منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 04 - 2013, 06:21 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,030

تأمل في سفر المزامير

انتصار الملك بقدرة راكب الكاروب



تأمل في سفر المزامير : انتصار الملك بقدرة راكب الكاروب
همسات الروح

المزمور الثامن عشر
انتصار الملك بقدرة راكب الكاروب
أولاً: تقديم المزمور:
المزمور الثامن عشر مزمور ملوكي، يحتوي هذا المزمور على ذروة الشكر المسياني، يُنشده الملك بعدما منحه الله من انتصارات. وهو قريب جداً مما نقرأه في صموئيل الثاني الفصل الثاني والعشرين، على لسان الملك داود بعد أن نجّاه الله من أعدائه.في هذا المزمور يتذكّر المؤمنون في الليتورجيا وجه الملك داود وغيره من الملوك، متطّلعين إلى الملك المخلّص في الأزمنة الآتية، نحو داود الجديد الذي سيكون بحسب قلب الرب فيسلك في طرقه ويعمل بوصاياه. وحيث يُصنَّف هذا المزمور كمزمور مسياني فقد اقتبس القديس بولس منه مرتين وقام بتطبيقه على السيد المسيح (رومية 15: 9؛ عبرانيين 2: 13). ويطبق بعض المفسرين المزمور كله على السيد المسيح إذ يرون أن ملك داود كان صورة ورمزاً لمملكة المسيح.
المزمور هو قصيدة انتصار سجلها داود في أواخر حياته بعد أن استراح من جميع أعدائه وعلى رأسهم شاول الذي برغم إخلاص داود في خدمته لم يكف عن تعقبه بلا شفقة. والنبي لا يترنم بانتصار عسكري تاريخي تمّ مرة واحدة، وإنما يترنم بحياة كاملة غنية باختبار محبة الله المترفقة وتدخلاته المملوءة رأفة. فعند كتابة هذا المزمور كان قد مرّ على موت شاول زمن طويل، ربما ثلاثون عاماً، ومع هذا يتحدث داود عن هذه الوقائع كأنها حدثت بالأمس القريب، وهكذا يليق بالمؤمن إلا ينسى مراحم الله معه بمرور الزمن.
يُعتبر هذا المزمور فرصة للتعرف على إحدى أشهر وأجمل القصائد الأصيلة لداود الملك، كما يمثل قطعة رئيسية من الصلوات الطقسية في الاحتفالات الخاصة بالملوك، ومع أنه كُتب كنشيد شكر شخصي، فقد صار ملكية الجماعة تستخدمه في الصلاة والعبادة.
هكذا تحلّق هذه التسبحة الرائعة مرتفعة في السماء كالكاروبيم الذي عن بهاءه تتحدث، وتتسامى بكونها صلاة حمد وتمجيد لله مخلص عبيده في وقت الشدة، يرفعهم ليُعظّم بركات مَلِكه.
عرف شعب إسرائيل أساطير غريبة وتفاسير ميتولوجيّة عن كوارث طبيعية، وسمع بآلهة من العالم الفوقيّ والتحتيّ تتصارع دون هوادة، فقد كان الوثنيّون يعتبرون أن تلك المعركة تتكرّر كل عام بتوالي فصول السنة، فلا ينتصر إله إلاّ ليعود إلى الحرب؛ سمع بآلهة للخير وآلهة للشر، ولكنه عرف أن واحداً وحيداً يحقّ له اسم الله هو "يهوه" أما سائر ما في الكون فخلائق تخضع له، بذلك لم تعد هذه الحروب وتلك المجابهات تُخيف الإنسان المؤمن بالله. فالمؤمن الحقيقي لا يخاف قوى الطبيعة منظورة كانت أم غير منظورة فهي تضمحل وتتلاشى أمام ظهور قوّة الله، بل إن الله يستخدمها ويسخّرها كسلاح يدافع به عن المؤمنين به.
أما شعب الله فتعلم أن يؤمن أن انتصار "يهوه " مرّة واحدة وإلى الأبد، وإن احتفل شعبه بانتصار إلهه كل عام، يذكره في الأعياد ليبتهج به. وإذا يذكر بنو إسرائيل أعمال الله في تاريخهم حيث نصرهم على كل الشعوب التي تعبد آلهة باطلة؛ يعيش الشعب أعمال الله معهم في واقعهم التاريخيّ، مؤكدين دوماً أن سبب انتصارهم والملك هو قدرة الله وعونه لا قوتهم أو صلاحهم أو استحقاقهم.
رد مع اقتباس
قديم 13 - 04 - 2013, 06:21 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,030

