|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أحد الأعمى
رتبت الكنيسة في إنجيل اليوم أن نقرأ أعجوبة شفاء الأعمى، وهو رجل أعمى منذ مولده حصل على الرؤية بأعجوبة من السيد، حادثة شفائه كانت نقطة بداية لخلاصه، وذلك بسبب جوابه في نهاية المقطع الإنجيلي لسؤال السيد المسيح: “أتؤمن بابن الله” فصرخ الأعمى، عند رؤيته النور الإلهي، باعترافه الإيماني: “أومن يا سيد وسجد له”. يشكل هذا الموقف لحظة مباركة لنا كي نقف بمواجهة إيماننا ونتساءل أين هو؟ ولنسعى كي نجدده وننميه، بداية هذا الإيمان كانت يوم معموديتنا. يضطرب الإنسان عند الاحتكاك بموضوع وجود الله، وخصوصاً عندما يبحث عنه في عقله، فيطلب علامات كي يؤمن، حتى والمسيح معلّقاً على الصليب سأله بعض الناس من حوله: “إن كنت أنت ابن الله انزل من الصليب وسنؤمن بك” لكن السيد لم يجيب، وبقي في صمته، ومات على الصليب كي يحيا الإنسان، وقام من بين الأموات كي يفتح أبواب الملكوت فيدخل الإنسان إلى الحياة بالله. صمت المسيح العلامات التي نطلبها كي نؤمن بالله تجرح الحقيقة أي علاقة المحبة مع الله، لذلك كان رفض المسيح مباشر للحصول على هذه العلامات: “الحق أقول لكم لن يُعطى هذا الجيل آية” (مر12:8). المسيح أتى إلى العالم لكنه اختبئ وراء جسده الظاهر. المسيح يجيبنا بصمته ولكن لهؤلاء الذين يستطيعون أن يفهموا وأن يدركوا أن داخل هذا الصمت تختبئ محبة المسيح للإنسان، فبصمته هذا تختبئ حريتنا أي خلاصنا. البحث العلمي عن الإيمان والوصول لعلامات تثبت صحته، تحط من قيمته ليصبح نوعاً من المعرفة البسيطة. لذلك يتواجد المسيح في صمت محبته المطلقة، حيث البحث عنه يحتاج العمر كله وجهد كبير. الله لا يأمرنا بل يدعونا لنوع من العلاقة التي لا يشوبها شكوك. الأب هو كذلك بدون أن يفرض أبوته على أحد. والسيد المسيح أتى ليجلس على طاولة الخطاة وصُلب بسبب محبته المطلقة. فهل يوجد عريس مات من أجل عروسه أو ارتضت عروس أن تتزوج من عريس مصلوب؟ السيد تزوّج الكنيسة فقدم لها دمه كمهر، وخواتم هي المسامير التي علق بها عند الصلب، هكذا كانت محبة المسيح للإنسان. أتؤمن؟ المسيح لا يتوجه لنا بالمنطق، ولا يطلب علامات ولا يسأل: “أتعرف، انتصرت، حققت؟” السؤال الذي يسأله: “أتؤمن” والذي يستطيع أن يجيب فقط هو من لديه قلب نقي فيقول: “أؤمن يا سيد فأعن عدم إيماني”. في الوقت التي تداهمنا الشكوك عن وجود الله، أو تداهمنا الوحدة والفراغ، يساعدنا التواضع للخروج منها، هذا التواضع يدفع الإنسان أن يسكب ذاته أمام المصلوب. وعندها يقوم المسيح ويحمل عنا هذا العبء “احملوا نيري عليكم وتعلموا مني. لأني وديع ومتواضع القلب. فتجدوا راحة لنفوسكم لان نيري هين وحملي خفيف” (متى 29:11-30). وكلام المسيح هذا ليس إلا نور وسط ظلام هذا العالم. |
04 - 04 - 2013, 11:34 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: أحد الأعمى
شكرا على المشاركة الرائعة
|
||||
08 - 04 - 2013, 09:40 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أحد الأعمى
شكرا على المرور |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أخذ بيد الأعمى |
أنا الأعمى و هذه قصتى |
الأعمى |
أحد الأعمى |
شفاء الأعمى: |