|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التوبة والرجاء يقول القديس يوحنا السلمي: “التوبة هي ابنة الرجاء وجحود لليأس” الإنسان التائب لا يقع في اليأس من خلاصه، أنت تتوب عن خطاياك وعندك رجاء أن المسيح هو مخلص، التوبة هي تغيير الذهن لإصلاح الذات منتظرين الخلاص الآتي من المسيح، هذا هو الإنسان التائب لأن التوبة ليست احتقار الذات هي عودة الذات إلى الله، لا أن تحتقر نفسك، لا أن تقول أنك أدنى الناس، هذا يساعدك على التواضع ولكن ليس بالتوبة، إن أنت أذللت نفسك أذللت المسيح الذي فيك، عليك أن تقول أنا ابن الله يجب أن أكون متواضع فأنا أخطأ الناس. التائب هو الذي لا ينظر إلى الوراء بل إلى فوق إلى الله المحب البشر. التوبة هي عودة إلى النور، هي عبور من الظلمة إلى النور، يقول ثيوفانس الحبيس: “إذا كانت الغرفة غارقة في الظلام، فإننا لا نستطيع أن نميز ما بها من قذارة، أما إذا أنيرت جيداً فحينئذ نستطيع أن نكشف حتى حبات التراب الصغيرة الموجودة بها وهذا هو حال النفس تماماً”، أي إذا كنتُ غارقاً في الظلمة سأحتاج إلى نور كي أفضح نفسي وأكشفها فأراها على حقيقتها، أرى أهواءها، أرى خطاياها. لكن عن أي نور نتكلم؟، عن نور المسيح، كلنا أخذنا هذا النور يوم المعمودية، لكن أمازال مشتعلاً فينا؟، أمازال ينير الظلمة التي دخلنا فيها بسبب خطايانا؟، كل إنسان معمّد لديه نور المسيح وخصوصاً الذي يشترك بجسد المسيح ودمه، أما الذي لا يشترك بهما لا يغذي هذا النور بل يدعه ينطفئ، الإنسان التائب هو الذي يهيئ نفسه لاتقاد النور في داخله. أن تتوب مغيّراً ذهنك عن الخطيئة، مصلحاً ذاتك، موجهاً عقلك نحو السماء، نحو الله، هو هدف التوبة، عندها تكتشف أنك ابن لله، ابناً للنور، والمسيح يدعوك لتكون ابن للنور، لن يشتعل النور الحقيقي، الذي بداخلك من يوم المعمودية، بدون التوبة، فيمكن أن يكون هذا النور عند أي مسيحي خامد ولكنه سيكون متقد عند التائب فيقدسه. يقول إشعياء النبي: “فقلت ويل لي إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين لان عينيّ قد رأتا الملك رب الجنود” (إش5:6). نور الرب هو الذي يطهر. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|