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: تأمل في سفر المزامير : انتصار الملك بقدرة راكب الكاروب

ثانياً: تقسيم المزمور:
يختلف العلماء في كيفية ومعايير تقسيم المزمور يُقسّمه بعض الدارسين إلى صلاتين مستقلتين، إذ يرون أن الجزء الأول (1-30) يتناول نجاة الملك من خطر هائل؛ بينما يبدو أن الجزء الثاني (31-50) يغطي فترة زمنية أطول ويذكّر بعدة أحداث لا بحدث واحد، وقد رفض آخرون هذا التقسيم.
على كل حال، لن نتبع تقسيم المزمور إلى صلاتين مستقلتين فمع أن لكل جزء سمته الخاصة به، لكنهما يقدمان شهادة متكاملة لقوة الله الحيّ وثقة المرنّم وإيمانه بعونه وبركته، إنهما أشبه بمنارتين لكنيسة واحدة، حيث يمثل القسمان الرئيسيان منهجاً واحداً وقد أُستخدم القياس ذاته فيهما.
القسم الأول: صلاةشكر وثقة بالرب: (2 – 4):
2- أحبك يا رب يا قوتي يا مخلصي.
3 - الرب صخرتي وحصني ومنقذي إلهي صخرتي وبه أحتمي، وترسي وحصن خلاصي وملجأي.
4 - دعوت إلى الرب له الحمد ، فخلصني من أعدائي.
القسم الثاني: أهوال الجحيم وعالم الموت (5-7):
5 - حبائل الموت اكتنفتني وباغتتني سيول الهلاك.
6 - حبائل الموت أحاطت بي، وشراك الموت نصبت قدّامي.
7 - في ضيقي دعوت الرب وإلى إلهي صرخت، فسمع من هيكله صوتي وبلغ صراخه أذني.
القسم الثالث: معركة الرب وتدخّله العجائبي: (8- 28):
8 - فارتجت الأرض وارتعشت وتزعزعت أسس الجبال ومادت من شدة غضبه.
9 - تصاعد دخان من أنفه ونار آكلة من فمه وجمر متقد ولهيب.
10 - أزاح السماوات ونزل منها، والضباب الكثيف تحت قدميه.
11 - ركب على كروب وطار وحلق على أجنحةالرياح.
12 - جعل الظلمة والغيوم الداكنة ستراً حوله.
13 -من البريق أمامه تفجرت الغيوم برداً وجمر نار.
14 - أرعد الرب من السماء واسمع العلي صوته برداً وجمر نار.
15 - أرسل السهام فانتشرت والبروق فتطايرت بكثرة.
16 - أعماق المياه ظهرت وانجلت أسس الكون من انتهارك يا رب، من هبوب ريح أنفك.
17 - أرسل من علياءه وأخذني، وانتشلني من المياه الغامرة.
18 - نجاني من عدو لدود ومن مبغض أقوى مني.
19 - هاجموني في يوم بليتي وكان الرب سندي.
20 - أخرجني إلى الآمان وخلصني لأنه رضي عني.
21 - كافأني الرب لصدقي ولبراءة يدي جازاني خيراً.
22 - لازمت طريق الرب وما عصيت إلهي.
23 - أحكامه كلها أمامي وحقوقه لا تبتعد عني.
24 - كنت نزيهاً معه وحفظت نفسي من الإثم.
25 - فجازاني خيراً لصدقي ولبراءة يدي أمامه.
26 - رحيم أنت مع الرحماء وكامل أنت مع الكاملين.
27 - ومع الصالحين تكون صالحاً ومع المحتالين تطهر هيئتك.
28 - تخلص القوم الماكرين وتفض عيون المترفعين.
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 04 - 2013, 06:23 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,030

