البيئة والصداقة
إن الذين تعاشرهم من الناس، يجلبون لك أفكارًا جيدة أو رديئة.. سواء كانوا أصدقاء أو معارف أو جيران، أو زملاء في العمل، أو أقرباءك في بيتك. وعلى رأى ذلك الأديب الذي قال:
ما أكثر الأفكار التي تأتى من (الزن في الآذان). كلمة تقال لك اليوم بمحاولة إقناع، فلا تصدقها، فإن سمعتها باكر بإقناع، قد تشك، وإن ضغطت عليك الإقناعات، بعد باكر، قد تقبلها. وإن استمر الضغط، قد تؤمن بها وتنشرها، وتنفعل بها. وهذا جزء مما يسمونه "غسيل المخ".
وغسيل المخ يأتي من وضع العقل تحت تأثير فكرى متتابع وضاغط، لمدة طويلة، مع إبعاده عن أي مجال فكرى مضاد للرد أو للحوار، إلى أن يتغير فكر الإنسان تمامًا..
يأتي الفكر أيضًا من البيئة: من الرأي العام، والصحافة، والإعلام، والمطبوعات..
بواسطة القراءات صار البعض شيوعيين في أفكارهم، تجلب أفكارًا شهوانية. قراءات ثالثة تجلب أفكارًا فلسفية. وقراءات من نوع آخر تجلب أفكارًا روحانية أو نسكية، أو تحمسك للخدمة.. أو تحمسك للعقيدة..
ومثل القراءات أيضًا: الراديو والتليفزيون والفيديو والكاسيتات.. هل أنت وحدك في العالم؟! إن كل ما حولك يؤثر عليك.
هذه كلها تأتى للعقل بأفكار من الخارج، وليس من القلب..أما دور القلب هنا، فهو قبوله لاستخدام هذه الوسائط.
مصدر آخر من الفكر، هو توالد الأفكار..