أنت تعرف الأرثوذكسي من خلال علاقته بالله، فهو يمتلك خوف الله، ليس لأن الله جبّار وقوي وقادر على كل شيء بل لأنه أبٌ خالقٌ الكل يرحم ويغفر للخطأة وللتائبين خطاياهم ويخلّصهم. هو يرى حضور الله في حياته أمر مهماً جداً وبدون هذا الحضور يعيش بفراغ الموت. هو يريد أن يعرف الله أكثر ويقترب منه يومياً، يراه في الآخر، في الخليقة وفي كل مكان. يبحث عنه في داخله، في زوايا قلبه الحنون والمعطاء والرقيق، وحين يجده يراه آباً وابناً وروحاً قدوساً واحداً في ثلاثة أقانيم. يرى أن هدف حياته هو الشركة مع الله، “طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللَّهَ” ( مت 5: 8 ). هو يعرفه من خلال المحبة والصلاة والمناولة المقدسة. الكنيسة هي التي تساعده أن يعرف الله أكثر وتقرّبه إليه.
هكذا نرى أن الأرثوذكسي الذي يفصل نفسه عن الله أو الآخر أو الكنيسة قد فَقد أرثوذكسيته. الأرثوذكسي الذي شوّه هذه العلاقات بسبب شهواته ورغباته ومحدودية فكره يكون أيضاً قد فقدها. ويبقى لنا أن نسعى كي نحافظ على إيمان آبائنا ونعيشه في حياتنا عبر الكنيسة لكي نفهم بشكل صحيح من هو الأرثوذكسيّ.