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: تأمل في سفر المزامير : انتصار الملك بقدرة راكب الكاروب

خاتمة القسم الأول: ختام نشيد الشكر الأول ومقدّمة لنشيد النصر. (29- 31):
29 - الرب يضيء سراجي ، الرب إلهي ينير ظلمتي .
30 - بعونه اقتحم الجيوش وبه أتسلق الأسوار.
31 - الله طريقه كامل كلامه نقي وترس للمحتمين به.
القسم الرابع: نشيد الظفر والغلبة: يخلّص الله الملك فيُنشد مع شعبه نشيد النصر والخلاص لأن الله صنع رحمة لمليكه المسيح (32- 49)
32 - لا إله غير الرب ولا خالق سوى إلهنا.
33 - الله يشد حيلي ويجعل طريقي آمناً.
34 - كأرجل الوعل يجعل رجلي أثبت وأنا في الأعالي.
35 - يعلم يدي القتال فتكون ذراعاي قوس النحاس.
36 - تعطيني ترس الخلاص ويمينك يا رب تساعدني وعنايتك تزيدني قوة .
37 - وتوسع تحت خطواتي فلا تزل قدماي.
38 - أتبع أعدائي فألحقهم ولا أرتد حتى أفنيهم.
39 - أضربهم فلا يقومون، يسقطون تحت قدمي.
40 - تشدد حيلي للقتال وتصرع تحتي القائمين علىّ.
41 - تسلمني رقاب أعدائي وأسكت الذين يبغضونني.
42 - يستغيثون فلا من مغيث ويدعون الرب فلا يستجيب.
43 - فاسحقهم كالذين في الريح واطرحهم كالوحل في الطرقات.
44 - نحيتني من شعب مخاصم وجعلتني رئيساً للأمم :
45 - الغرباء يتذللون لي وبأذان سامعة يسمعونني.
46 - الغرباء تخور عزائمهم ويخرجون مرتعدين من حصونهم.
47 - حيّ هو الرب ومبارك خالقي وتعالى الإله المخلص.
48 - الله هو الذي ينتقم لي ويخضع الشعوب تحت قدمي.
49 - ينجني من جميع أعدائي وينتشلني من بين القائمين علىّ.
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 04 - 2013, 06:23 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,030

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: تأمل في سفر المزامير : انتصار الملك بقدرة راكب الكاروب

خاتمة المزمور: شكر وحمد وتلميح إلى المسيا المنتظر (50- 51):
50 - لذلك أحمدك يا ربّ، وأرتل لأسمك بين الأمم.
51 - الرب يمنح الخلاص خلاصاً عظيماً ويظهر رحمته للملك الذي أحبه ، لداود وذريته للأبد.
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 04 - 2013, 06:24 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,030

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: تأمل في سفر المزامير : انتصار الملك بقدرة راكب الكاروب

