|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أنت بلا عذر أيها الإنسان لنيافة الأنبا مكاريوس «وَقَالَ لَهُ آخَرُ مِنْ تَلاَمِيذِهِ: "يَا سَيِّدُ، ائْذَنْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلاً وَأَدْفِنَ أَبِي". فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "اتْبَعْنِي، وَدَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ".» (متى 8: 21-22).«وَقَالَ لآخَرَ: "اتْبَعْنِي". فَقَالَ: "يَا سَيِّدُ، ائْذَنْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلاً وَأَدْفِنَ أَبِي". فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "دَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ، وَأَمَّا أَنْتَ فَاذْهَبْ وَنَادِ بِمَلَكُوتِ اللهِ". وَقَالَ آخَرُ أَيْضًا: "أَتْبَعُكَ يَا سَيِّدُ، وَلكِنِ ائْذَنْ لِي أَوَّلاً أَنْ أُوَدِّعَ الَّذِينَ فِي بَيْتِي". فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ".» (لوقا 9: 59-62). «فَقَالَ لَهُ: "إِنْسَانٌ صَنَعَ عَشَاءً عَظِيمًا وَدَعَا كَثِيرِينَ، وَأَرْسَلَ عَبْدَهُ فِي سَاعَةِ الْعَشَاءِ لِيَقُولَ لِلْمَدْعُوِّينَ: تَعَالَوْا لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ أُعِدَّ. فَابْتَدَأَ الْجَمِيعُ بِرَأْيٍ وَاحِدٍ يَسْتَعْفُونَ. قَالَ لَهُ الأَوَّلُ: إِنِّي اشْتَرَيْتُ حَقْلاً، وَأَنَا مُضْطَرٌّ أَنْ أَخْرُجَ وَأَنْظُرَهُ. أَسْأَلُكَ أَنْ تُعْفِيَنِي. وَقَالَ آخَرُ: إِنِّي اشْتَرَيْتُ خَمْسَةَ أَزْوَاجِ بَقَرٍ، وَأَنَا مَاضٍ لأَمْتَحِنَهَا. أَسْأَلُكَ أَنْ تُعْفِيَنِي. وَقَالَ آخَرُ: إِنِّي تَزَوَّجْتُ بِامْرَأَةٍ، فَلِذلِكَ لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَجِيءَ» (لوقا 14: 16-20). ونحن في بداية الصوم نحتاج إلى ضبط نفس ومزيد من الجهاد في عدم الإذعان لإلحاح الجسد ومطالبه، وعدم التعلّل بالأعذار الواهية وحتى القوية، هكذا يقول القديس بولس: «لذلكَ أنتَ بلا عُذرٍ أيُّها الإنسانُ...» (رومية 2: 1) أنت بلا عذر: هو تحذير للبشر (الإنسان) في كل زمان وكل مكان، لأن الدعوة هي هي لليهود وللأمم، للذين داخل الكنيسة والذين خارجها، والأعذار في المقابل هي هي أيضًا واهية وغير مقبولة، ومحاولة للتنصُّل من المسئولية، ولكن ترى لو اعتذر شخص ما عن عدم الاستذكار لأنه مريض أو مسافر، فهل هذا يمنحه النجاح؟! إن بعض الأعذار تُقبَل ولكن لا تنجّي... لن تستطيع أن تقول: لم يكلمني أحد عن المسيح، الكتاب يقول: «في كُلِّ الأرضِ خرجَ مَنطِقُهُمْ، وإلَى أقصَى المَسكونَةِ كلِماتُهُمْ» (مزمور 19 :4)، سواء أكان ذلك لغير المسيحيين أو للمسيحيين؛ إن مئات القنوات الدينية منتشرة في العالم كله، ويكفي أن مصر وحدها بها أكثر