|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"كلمة واحدة": «الباطل» يصبح قانوناً فى مجلس الشورى كان كل الباطل الذى أسس عليه النظام السابق استبداده هو باطل مدعوم بالقانون، كان النظام باطله قانونيا، وكانت قوانينه تصدر لحماية الباطل، وربما من أجل ذلك كتب الله عليه السجن من بعد الحرية، والذل من بعد العزة، فدولة الباطل لا تدوم حتى إن ساندتها برلمانات العار، ومؤسسات الظلم لا تبقى إن تأسست على الأهواء التى تتحول إلى نصوص قانونية، ثم تحولت النصوص القانونية إلى مقدسات لا يمكن المساس بها يحكم بها السلطان فوق رقاب العباد. لا أعرف كيف تغيب هذه العظة الربانية عن محترفى تفصيل القوانين الجدد داخل مجلس الشورى، كيف تعمى أبصارهم عن آيات الله التى شهدنا عليها فى 25 يناير ضد مبارك وبرلمانه وصولجانه وسلطانه ونظام حكمه العتيد؟ لا يبدو لى أن نواب حزب الأكثرية فى مجلس الشورى ومن والاهم من الأحزاب الداعمة للسلطة يبصرون هذه الموعظة الحسنة، ولا يتراءى لى أنهم آمنوا كما آمن الناس فى مصر بأن تفصيل القوانين على هوى السلطة لن يحمى هذه السلطة ولا من هو على رأسها، وأن الهوى حين يصير قانوناً واجب النفاذ لا يمكن أن يضمن الاستقرار فى هذا البلد طالما خرج من ضمائر تصنع هذه القوانين على عينها ولمصالحها الخاصة ولترتيب مكانها المتقدم فى الصراع السياسى فى مصر. إن لم يكن الهوى هو الذى يصنع القوانين، والهرولة هى التى تحكم مسار العمل التشريعى داخل مجلس الشورى فكيف يمكن أن نفسر كل هذا العوار الدستورى الذى يلاحق القوانين الصادرة عن مجلس الشورى، فلم يمر قانون يتعلق بترتيبات الوضع السياسى فى مصر أو انتخابات مجلس النواب، أو مباشرة الحقوق السياسية إلا وضربته المحكمة الدستورية العليا فى مقتل بالحق والعدل والدستور، وعرت أصحاب الهوى من المشرعين أمام أنفسهم، وكشفت بين السطور عن كواليس المصالح الضيقة، وعن ترتيبات تفصيل القوانين سابقة التجهيز والمصنوعة خصيصاً على مقاس حركة واحدة، وحزب واحد وسلطة واحدة. أنا لا أستطيع أن أنصح أحداً هنا بأن يراجع نفسه، ولا يمكننى أن أوجه كلامى للدكتور أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى، أو للرئيس مرسى رئيس الجمهورية، ولا حتى للدكتور سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة، إذ إننى أعرف أن العقل الجمعى للجماعة والحزب قد استقر على هذا النهج، فما الذى يفيده النصح هنا، وما الذى يمكن أن تساويه نصيحة صغيرة من رجل مثلى، توجه إلى جماعة هائلة لم تر فيما جرى لمبارك ونظامه وحاشيته وقوانينه أى عظة، ولا يبدو أنها تعرف معنى العدل بعد أن ذاقت صنوفا من الظلم والعذاب. بعض علماء النفس المتخصصين فى مجال الجريمة يقولون إن (المخطوفين) قد يقعون فى غرام (خاطفيهم) وإن الضحية قد يهوى الجلاد أحيانا، ويبدو أن هذه النظرية صحيحة لأن هؤلاء الذين كانوا ضحايا أصبحوا جلادين، والجماعة التى كافحت ضد تفصيل القوانين صارت أكثر هرولة نحو هذا التفصيل الاستبدادى، ومشكلتهم الوحيدة أنهم أقل إبداعا من جلاديهم السابقين. لا أشعر بالغضب، ولكننى أشعر بالأسى، عليهم وعلى هذا البلد. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|