ثالثاً: تفسير المزمور:
1 - لإمام الغناء لعبد الرب داود على النجاز (التمام)، كلم الرب بكلام هذا النشيد يوم أنقذه الرب من أيدي جميع أعدائه ومن يد شاول فقال :
درسنا في المزمور الحادي عشر ما مر به داود من قلاقل وآلام بسبب مضايقات شاول الملك وأتباعه ومطاردتهم إيّاه وحصارهم له من جميع النواحي وتصويب سهامهم إلى قلبه لدرجة أحس فيها الجميع بما فيهم أصدقاء داود الأوفياء القلائل الذين بقوا معه، بأن النهاية قد دنت وأنه لم يبق أمام داود، إذا حالفه الحظ، سوى أن يفر هارباً إلى الجبال كالعصفور. يومها رفض داود النصيحة واحتمى بالرب مختاراً كموسى أن يبقى بين شعبه على أن ينجو بحياته. واليوم وقد تحقق له ما هو مستحيل بشرياً، ينشد داود كلمات هذا النشيد العذبة والمعزيّة، ليشاركنا "نشيد حمد"، وليظل نشيده خالداً مدى الدهر، يردده كل فم ويسبح به كل لسان على الأرض عاش تجربة الألم وأختبر تعزية الرب ونصره.
v "عبد الرب":
يدعو داود نفسه" عبد الرب" فإنه إذ يتحدث عن "نعمة الملوكية"، وإذ ترفعه هذه النعمة إلى حضن ملك الملوك، فليس ذلك ليتشامخ أو يظهر سلطاناً، وإنما بالحري ليحمل روحه الوديع المتواضع إلى التسبيح والتغني والترنم بعمل الله في حياته كعبد منسحق، ومحتاج إلى العون الإلهي، لقد أقامه الرب ملكاً على شعبه ليعيش له عبداً يخدمه بروح الحب والرعاية.
v على النجاز (التمام) لداود:
يتحدث عن تمام الخلاص الذي سيتحقق بنزول كلمة الله وصعوده وتقديم نعمة البنوة للأمم.
v "كلم الرب":
وضع داود هذه التسبحة لا لإرضاء الناس، أو للافتخار بانتصاراته الشخصية، وإنما كذبيحة شكر لله واهب النصر المستمر... إنها اعتراف إنسان مدين للرب بكل نجاح.
v نصرات كثيرة:
وكتبه داود بعد أن نال العديد من الانتصارات، وكان يردده كلما تذكر لمسات يدّ الله الحانية في مختلف المناسبات، فلا عجب أن نراه مكرراً أيضاً في الفصل الثاني والعشرين من سفر صموئيل الثاني. a
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 04 - 2013, 06:24 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,030

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: تأمل في سفر المزامير : انتصار الملك بقدرة راكب الكاروب

القسم الأول: صلاةشكر وثقة بالرب: (2 – 4):
2 - أحبك يا ربي يا قوتي:
الآية الوحيدة الموجهة إلى الله مباشرة بصيغة المخاطب في هذا المزمور الطويل المكون من إحدى وخمسين آية، أما باقي النص فهو قصيدة انتصار. وحيث أنها عبارة وحيدة وفريدة فإنها تحمل في حروفها القليلة، أجمل ما في الوجود وأعمق ما في قواميس اللغات البشرية من كلمات. حقاً ما أجمل الحب من شعور وما أعذب ما يصاحب تلك الكلمة من أحاسيس... هكذا يصرخ داود في عفوية قلبه المألوفة نحو سيده الذي نصره وقواه "أحبك يا ربي" عبارة فريدة في معناها، فريدة في تشخيص العلاقة الحميمة بين داود والرب، وهي تحوي عمق أحاسيس وتعبر عن معان لا يمكن أن تحتويها كلمة أخرى، وبما أنها ُتعبر بالفعل عما يجول في قلب وعقل وكبد داود من مشاعر حب حقيقية، نادراً ما تتكرر هذه الآية في أي موضع آخر. أحبك، من فم داود نحو ربه وإلهه، عذبة وجميلة لكنها أكثر عذوبة وأبهى جمالاً عندما تخرج من فم الله.
Ø أُحبّك، تعبير عن مكنون قلب يعيش هذا الشعور العميق نحو شخص لا يمكن أن يتصور الحياة بدونه.
Ø أحبك، كلمة يمكن أن يقولها إنسان لآخر، فهي تشترط التكافؤ، لكن أن يوجهها إنسان إلى الله، فأنها تتطلب التبعية المطلقة.
Ø أُحبّك، أكثر الكلمات استخداماً في جميع لغات العالم لكنها أسوء تلك الكلمات استعمالاً.
Ø أحبك، كلمة تلخص كيان الله وتسبق كل صفاته متخطية إياها جميعاً لتصل إلى جوهره وذاته فالله محبة .
Ø أحبك لا تستغرب أن يقولها داود في عصره وإن بأسلوب عابر في لحظة شكر، سيأتي بعده من يقول " أنا أحب أبي وأبي يحبني".
Ø أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى المنتهى "محبة أبدية أحببتك لذلك وفرت لك الرحمة".
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 04 - 2013, 06:25 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,030

