12 - 03 - 2013, 04:51 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
<B> شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري
صموئيل ثاني 1 - تفسير سفر صموئيل الثاني
آية (1-7):-
وكان بعد موت شاول ورجوع داود من مضاربة العمالقة أن داود أقام في صقلغ يومين. وفي اليوم الثالث إذا برجل آتى من المحلة من عند شاول وثيابه ممزقة وعلى رأسه تراب فلما جاء إلى داود خر إلى الأرض وسجد. فقال له داود من أين أتيت فقال له من محلة إسرائيل نجوت. فقال له داود كيف كان الأمر اخبرني فقال أن الشعب قد هرب من القتال و سقط أيضًا كثيرون من الشعب وماتوا ومات شاول ويوناثان ابنه أيضا. فقال داود للغلام الذي اخبره كيف عرفت أنه قد مات شاول ويوناثان ابنه. فقال الغلام الذي اخبره اتفق أنى كنت في جبل جلبوع وإذا شاول يتوكا على رمحه و إذا بالمركبات والفرسان يشدون وراءه. فالتفت إلى ورائه فراني ودعاني فقلت هانذا.
لم يرسل داود أحدًا ليسأل عن نتيجة المعركة فهي معروفة مقدمًا. وربما خشى أن يظن أحد أنه متلهف على تولى العرش بموت شاول ورجاله. وهو فعلًا غير متلهف على ذلك.
الآيات (8، 9):-
فقال لي من أنت فقلت له عماليقي أنا. فقال لي قف علي واقتلني لأنه قد اعتراني الدوار لأن كل نفسي بعد في.
بحسب التقليد اليهودي فهذا الغلام هو ابن دُواغ الأدومى. هو شعر أن داود سيملك لا محالة فإختلق هذه الرواية الكاذبة المناقضة لما جاء في الإصحاح السابق ليتملق داود. وهو مزّق ملابسه ووضع عليها التراب. وهو يخبر داود بأن شاول ويوناثان ماتا أي لا وريث للعرش فهنيئًا لك. وحينما أراد أن يخبر داود بأنه قتل شاول لم يقل قتل يوناثان أيضًا فهو يعرف المحبة التي تربط بينهما. وحينما رأى علامات الضيق على داود أكمل "لأنى علمت أنه لا يعيش بعد سقوطه"= أي هو كان سيموت سواء فعلت ذلك أم لا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وليهنئ داود بالملك أعطاه إكليل شاول وسواره. وغالبًا كان مع دُواغ الأدومىوشاول في المعركة وحينما انتحر شاول أخذهما الغلام معهُ ويُقال أن دُواغ الأدومىهو الذي أوحى لابنه بهذه الفكرة ليضمن لهُ مكانًا في بلاط داود. والإكليل= عصابة ضيقة من الذهب حول خوذته. والسوار يوضع على الذراع. هي قصة كاذبة مختلقة لكنه جنى ثمرة كذبه وطمعه "كراهة الرب شفتا كذب .." (أم22:12 + يو45:8).
أية (10-13):-
فوقفت عليه وقتلته لاني علمت أنه لا يعيش بعد سقوطه وأخذت الإكليل الذي على رأسه والسوار الذي على ذراعه وأتيت بهما إلى سيدي ههنا. فامسك داود ثيابه و مزقها وكذا جميع الرجال الذين معه. وندبوا وبكوا وصاموا إلى المساء على شاول وعلى يوناثان ابنه وعلى شعب الرب وعلى بيت إسرائيل لأنهم سقطوا بالسيف. ثم قال داود للغلام الذي اخبره من أين أنت فقال أنا ابن رجل غريب عماليقي.
لم يفرح داود بموت شاول ولم يفكر في التشفى فيه ولا في المجد الذي سيعود عليه بموت شاول بل ندبه وبكى وصام إلى المساء لأجل شاول ويوناثان وكل الرجال الذين ماتوا في هذه الحرب. لذلك نفهم أن داود مع كل هذه الرقة حين يطلب الهلاك لأعدائه في مزاميره لا يقصد انتقامًا منهم ولا لمجد شخصي بل لمجد الله. (أم17:24، 18، 5:17) والإنسان الروحي عمومًا لا يفرح بما يحل بأعدائه من تعب فهو يطلب سلام الخليقة كلها وهكذا بكى المسيح على أورشليم الساقطة فحمل ظلًا للسيد المسيح.
أية (14-17):-
فقال له داود كيف لم تخف أن تمد يدك لتهلك مسيح الرب. ثم دعا داود واحدًا من الغلمان وقال تقدم أوقع به فضربه فمات. فقال له داود دمك على رأسك لأن فمك شهد عليك قائلًا أنا قتلت مسيح الرب. ورثا داود بهذه المرثاة شاول و يوناثان ابنه.
