|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أهم شي عند الانسان هو الفرح و السلام الداخلي ! لقد كنتُ مفتوناً بفكرة السلام العالمي ، إنها فكرة عظيمة وعندما بدأت بالسفر حول العالم و لقاء الناس وجدت أنه لا يوجد شيء مادي ملموس يمكن أن يُطلَق عليه اسم (سلام )، ليس العالم هو الذي يحتاج لأن يكون مستقراً وثابتاً بل الناس . عندما يكون الناس في سلام داخلي سيكون هناك سلام عالمي . في الوقت الحاضر لا يزال الناس ميالين للحرب . تبدأ الحرب بالرفض و الاستنكار ، فريق يقرر أن أسبابه أعظم و الفريق الآخر أسبابه غير موجودة و تتعاظم الأسباب بينما يتضاءل الإنسان ليصبح لاشيء . يحارب الناس لأنهم يعطون لأسبابهم شرعيّة أكثر من حياة الناس . و في تبريراتهم يقلّلون من قيمة حياة الإنسان . و عندما ظهرت فكرة أن الحرب أهم من حياة الإنسان انقلب الميزان و مازال الأمر مستمراً نحو الأسوأ . يحارب الناس عندما يعجزون عن إدراك غاية الحياة ، لأننا في الحرب نبدد الحياة ، الحرب لا توجد فقط في ساحة المعركة ، في البيت و بدون حرب نحن نبدد الحياة ، وتبدو الحرب الخارجية أليفة بالمقارنة مع ثورة المعركة في داخل الإنسان ، في هذه المعركة تُهدَر الأعمار و يُضَحّى بأثمن اللحظات . المعركة الداخلية هي المعركة الكبرى . نحن بحاجة لأن نكون في سلام مع أنفسنا لأن قسماً كبيراً من الإنسان دُمِّر في ساحة معركته الخاصة . القلق الداخلي يبعدنا عن الوصول للسلام الحقيقي ، و ستبقى دائماً الحرب الخارجية طالما لا يوجد سلام في داخل النفس . التعب الجسدي بالتأكيد سيجلب البؤس و الألم ، لكن التعاسة التي تأتي من تعب القلب أسوأ بكثير ، إنها من الأشياء الأكثر تعاسة ولا زال القلب يتحملها منذ زمن طويل. كل واحد منا لديه سارق خفي يتبعنا أينما ذهبنا ، ماذا يفعل هذا السارق ؟ إنه يسرقنا ، لا يمنعه شيء لا الأقفال و لا الأبواب و لا أجراس الإنذار . هذا السارق لا يأخذ المال أو الملابس ، إنه يسلبنا أثمن ذُخرٍ نملكه ، إنه يسرق الفرح و السلام و الرضا . يسرق إدراكنا و يسلبنا ما هو أهم بكثير من أي شيء آخر. عندما نقول " أريد السلام في حياتي ..لكني سأعمل على تحقيق ذلك فيما بعد " نعطي الإذن لذلك السارق الخفي أن يدخل، هذه هي الإشارة التي يريدها ، كل ما يريد سماعه " ليس الآن " و يقول السارق عندها " يوجد من يمكنني أن أسرقه لأنه لا يحمي جوهرته الثمينة ، إنه يبددها ، يرميها " . وفي تلك اللحظة نكون قد سُلِبنا أهم شيء بالنسبة لنا. داخل كلٍّ منا شيء ما يتوق للسلام . في أوقات الفوضى و الاختلال هناك شوق للسلام . عند وجود الشك هناك شوق للثقة ،عند الألم شيء داخلي يبحث عن ومضة أمل . الإنسان يحتاج للحب لأنه يشعر بالحب ، و السؤال : ما الذي يمكن أن يكون مصدر هذا الحب ؟ الإنسان يحتاج للثقة، لكن ما الذي سيكون مصدراً لهذه الثقة ؟ وهل هو أهل للثقة يمكن أن يوثَق به ،هذا يعطي الدعم الذي يحتاجه المرء في حياته ، بشكل مماثل . لا شك أن الإنسان يحتاج للسلام . في الحقيقة ما يمكن للمرء أن يفعله في هذا الأمر قليل جداً . إنه العطش الفطري المتأصل في كل إنسان . السؤال : ما الذي سيكون مصدراً لهذا السلام ؟ السلام ليس ضرورياً في الفكر إنه ضروري في القلب ، العقل و الإدراك لا يمكنهم انتزاع السلام ، إن لهما دوراً مختلفاً . السلام و الفرح والسعادة الحقيقية ، ليست موضوعات خاضعة للتفكير ، إنها أمورٌ تُحَسّ . هناك شعور خلف وجودك على قيد الحياة ليس له أي تفسير . إنه الشعور الذي يجب على الإنسان أن يصل إليه حيث توجد الراحة ، هناك حيث الفرح و حيث يوجد الرضا . إنه ذلك الشعور الذي نحتاجه لنعيش حياتنا . نعتقد أننا بحاجة لشرح ما هو السلام ، لكن السلام لا يمكن أن يُشرَح ، إنه فقط يُحَسّ . الرضا شعور، عندما نرضى شيء ما بداخلنا يقول " نعم أنا راضٍ ، مُكتَفٍ " . بالنسبة للعطشان ، حتى لو رأى ألف شخص يشربون الماء لن ينفعه ذلك بشيء ، لن ينفعه إلاّ أن يشرب الماء بنفسه . أين نجد السلام ؟ إنه بداخل كل فرد " أريد السلام في حياتي المجتمع لا يملك السلام ، المجتمع غير موجود , لا يوجد سوى الناس ، السلام بسيط يشعره الفرد و لا يحتاج لأخذ وصفات جاهزة أو صيغ لإيجاده . ما أتحدث عنه هو السلام الداخلي ، سلامي ، و ليس السلام في الخارج . يعتقد كثير من الناس أن السلام سيأتي عندما يسيطرون على كل عنصر من عناصر حياتهم ، هذا لن يحدث ، إنه ليس في متناول يديهم ، ليس في متناول أي شخص أن يدرك وأن يتحكم بكل شيء ، كل ما أستطيع أن أفعله هو أن أفهم نفسي . ابحث عن السلام في الداخل ، حتى لو انتهت كل الحروب ، طالما أن الحرب بداخلنا ما تزال مستمرة فلن نكون في سلام . إذا كنا في سلام مع أنفسنا عندها لن يعنينا إذا كانت الحرب في الخارج مستمرة . السلام الداخلي ليس شيئاً يمكن اختلاقه أو اختراعه ، إنها عملية كشف و إظهار للسلام الموجود فينا أصلاً . كل إنسان يملك شيئاً رائعاً في الداخل ، بداخل كل إنسان جمالٌ عظيم ، بداخل كل إنسان سلام و فرح وشعور في القلب . الحياة هبة و نعمة و علينا أن نفتح نوافذ الفهم لنصل إلى الاكتفاء، كلُّ إنسانٍ كاملٌ بذاته ، وداخل كل واحد منا تُشِعُّ شمسٌ مشرقة . |
24 - 05 - 2013, 10:25 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: أهم شي عند الانسان هو الفرح و السلام الداخلي
ميرسى كتير على الموضوع ربنا يفرح قلبك |
||||
24 - 05 - 2013, 04:45 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: أهم شي عند الانسان هو الفرح و السلام الداخلي
جميل جدا عاشت الايادي يا غاليه سما
|
|||
20 - 08 - 2013, 11:20 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أهم شي عند الانسان هو الفرح و السلام الداخلي
شكرا ليكم كتير لمروركم الجميييييل |
||||
21 - 08 - 2013, 11:35 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | |||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: أهم شي عند الانسان هو الفرح و السلام الداخلي
السلام الداخلي ليس شيئاً يمكن اختلاقه أو اختراعه ، إنها عملية كشف و إظهار للسلام الموجود فينا أصلاً . كل إنسان يملك شيئاً رائعاً في الداخل ، بداخل كل إنسان جمالٌ عظيم ، بداخل كل إنسان سلام و فرح وشعور في القلب . الحياة هبة و نعمة و علينا أن نفتح نوافذ الفهم لنصل إلى الاكتفاء، كلُّ إنسانٍ كاملٌ بذاته ، وداخل كل واحد منا تُشِعُّ شمسٌ مشرقة . ربنا يبارك فى الخدمة |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إن الإيمان يصحبه السلام أيضًا: السلام الداخلى والسلام مع الله |
السلام الداخلي |
السلام الداخلي |
السلام الداخلي |
أيدي الانسان الداخلي ـ القديس يوحنا كاسيان |