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: تأمل في سفر المزامير : انتصار الملك بقدرة راكب الكاروب

v يا مخلصي :
عندما يعترف القلب بهذا البهاء الجميل، يصرخ شاكراً وكأنه يرد الجميل، فداود كان ميتاً بمقياس العدو والصديق فعاش، وكان ضائع الحقوق بلا رجاء فنال كل رجاء. وكان فرداً طريداً مطارداً فأصبح ملكاً سعيداً متوجاً. وفتحت الهاوية فاها لتبتلعه، فانهزمت الهاوية وُدكت أبواب الجحيم. ونُصبت حوله الفخاخ، لكن كل فخ أنكسر... فكيف لا يحب بكل كيانه من بذراع قوية ويد قديرة انتشله من الجب وخلّصه من الهاوية.
لا مجال ولا داع لذكر ما تعرض له داود ، يكفي أن تقرأ سفر صموئيل لنعرف ما مر به من أهوال وضيق، وكم مرة كانت حياته قاب قوسين أو أدنى من النهاية، وهو هنا ينشد معترفاً للرب بكل ما في قلبه من الحب، لأنه خلصه ونجاه من كل المحن والبلايا.
3 - الرب صخرتي وحصني ومنقذي إلهي صخرتي وبه أحتمي، وترسي وحصن خلاصي وملجأي:
في هذه الآية يذكر القائد العسكري المحنك كل أدوات القتال الدفاعية، فمن الأدوات الهجومية السيف والرمح والسهم... لكنه هنا لم يكن في موقف الهجوم بل الدفاع بل الهروب، وفي حربه هذه لم تكن لديه أي من وسائل الدفاع ليحتمي بها أمام بطش شاول الذي شعر بأن مجرد وجود هذا الرجل على قيد الحياة فيه تهديد لعرشه وملكه وحياته ولم يكن بعيداً عن الحقيقة فقد "غادره روح الرب" واستقر على داود بعد أن مسحه صموئيل. ولعل شاول قد أدرك بمرارة شديدة تحول الرب عنه بسبب خطاياه وشرور قلبه، فلم يبقَ أمامه سوى أن يقضي على داود وينتهي منه مرة واحدة، مبعداً خطر وجوده عن المملكة، لذلك هاجمه وطارده وحاصره، وداود الذي لم يعد يملك سوى اللجوء لله، يفر أمامه أعزل من السلاح والعتاد والرجال فيرى في الله:
v صخرتي :
الصخرة هي موقع يستطيع المقاتل أن يقف عليه ثابتاً لا يتزعزع ولا يتعثر أمام العدو، كما يوفر ارتفاعاً يسمح برؤية أفضل لمواجهة المخاطر... والرب كان لداود هذا الموقع الاستراتيجي الذي احتمى عنده ووقف عليه صامداً لا يخشى سهام العدو.
v ترسي :
الترس أو الدرع هو سلاح دفاعي من الدرجة الأولى يحمله المقاتل أثناء النزال ليصد به سهام العدو ويتقي من خلاله ضربات السيوف والرماح القاتلة... وكان الرب لداود ترساً.
v حصن خلاصي :
الحصن أو القلعة هو مكان يتحصّن فيه المقاتلون وهو مبني بطريقة قوية في موقع متميز على صخرة بحيث يكون منيعاً، يستحيل على الأعداء اقتحامه. عادة ما يكون زاخراً بكل أنواع السلاح والذخائر والعتاد والعدة بل والزاد والمؤن لمواجهة كل المواقف، كما جرت العادة أن تكون الحصون نقطة انطلاق للجيوش في حالة الهجوم، وملجأً أخيراً لها في حالة الدفاع... وقد كان الرب لداود حصناً لاذ إليه وقت لم يكن أمامه مفر، فسكن إليه ووجد عنده كل الحماية والعناية والغذاء بل والراحة والنوم أيضاً.
v ملجأ:
الملاجئ هي أماكن يلوذ بها المقاتل للاختباء كالأكواخ والمغاير وهي لا تحوي عادة ما تحويه القلاع من إمكانات لكنها توفر على الأقل إمكانية الاختفاء والتواري عن عيون العدو... ويلجأ إلية الجنود والقادة في المرحلة الأخيرة بعد انهيار القلاع والحصون وانهزام الجيوش... وقد كان الرب لداود ملجأً وحامياً حصناً وقلعةً وإن كان جيش الرب لا يعرف الانهيار، لكن هدف داود هو التأكيد على أن الرب كان كل له شيء وقد فعل كل شيء لحمايته.
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 04 - 2013, 06:26 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,030