من عشر قنوات مسيحية، ثلاث منها قبطية، وكذلك تنتشر الإذاعات، والاجتماعات والنهضات، والكتب والاسطوانات المدمجة، والنشرات الصغيرة وغيرها، ولا حجة لإنسان أن يشكو عدم المعرفة أو ندرة الأناجيل، الخ.. أنت بلا عذر في أن هناك حروب للشياطين: نعم هناك حروب وهناك شياطين، ولكن الله أعطانا كيف نهزم الشياطين ونهرب من الأفكار الشريرة، مثلما فعل الرب على جبل التجربة حيث هزم الشيطان من خلال المكتوب... وقد تسلّم الأب أوغريتوس ذلك من الرب فكتب لنا في كتابه "الأفكار الثمانية" كيف نرد على الأفكار بالآيات الكتابية فيخزى الشيطان، وهكذا ترك الرب لنا إمكانية أن نغلب الشياطين، مثل المصارع الذي يثخن الفريسة جراحًا، ولكنه في النهاية وقبل أن يقتلها يتركها لابنه، وهو بذلك أيضًا يعلّمه كيف يتعامل مع العدو، وهكذا يفعل الأسد والقط مثلاً مع الجراء الصغار. فلا تتحجّج بالقول إن الشيطان أغواني، أو إن الشيطان شاطر، لانك أُعطيت السلطان على الأرواح النجسة (لأنك أنت الذي أعطيتنا السلطان أن ندوس على الحيات والعقارب وكل قوة العدو – صلاة الشكر) كما أن الشيطان بعد الصليب لم يعد في مقدوره أن يرغم إنسانًا على الخطية، وإنما يعرض فقط، بل أصبح يخاف من الإنسان، ونقرأ كيف أن الآباء كانوا يربطون الشياطين ويذلونهم من خلال اتضاعهم. أنت بلا عذر في أن الشر منتشر: وهنا نتذكر قول القديس بولس كيف أن الخطيئة محيطة بنا بسهولة، أي أن الخطيئة منتشرة: «لنَطرَحْ كُلَّ ثِقلٍ، والخَطيَّةَ المُحيطَةَ بنا بسُهولَةٍ، ولنُحاضِرْ بالصَّبرِ في الجِهادِ المَوْضوعِ أمامَنا» (عبرانيين 12: 1). ولكن ليست المشكلة في وجود الخطية وانتشارها، وإنما في التجاوب معها وعدم تحصُّن الإنسان ضدها، مثل الجو المليء بالفيروسات والأمراض فإنه لا يمكن تنقيته، وإنما من الممكن أن يتم التطعيم والاحتياط، مثلما تنتشر الرشوة والسرقة والمخدرات، ولكن المتيقظين يحتاطون ويتحاشون الوقوع فيها. أنت بلا عذر في أنك مجهد: هل تبذل كل جهد؟ هل هذه هي آخر طاقتك؟ أم أنك معترف بأنك متكاسل؟ إن الله لا يطلب منّا أكثر مما نستطيع؛ هل تبذل؟ هل تحب من كل القلب ومن كل الفكر ومن كل النفس؟ أي كل ما في هذا القلب، وكل ما في المشاعر وما تمتلكه من إرادة، الله ليس عنده رقم يطلبه أو كمّ ما، وإنما نسبة وقامة، كما أن الله يضع في الحسبان الظروف المحيطة بنا، ويراعي السن والمعرفة والضغوط الخارجية. ومع ذلك هناك أناس جاهدوا حتى العرق والبعض حتى الدموع والبعض الثالث حتى الدم! أنت بلا عذر أيها الانسان في أن تسيء إلى الآخرين: لم يكلفك أحد بمحاسبة الناس، ولا أن تصلح المجتمع، إلاّ من خلال تقديم نفسك كقدوة فتدفع أنت النفقة وتدين نفسك لتصلحها، ولكن أن تتدخّل في شئون الناس وتتّخذ دور المصلح والقاضي والشرطي فهو أمر غير مقبول، حتى لو