ياسر بركات يكتب عن: الدور الخفى للكنيسة المصرية فى أزمة السد
لاشك أن دولة الرئيس محمد مرسى لا تريد حل الأزمة ولا تسعى إلى ذلك ، فلم نسمع منذ إعلان إثيوبيا بناء السد إلا عن لجنة ثلاثية تم تشكيلها لتقديم تقرير عن مخاطر السد !! وكأن اللجنة ستقدم جديداً أو تكشف عن اسرار لا نعرفها ، وبخلاف هذا التحرك الروتينى لم نسمع عن مبادرات أو حلول لإنهاء الأزمة فى حين أن الكنيسة المصرية مثلا أحد أهم مفاتيح حلول تلك الأزمة ومع ذلك لم تتم توجيه الدعوة لقداسة البابا تواضروس لمناقشة القضية معه،، فقد لا يعلم السيد رئيس الجمهورية وعشيرته ان الكنيسة الإثيوبية التى يتبعها اكثر من 40 مليون هى فى الأصل تابعة للكنيسة المصرية وان استقلالها عن الكنيسة القبطية المصرية تم بموافقة مصر كما أن البابا كيرلس السادس هو الذى قام بتتويج بطريرك الكنيسة الإثيوبية فى الخمسينيات، وما زالت الكنيسة هناك تعترف بفضل مصر عليها ومازالت العلاقات قائمة على المحبة والتفاهم بين الطرفين وإذا كانت دولة مبارك تعمدت تجاهل هذا الجانب أثناء علاج أزمة السد فإن الوقت قد جاء ليكون للكنيسة المصرية دور فى حل الأزمات المصرية ولابد من الاستعانة بجهود البابا وبعض القساوسة ممن يمكنهم التأثير على القرار السياسى هناك خاصة وان أتباع الكنيسة الأرثوذكسية هناك يعلمون جيدا مكانة الكنيسة القبطية ويقدرونها باعتبارها الكنيسة الأم التى تستحق الاحترام والتقدير ، فهل سيتم تجاهل الكنيسة ويتعامل الرئيس معها باعتبارها ليست جزء من أهله وعشيرته؟ وهل سيفكر الرئيس فى حل للازمة من الأساس خاصة وأن هناك حالة من التراخى فى التعامل مع هذا الملف تثير الشكوك والريبة وتفتح الباب لكثير من التساؤلات حول ولاء الجماعة لمصر ولشعبها.
وإذا كان البعض يتشدق بمقولات تؤكد أن تلك العلاقة بين الكنيسة المصرية وإثيوبيا قد تعرضت للفتور وأنها انتهت فإن أحدا من هؤلاء لا يملك دليلا على ذلك وعلينا أن نراهن على الوفود الشعبية والتحركات الدبلوماسية قبل أن نضطر إلى خوض حرب المياه حفاظا على شريان الحياة.. وكفانا الله شر الحروب وان كانت دولة الرئيس مرسى لا تفكر سوى فى دفع بلادنا إلى هذا الهلاك.. والله سبحانه وتعالى ندعو أن يحفظ بلادنا من كل شر وسوء وأن يهلك من يضمر لها الشر ومن يتآمر عليها ويمكر بها وبأهلها وشعبها المغلوب على أمره.
الموجز