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: تأمل في سفر المزامير : انتصار الملك بقدرة راكب الكاروب

4 - دعوت إلى الرب له الحمد ، فخلصني من أعدائي :
يتغير طابع التسبحة إلى شكل قصصي ويستمر هكذا حتى العدد التاسع عشر. بهدف تُقديم الأحداث في شكل طقسي كأحداث حاضرة. هكذا تدخل بنا الأحداث إلى خبرة الحضرة الإلهية الحالية وعمل الخلاص في ثوب تعبدي. هذا الهدف يوضح علّة استخدام صيغ أفعال مختلفة فيستخدم المرتل الماضي التام ثم الماضي الناقص على التوالي... ويستمر تغير الأفعال خلال المزمور بغية التعبير عن أن ما حدث في الماضي هو واقع تحقق في الماضي لكنه فعّال في الحاضر. يتذكر داود مسيرة فراره المريرة، يوم قام العدو يطلب نفسه ولم يجد غير الرب ملجأً وملاذاً، فدعاه فما كان من الرب سوى أن قدم لعبده الأمين، الحماية الكاملة والخلاص الشامل، الذي نقله من حالة الهرب والفرار إلى مرحلة الأمان والاستقرار، وقام الله نفسه بالقضاء على أعداءه وخلّصه منهم، لذا يمجده داود من كل قلبه، ويحمده، حتى قبل تحقق الخلاص. وفي ذلك عبرة، فحمد داود، يسبق عمل خلاص الرب كما يتبعه أيضاً.
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 04 - 2013, 06:27 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,030

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: تأمل في سفر المزامير : انتصار الملك بقدرة راكب الكاروب