لم يتوقع الغلام مثل هذا السؤال فصمت وحكم بصمته على نفسه.
الآيات (18-27):-
وقال أن يتعلم بنو يهوذا نشيد القوس هوذا ذلك مكتوب في سفر ياشر. الظبي يا إسرائيل مقتول على شوامخك كيف سقط الجبابرة. لا تخبروا في جت لا تبشروا في أسواق اشقلون لئلا تفرح بنات الفلسطينيين لئلا تشمت بنات الغلف. يا جبال جلبوع لا يكن طل ولا مطر عليكن ولا حقول تقدمات لأنه هناك طرح مجن الجبابرة مجن شاول بلا مسح بالدهن. من دم القتلى من شحم الجبابرة لم ترجع قوس يوناثان إلى الوراء وسيف شاول لم يرجع خائبا. شاول ويوناثان المحبوبان والحلوان في حياتهما لم يفترقا في موتهما أخف من النسور واشد من الأسود. يا بنات إسرائيل ابكين شاول الذي البسكن قرمزا بالتنعم وجعل حلي الذهب على ملابسكن. كيف سقط الجبابرة في وسط الحرب يوناثان على شوامخك مقتول. قد تضايقت عليك يا اخي يوناثان كنت حلوا لي جدًا محبتك لي اعجب من محبة النساء. كيف سقط الجبابرة وبادت آلات الحرب.
هي مرثاة داود على شاول ويوناثان:هذه المرثاة هي قصيدة شعرية تكشف عن مشاعر الحب والإخلاص. وعجيب أن داود الذي عاش فترة طويلة مطاردًا من شاول يبكيه كأم تبكى ولدها. وقال أن يتعلم بنو يهوذا: حتى تبقى ذكرى شاول ويوناثان دائمة. وأسماه داود نشيد القوس ربما لسببين:-
1- ربما من أجل أنه ذكر قوس يوناثان المحبوب لديه (2صم22:1).
2- ربما إشارة إلى أن الرب رجل الحرب (خر3:15) وقوسه هم رجاله (زك3:9) فكأن يوناثان ببطولته وإيمانه كان قوس في يد الله يضرب أعداء الرب. (وهكذا كل مؤمن).
سفر ياشر: هو كتاب أدبي وليس من أسفار الكتاب المقدس (يش13:10) ويقال أن ياشر اسم مأخوذ من يشورون وهو اسم التدليل لإسرائيل المحبوبة.
الظبى يا إسرائيل= يقصد يوناثان فسرعة الحركة من أعظم سمات المحارب: ولكن مع سرعته وُجِدَ مقتول على شوامخك=أي على جبال إسرائيل. وداود يتعجب كيف حدث هذا: كيف سقط الجبابرة. جت= أعظم مدن الفلسطينيين وأشقلون= المدينة التي فيها أعظم هياكل عشتاروت يا جبال جلبوع لا يكن طل ولا مطر عليكن= هو يطلب من الطبيعة أن تحزن عليهما. ولا حقول ولا تقدمات أي ليكن ما في الحقول لا يستحق أن يقدم منه لله بل فلتكن بورًا. وهذا كلام شعرى لا يفهم حرفيًا بل هو مجرد تصوير عظم المأساة. في طرح مجن شاول بلا مسح بالدهن= فكانت العادة اليهودية أن يمسح السيف بالدهن قبل استعماله حتى يلمع. أي شاول قُتِلَ قبل أن يأخذ فرصة للحرب ولإظهار براعته وقوته. وعوضًا عن الدهن تلطخ مجن شاول بدمهِ= من دم القتلى وشحم الجبابرة. وحدث هذا بالرغم من أن شاول ويوناثان كانا جبابرة ولم ترجع قوس يوناثان إلى الوراء وهكذا سيف شاول. ولاحظ أنه يكثر من مديح شاول ونسى كل إساءاته. هذا لنقاوة قلبه. شاول ويوناثان لم يفترقا=إشارة لمحبة يوناثان لأبيه وأمينًا لهُ وسندًا لأبيه في حياته وها هو يموت معهُ ولم يفترقًا. ولقد تجاهل داود كل عيوب شاول ولم يذكر سوى حسناته.. البسكن القرمز والذهب بسبب انتصاراته في الحروب استقرت البلاد. والقرمز والذهب هو غنيمة المعارك. وحب يوناثان أعجب من محبة النساء. فالمرأة تترك بيت أبيها لتلتصق برجلها ويوناثان لم يخضع لمشورة أبيه في قتل داود حتى بالرغم من أنه سيفقد العرش وذلك لمحبته لداود.
</B>
|