كانوا اولادك أو تلاميذك أو مخدوميك، بل إن كل إمكانياتك تضعها تحت تصرف المسئولين منك، فهم أمانة لدينا وليسو ملكًا لنا.. كثيرون ينشغلون عن أنفسهم بالآخرين.. إنها الخدعة الشهيرة. إذًا.. أنت بلا عذر في أن تفقد ملكوتك: ذلك لان مقومات النجاة والخلاص متوافرة أمامك، فالباب مفتوح والمائدة معدَّة، والأسرار قائمة ودواء التوبة محفوظ بالكنيسة، والاسم مكتوب في سفر الحياة، والأمر يحتاج فقط إلى الجهاد للحفاظ عليه، لقد وهبنا الله أيضًا سبلاً للخلاص "وعلّمنا سبل الخلاص" (القداس الباسيلي)، فهناك الذي يخلص في الزيجة أو التكريس أو الرهبنة، وغيرها.. ليس هناك من يمنعك من الوقوف للصلاة أو الجلوس لقراءة الإنجيل أو الذهاب للتناول، أو من يمنعك من حفظ الوصايا وعمل الرحمة «جاهِدْ جِهادَ الإيمانِ الحَسَنَ، وأمسِكْ بالحياةِ الأبديَّةِ الّتي إليها دُعيتَ أيضًا...» (تيموثاوس الأولى 6: 12). أنت بلا عذر في أنه لا وقت لديك: لأنه لديك الكثير ولكنك تضيعه، إن الفرق بين شخص وآخر بخصوص الوقت، هو أن الواحد ينظّمه والآخر لا. إن الوقت ثمين ويمكنك في دقائق تحقيق الكثير، وتعويض الكثير أيضًا مما فاتك، والإنسان الحريص يصارع ويسارع الوقت، ويمكنه أن يحقّق في ساعات ما لا يحققه آخر في سنوات، وقد لقّننا الكثير من القديسين هذا الدرس، أولهم "القديس ديماس" والذي كان لصًا وواحدًا من الثوار، حظي في دقائق على أعظم عطية، وكذلك القديس العشار الذي كانت صلواته قليلة ولكن عميقة متضعة، والشهداء الذين آمنوا فتابوا وقُتِلوا في ساعات... ومما يجلب الرجاء أنه ما تزال هناك الفرص، إننا نصلي كل مرة شاكرين الرب "لأنه أتى بنا إلى هذه الساعة". أعذار واهية قدّمها الذين دعاهم المسيح: بعض الذين أرادوا أن يتبعوا المسيح كانت لهم طلبات أو اشتراطات معينة وجد الرب أنها أعذار واهية، والبعض الآخر دعاهم بنفسه إلى وليمته فقدّموا أعذارًا واهية أيضًا وغير مقبولة، إن أحد وأهم شروط التبعية هي "الطاعة الفورية المطلقة". ومن الأسباب الكامنة خلف الأعذار: 1- التعلُّق بالأهل أكثر من الله: عندما تعلّل أحدهم برغبته في دفن أبيه أولاً، كان رد الرب عليه: «دع الموتى يدفنون موتاهم» وربما قصد الرب بالموتى: الموتى بالخطايا وهؤلاء يليق بهم أن يدفنوا الموتى بالجسد، وعن الموتى بسبب البُعد عن الله، يقول مار إسحق: "يكفيك كلامًا مع الأموات لتتكلّم مع مُحيي الأموات"، ولعل الرب قصد أيضًا أن الذي يتبعه هو "نذير" ومن ثمّ يجب ألا يختلط بالموتى. هذا الأمر يُناقَش كثيرًا في الدوائر الرهبانية، أي الموت عن العالم والبشر والأهل، فيُطلَب من الراهب ألاّ يتعلق بأسرته وألاّ يقبل منهم هدايا ولا يميل إلى زيارتهم ولا يبيت معهم بالكلية، فإن لديه عمل عظيم... والخدمة مع المسيح فيها الكفاية عن الأهل والأقارب، ولكن يجدر