القسم الثاني: أهـوال الجحيم وعالم الموت (5-7):
5 - حبائل الموت اكتنفتني وباغتتني سيول الهلاك :
الفعل "اكتنفتني" أُستخدم أولاً في (هو 6: 3، 6) في وصف عملية إحاطة مدينة لتدميرها.يصوّر الملك الخطرالذي يكتنفه ويضيّق عليه؛ كأهوال عالم الموت، ويشبّه النبي الموت بمارد يقيد ضحيته أو صياديُمسك بفريسته أو بعنكبوت يغزل شباكه حول ضحاياه فيوقع بها ليلتهمها، وعندما تلتف تلك الخيوط الرهيبة حول الفريسة، تحاول أن تشل حركتها وأثناء محاولتها التخلص من تلك "الحبائل" تنهك قواها فتنهار مستسلمة للعدو يمتص دماءها ويهلكها. الحبائل تعبر عن قوة الشر الذي يحاصر الإنسان كشبكة من حبال تكتنفه من كل جهة فيهلك وتشل قواه ويستسلم للعدو فيقضي عليه.
v باغتتني سيول الهلاك :
عندما تسقط مياه الأمطار على سفوح الجبال تتجمع مندفعة إلى أسفل وتأخذ في طريقها ما يقابلها من حصى وصخور، تشكل ظاهرة تسمى السيول ولها قوة هائلة على التدمير فقد تزيل مدناً كاملة وتحولها إلى أطلال بل قد لا تبقى حتى على أطلال أو أي أثر... وقد حدثت في مصر منذ سنوات سيول رهيبة اكتسحت قرى وأزالت منازل وأهلكت الإنسان والحيوان... والأكثر رعباً في ذلك الحدث هو عدم توقعه ( كما حدث في مصر ) حيث نادراً ما يمطر فكيف تمطر لدرجة أن تحدث سيولاً...! وكلمة سيول الهلاك أو "المخاض" تعني "من يتلوى ألماً" كامرأة في حالة مخاض، هكذا يقول المرتل إن المتاعب قد أحاطت به كامرأة تلد، لا حول لها ولا قوةً، تتعرض لخطر الموت.ويرى البعض في قوله "أمخاض الموت" إشارة إلى أن الموت يحيط بالإنسان حتى قبل ولادته، وهو في بطن أمه تتمخض به، يتابعه ليلحق به في طفولته وصبوته وشبابه وشيخوخته حتى يدخل به إلى الجحيم.
المرعب في كلا الأمرين هو عنصر المباغتة فداود لم يكن يتوقع من شاول الذي يخدمه بعمره ويضحي لأجله بدمه وحياته، أي غدر، فكيف يراه يهبّ بغتة كسيل يريد أن يكتسح حياته ...
6 - حبائل الموت أحاطت بي، وأشراك الموت نصبت قدّامي:
حيث يتذكر داود في صلاته تلك اللحظة الرهيبة والمطاردة الغير متكافئة الأطراف بين شاب وديع حالم ونفر قليل من أصدقاءه المخلصين، وبين ملك طويل الباع متمرس على الحرب والقتال مدعوم بقادة وجيوش، تتحرك في خطط مُحكمة وتتسلل لتحيط بالموقع الذي يختبئ فيه داود وأصدقاءه الأوفياء ، ثم تبدأ الدائرة في الانحسار رويداً رويداً بتقدم الجيوش من جميع الاتجاهات، فيجد داود وصحبه أنفسهم محاصرين من كل جهة وقد أحاطت بهم حبائل الموت ، تخنق كل رجاء وتقضي على كل أمل مهما كان ضئيلاً .
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 04 - 2013, 06:28 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,030

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: تأمل في سفر المزامير : انتصار الملك بقدرة راكب الكاروب

