|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لنتعلّم الإعتراف من زكّا
يحتوي إنجيل اليوم على كل عناصر التوبة العملية والإعتراف لزكا العشار الخاطئ، وأيضاً على الخلاص والتبرير التي يمنحهما الله. زكا طلب أن يرى المسيح على حين المسيح طلب أن يخلّص زكا. لم يصعد زكا ببساط جسدياً على الشجرة ولكن روحيا صعد إلى الله، تواضع فاعترف فخلص. ماهي التوبة؟ التوبة هي حالة النفس الداخلية التي تشعر بخطاياها. بمعرفة حالة النفس هذه سنقول: التوبة هي أن لا يقع التائب بنفس الخطايا، بكلام آخر التوبة ليست تغيير شكلي أو خارجي للخطايا التي اعتدنا الوقوع بها، هي موقف النفس من الخطأ، هي تغيير جذري وتجديد شخصي للإنسان. تذكر الخطايا يقود النفس للتوبة الحقيقية أي التواضع والندم. الخطوة الأول نحو التوبة هي التواضع، المتواضع سيتوب أولاً عن خطاياه أمام نفسه. من التواضع ينبع الندم والتأكيد على أن الإنسان الذي يشعر بخطاياه يحزن عليها. تذكّر الخطايا والندم يولّد الألم الحقيقي للتوبة، بالعموم حيث يوجد انهيار داخلي هناك يوجد توبة حقيقية فيشكل هذا الإنهيار الداخلي بداية التوبة للذي لديه إحساس بالخطيئة. كيف تعالج داخلياً وخارجياً تحطم وانهيار النفس؟ برياضات روحية مختلفة: الصوم والسهر والصلاة والندم والدموع. هذه الدموع مليئة بالغبطة، والحزن البهي مليئ بالفرح. وكما أن الدودة تولد من وسط الخشب وتأكل من قلب الخشبة كذلك الخطيئة تؤكل من الحزن الذي يقود للتوبة. أعمال الرحمة والصبر هما طرق مميزة للتعبير خارجياً عن القلوب الرحومة. هل الأعمال الصالحة تمحي وتزيل الخطايا؟ طبعا لا، إنما لديهم القدرة على إيقاف حالة الوقوع بالخطيئة، إذاً كيف نزيل الخطيئة؟؟ بسر الإعتراف ما هو سر الإعتراف؟ هو ذاك السر الذي من خلاله يسامح الله الخطايا لأولئك الذين يعترفون بخطاياهم أمام الكاهن بصراحة وتوبة، البعض يقولون أنهم يعترفون بخطاياهم أما الأيقونة إن كانت بالكنيسة أو حتى بالبيت فيشعرون بأن خطاياهم قد غُفرت. يجب أن نميز بين صلاة الإعتراف أو الحل من الخطايا وبين ذكر وتعداد خطايانا. زكا العشار لم يقل صلاة الإعتراف وهو على الشجرة عندما شاهد السيد ولكن في البيت وأمام الجميع، هذه هي التوبة هذا هو الإعتراف الصحيح. عندما يشعر انسان بثقل خطاياه المختلفة يجب أن لا يخجل ولكن أن يذهب للكنيسة هناك سيجد الطبيب والدواء للشفاء. الله لم يُحدر ملائكة أو روؤساء ملائكة من السماء ليكونوا آباء روحيين، من نفس الرعية اختار الرعاة حتى يُعطوا صلاة الغفران وهم عالمون بخطاياهم. ضرورة الإعتراف كي يتناول الإنسان عن استحقاق يجب عليه قبلها أن يعترف، أن يقوم بحمّام داخلي لنفسه، الإهتمام الأساسي لكل واحد دائماً هي نظافة نفسه الداخلية وخاصة قبل المناولة المقدسة. الإعتراف هو حمّام النفس، هو الميناء الذي يلجئ إليه كل إنسان مضطّرب، بدونه لا يستطيع المناولة باستحقاق، وإن تناول تصبح المناولة نار تحرقه. كم مرة يجب أن يعترف الإنسان؟ بلا حدود يقول السيد في الكتاب المقدس. القيمة الحقيقية ليست أن نعترف مرات عديدة وباستمرار ولكن أن نعترف كل مرة بصراحة وصدق كي نشفى من أمراضنا الروحية وأن نبقى حاملين نعمة الله في داخلنا دوماً. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|