الانتباه هنا إلى أن هناك فرق بين ارتباط الأهل بالشخص، وتعلّقه هو بهم، وكذلك احتياج الأهل للشخص واحتياجه هو لهم. لعل الذي اعتذر هنا للرب قصد أن يؤجِّل تبعيته للمسيح إلى ما بعد نياحة والديه، أو زواج شقيقاته الخ «أودِّع الذين في بيتي»، والاستجابة لهذه الفكرة أجّلت وضيّعت فرصًا ذهبية في الرهبنة والكهنوت والتكريس، من هنا وفي بعض الأحيان يكون «أعداءُ الإنسانِ أهلُ بَيتِهِ» (متى 10: 36). 2- الزوجة: كان المتزوج حديثًا يُعفى ولكن من الاشترلك في الحرب (تثنية 24: 5) وليس من الالتزامات الاجتماعية، وواضح أن المدعو هنا لم يكن قد تزوج للتوّ، ولكن يبدو أن الزواج قد شغله عن الله، ولعلنا نلاحظ في الإطار الكنسي غياب الكثيرين وتقلّص نشاطهم بعد الزواج، وكأنه لم يعد مكان في قلبه لله، ولعلّ الزوجة تستبدل الله ببعلها (بعل=إله=زوج) «لأنَّ بَعلكِ هو صانِعُكِ، رَبُّ الجُنودِ اسمُهُ، ووليُّكِ قُدّوسُ إسرائيلَ، إلهَ كُلِّ الأرضِ يُدعَى» (إشعياء 54: 5)، وهكذا ترك الكثير من الخدام والخادمات الخدمة بعد الزواج. 3- الممتلكات والقنية: فرق بين أن يمتلك أحد المال أو أن يمتلكه المال، وهكذا بقية المقتنيات، فموضوع عذر الأرض الذي تعلّل به المدعو غير مقبول، لأنه كان قد اشترى الأرض وانتهى الأمر، فلماذا يذهب لينظرها الآن، أليس من الأفضل الذهاب إلى الوليمة، وهكذا وبحسب بعض الشُرّاح فإنه لم يشترِ الأرض وإنما باع نفسه للأرض! إنه – وكما أشار الرب يسوع – أرضي ومن الأرض يتكلم: «الّذي مِنَ الأرضِ هو أرضيٌّ، ومِنَ الأرضِ يتكلَّمُ» (يوحنا 3: 31). وأمّا عذر شراء البقر فينطبق عليه نفس الكلام، لأن الاختبار يتم عادة قبل الشراء لا بعده، إنه مستوى جسداني من التفكير. وأمّا العذر الثالث فكان بسبب الشهوة، ولكن المعتذر الثالث كان أكثر جرأة من الآخريْن، فكلٌ من الاثنين السابقين قال: «أسالك أن تعفيني»، وأمّا هذا فقد قرّر وصرّح بأنه لا يقدر أن يجيء!!... إذًا الحجج والبراهين والأعذار ليست منطقية ولا مقبولة بالتالي... أليس عجيبًا أن الملذات الجسدية هي التي تبعدنا عن الله؟ كالذي يمتلك جهازًا جديدًا، أو الذي يتزوج فيجد في المسرّة ما يشغله عن الله! هل يمكن استبدال الله ببعض المقتنيات كالحقول والبهائم والزوجات؟!! هل يمكن أن يصل حب الواحد لزوجته أكثر من حبه للمسيح فيعتذر لله عن انشغاله عنه؟! ويرى القدِّيس أمبروسيوس أن المعتذرين الثلاثة يمثلون محبَّة العالم بطرق متنوعة، الأول ينشغل بالأرضيات فيقتني لنفسه مسكنًا أرضيًا يشغله عن ملكوت الله، لذا جاءت وصيَّة الرب: «بع أملاكك…وتعال اتبعني» (متى 19: 21). وأيضًا شراء البقر يشير إلى الارتباك بأعمال العالم، لذلك ذبح إليشع فدّان بقر وسلق اللحم بأدوات البقر وأعطى الشعب ليأكلوا (ملوك الأول 19: 21). والثالث الذي تزوج يشير