داود ... صورة للمسيح
وَقَالَ دَاوُدُ: هَلْ يُوجَدُ بَعْدُ أَحَدٌ قَدْ بَقِيَ مِنْ بَيْتِ شَاوُلَ، فَأَصْنَعَ مَعَهُ مَعْرُوفًا مِنْ أَجْلِ يُونَاثَانَ؟ ( 2صم 9: 1 )
إذا كنا نرى في الأسبوع الماضي مفيبوشث صورة للخاطئ، فيمكننا أن نرى في داود صورة للمسيح، ابن داود ( مت 1: 1 ). ولنمرّ الآن على سبع مُشابهات بين داود والمسيح.
1- «وقال داود: هل يوجد بعدُ أحدٌ قد بقيَ من بيت شاول، فأصنع معه معروفًا من أجل يوناثان؟» ( 2صم 9: 1 )، وفي الوقت الحاضر يقول الله: ”هل بقي أحد من نسل آدم، فأصنع معه معروفًا من أجل المسيح؟“، فداود وصل باللطف والإحسان لمفيبوشث من أجل خاطر يوناثان الذي أحبه، والذي قطع معه عهدًا. وهكذا ينقذ الله المساكين والخطاة العُرج من أجل خاطر المسيح. فنقرأ عن شعب الله، أنه «خلَّصهم من أجل اسمهِ» ( مز 106: 8 ). ونقرأ أيضًا في العهد الجديد «سامحكم الله أيضًا في المسيح (أو من أجل خاطر المسيح for Christ’s sake» ( أف 4: 32 ).
2- «فقال الملك: ألا يوجد بعد أحدٌ لبيت شاول فأصنع معه إحسان الله؟» ( 2صم 9: 3 ). أراد داود أن يظهر ”إحسان الله“. وكذا كتب بولس عن «لطف مخلِّصنا الله وإحسانه» ( تي 3: 4 ). فالله يقدِّم في المسيح إحسانًا عظيمًا للإنسان الخاطئ.
3- «فأرسلَ الملك داود وأخذه ... من لُودبار» ( 2صم 9: 5 ). فالخاطئ لا يبحث عن الله، بل الله هو الذي يبحث عنه. ويا له من تصريح رائع من الله «وُجدتُ من الذين لم يطلبوني» ( إش 65: 1 ). كما قال المخلِّص: «لا يقدر أحدٌ أن يُقبل إليَّ إن لم يجتذبه الآب» ( يو 6: 44 ). الروح القدس هو الذي يُقنع الخاطئ بخطاياه، فهو يُذيب قلبه المتقسي، ويفتح بصيرته، ويقاوم رفضه حتى يمنحه في النهاية الإيمان. شكرًا لله لاجتذابه للخطاة حتى يتعرَّفوا بالفادي ويتمتعوا بالخلاص.
4- «فقالَ داود: يا مفيبوشث» ( 2صم 9: 6 ). عندما تقابل داود ومفيبوشث لأول مرة، كان داود هو من بدأ الحديث. وهذا يصوِّر لنا كيف يأخذ الله المبادرة دائمًا في أمر الخلاص. لقد خاطب داود هذا الأعرج المسكين بكل عطف ووِّد. وهذا يذكِّرنا بالراعي الصالح الذي «يدعو خرافه الخاصة بأسماءٍ» ( يو 10: 3 ). لقد نادى الرب يسوع على زكا باسمه ( لو 19: 5 )، ومريم المجدلية باسمها ( يو 20: 16 )، وشاول (بولس) باسمه ( أع 9: 4 ). وكم هو رائع أن المسيح يعرف كل واحد منا باسمه!