v وأشراك الموت نصبت قدامي:
يا لهول ما يصفه داود من معركة حامية الوطيس، رأيناه في نصف الآية الأول محاصراً من جميع الجهات بلا منقذ ولا مفر... وبتدارس الأمر مع صحبه رأى أن هناك مجالاً للهرب إذا طرقوا سبيلاً معيناً! وهذا ما قصده شاول حيث نصب هناك فخاً ينتظر أن تسقط فيه الفريسة المحاصرة فيلتقطها وينفذ إرادته فيها. لكن هل سيسمح الله بذلك وماذا سيفعل ...؟
7 - في ضيقي دعوت الرب وإلى إلهي صرخت، فسمع من هيكله صوتي وبلغ صراخه أذني:
ما أضيق الحياة، كيف حاصرك العدو هكذا أيها البريء الطاهر اليدين النقي القلب؟ وكيف صرت فريسة تكاد تسقط بين براثنه ويقضى عليك؟ وكيف تجردت عن كل قوة أيها الجبار منقذ إسرائيل ومخلص شعبك من قبضة الفلسطيني! لم يبق أمامك من سبيل يا نبي الله، حتى الفرار صار مستحيلاً، فأين تحلق أيها العصفور! ماذا ستفعل أتستسلم فتسقط الراية ليدوسها العدو معلناً انتصار معسكر الظلام؟ أتركع أمام قوى البغي وأنت المسيح المختار؟ كلا لأنك تعرف أن ظلام العالم كله لا يمكن أن يخفي نور شمعة واحدة، وأنه إن سدت سبل العالم أجمع فسيبقى سبيل الله مفتوحاً.
v في ضيقي دعوت الرب :
لم يبق لك إلا الدعاء، والدعاء إلى الرب وحده، فمن غيره يمكن أن ينجي. والمزمور يعلمنا أن نصلي في زمن الضيق ونطلب وإلحاح بل ونصرخ بلا خجل.
v إلى إلهي صرخت :
حيث لم يعد الدعاء كافياً فلنبدأ بالصراخ، "أصرخوا عسى أن يسمعكم" هكذا كان إيليا يسخر من كهنة البعل الذين راحوا يصرخون إلى المساء ولكن ليس للبعل من آذن فيسمع أو عيون فيرى... بينما يعرف داود كما إيليا أن الرب يرى ويسمع ويتحرك نحو صراخ محبيه المضطهدين ظلماً وينزل ليتمم لهم خلاصه العجيب.
v وبلغ صراخي أذنيه :
أخيراً، أتت لحظة الخلاص! لقد أرعبتنا يا داود بهذا الوصف الدقيق والرهيب لتلك المعركة التي لولا أنك تحكيها بنفسك وتغنيها وترنمها وتلحنها على أوتار قيثارتك، لكنا أيقنا أن البطل قد انتهى وأن العدو قد أنتصر إلى المنتهى، أروِِ لنا إذن متى سمع الرب صراخك؟ وكيف شعرت بهذا؟ وما علامة ذلك لتجزم بتلك الثقة أنه قد سمع؟
القسم الثالث: معركة الرب وتدخّله العجائبي: في أربع مظاهر (8- 28):
8 - فارتجت الأرض وارتعشت وتزعزعت أسس الجبال ومادت من شدة غضبه :
ظهور الله حين يسمع الربّ صلاة عابده، يحرّك الطبيعة كلّها. فسيّد التاريخ هو سيّد الكون لأنه خالقه. ويعبّر المرتّل عن ذلك بصور عن زلزلة الأرض، وتدخين الجبل بسبب البركان. نزل الله على الغيوم، فاستشاطت العاصفة وكان البرد والرعد وعلا صوت الله، والبروق التي تفتح أتلاماً في السماء، والمياه التي تتحرّك من مكانها.صوّر المرتّل هذه الخبرة الروحيّة، فاستعان بذكريات من العالم الوثنيّ حيث الآلهة تصارع قوى الطبيعة قبل أن تتغلّب عليها. ولكن المرتّل نقَّى صُوَره من كل ما يشتم منه رائحة شرك، وهذا ما يبيّن أن المزمور يختلنك عما نقرأه في سائر آداب الشرق.
الربّ وحده يملك على كل هذا، وقدرته تجعل الشاعر هادئاً رغم تحرّك الكون كله. لا نجد خوفاً ولا رعدة، بل مهابة ووقاراً. ولقد عاد إلى نصّ سفر الخروج حين التقى الرب بشعبه على جبل سيناء (خروج 19: 16)، وإلى نص سفر الملوك الأول (19: 11- 12) حين كلّم الرب إيليا، كما استعان بهتاف الشعب بعد عبور البحر الأحمر (خروج 15: 1) وبنشيد دبورة (قضاة 5: 1)، فعاد إلى تاريخ الخلاص.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما يهم الملك هو أن تملأ ردهة العرس
تأمل رائع لقداسة البابا عن حلاوة صلاة المزامير
همسات الروح تأمل في سفر المزامير المزمور الثاني عشر
انتصار الملك بقدرة الله المزمور الثامن عشر
تفسير انجيل متي الآصحاح الرابع . انتصار الملك


الساعة الآن 05:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024