إلى من يهتم بما للعالم ليرضي زوجته (كورنثوس الأولى 7: 33). يمكننا أن نقول إن العيب ليس في الحقل (المسكن الأرضي)، ولا في البقر (العمل)، ولا في الزوجة (العلاقة الأسريَّة)، إذ يمكن للإنسان أن يتقدس جسده مع نفسه، وأن يكون بيته وعمله وأسرته مقدَّسين للرب، إنما العيب في الارتباك بهذه الأمور خارج دائرة الحب الإلهي والاهتمام بالميراث الأبدي. إن الذين استعفوا هم الذين سمعوا صوت الرب في مختلف العصور، والأعذار هي الأعذار، والحجج هي هي ذات الحجج، ولعل الرب قصد في مَثَل الوليمة والمدعوين ذلك مشيرًا إلى اليهود الذين رفضوا الدعوة فقبل الأمم. وحتى لو قُبِلت الاعذار فإنها لن تكون مبررًا للخلاص واقتناء الملكوت، هل إذا اعتذر طالب أنه لم يستطع المذاكرة لسبب المرض أو السفر يهبه هذا الاعتذار النجاح؟ قد يُعطَى فرصة أخرى ولكن وهو في الجسد فقط، وهكذا الذي يقدِّم أعذارًا لخطية وقع فيها أو جرم ارتكبه. إن القانون الفرنسي يعفي السارق من العقاب إذا سرق بسبب جوعه، وكذلك الأعراف تقضي في بعض المجتمعات بالتعاطف في قضايا الشرف، ولكن ذلك لا يغيّر من كون ما حدث هو خطية.. هناك فرق بين أن الله هو الذي يلتمس لك العذر ويسامحك، أو أنك أنت الذي تقدّم أعذارًا، وكذلك بالمثل لا تبرّر نفسك أمام الآخرين وإنما قد يبحثون لك عن مبرر. لا يوجد شخص لا يبرِّر نفسه، ولا يوجد تصرف أو خطية لا مبرِّر لها، فنحن نذكر الأسباب ونعتبرها عذرًا، ولكن هل هو عذر مقبول؟ وهل حتى إذا قُبِل العذر فهل يخلّص وينجّي؟ ما دمنا في الجسد فأمامنا فرصة جيدة للإصلاح، لقد برّر صاحب الوزنة الواحدة سلوكه ولكنه لم يُعفَ من المسئولية، كما حاول الناموسي أن يبرر نفسه فسأل من هو قريبي: «وأمّا هو فإذْ أرادَ أنْ يُبَرِّرَ نَفسَهُ، قالَ ليَسوعَ: "ومَنْ هو قريبي؟"» (لوقا 10: 29)، ولكن هناك أشخاص نبلاء يبادرون إلى تبكيت أنفسهم ولا يلتمسون الأعذار، منهم الابن الضال الذي بادر أباه قائلاً: «أخطأت...»، ومنهم القديس بولس الذي اعتذر بأدب لرئيس الكهنة والواقفين حوله: «فقالَ بولُسُ: "لَمْ أكُنْ أعرِفُ أيُّها الإخوَةُ أنَّهُ رَئيسُ كهَنَةٍ، لأنَّهُ مَكتوبٌ: رَئيسُ شَعبِكَ لا تقُلْ فيهِ سوءًا"» (أعمال 23: 5). [i]تحذير يوجّهه القديس بولس في رسالته إلى رومية إلى الذين يدينون غيرهم ويعتبرون أنفسهم أفضل من الآخرين، وقال إن الذي يدين غيره يحكم على نفسه أنه واقع تحت نفس الخطايا، وبالتالي لا عذر له، فهو ليس بارًّا يرشد الخطاة أو بلا لوم ليلقي هو اللوم وهكذا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
(عيد الحب) لنيافة الأنبا مكاريوس |
صغر النفس - لنيافة الأنبا مكاريوس |
الخادم والمخدوم لنيافة الأنبا مكاريوس |
فضيلة الوداعة لنيافة الأنبا مكاريوس |
عظة رسالة إلى الشباب لنيافة الأنبا مكاريوس |