عاش أنبا موسى قبل قبوله الإيمان في الخطية، يمارس الفساد في أبشع صوره. وبعد قبوله الإيمان وعماده كانت الشهوات تهاجمه من حين إلى آخر بطريقة عنيفة جدًا.
ذهب يومًا إلى القديس الأنبا إيسذورس وشكى له حاله. وإذ تحدث الأنبا إيسذورس معه ليملأه بالرجاء، ويشجعه على الجهاد الروحي طلب منه أن يرجع إلى قلايته.
قال له أنبا موسى: "إني لا أستطيع يا معلم".
طلب منه أن يصعد معه إلى سطح الكنيسة، وقال له: "أنظر إلى الغرب"، فرأى شياطين كثيرة يتحفزون للحرب والقتال. ثم قال له: "أنظر إلى الشرق"، فنظر ملائكة كثيرين يمجدون اللَّه.
قال له القديس إيسيذورس: "الذين رأيتهم في الغرب يحاربوننا، أما الذين رأيتهم في الشرق فيعاونوننا. ألا نتشجع ونتقوى إذن مادام ملائكة اللَّه يحاربون عنا؟"
تهللت نفس القديس أنبا موسى وعاد إلى قلايته يسبح اللَّه.
لن يكف عدو الخير عن محاربتي،
حتى التقي بك وجهًا لوجه.
ولن تتوقف ملائكتك عن مساندتي.
أنت هو الغالب واهب النصرة،
لتفرح نفسي وتتهلل وسط الجهاد،
فإن أكاليل المجد تنتظر الغالبين