
وأكد أن مشروع الثورة سيبلغ غايته طالما لدينا من الحلم ما نستطيع به تحقيقه.
وأضاف مرسي، في ختام كلمته بالمؤتمر الوطني، أن شعب مصر سيستكمل الحلم بالرغم من كل ما يواجهه من تحديات خارجية وداخلية، وأن هذه التحديات لن تتسبب في الرجوع للوراء أو إحباط حلم الثورة.