03 - 03 - 2013, 05:01 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
<B> شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري
صموئيل الاول 24 - تفسير سفر صموئيل أول
الآيات (1-22):-
و لما رجع شاول من وراء الفلسطينيين اخبروه قائلين هوذا داود في بريةعين جدي. فاخذ شاول ثلاثة آلاف رجل منتخبين من جميع إسرائيل وذهب يطلب داود ورجاله على صخور الوعول. وجاء إلى صير الغنم التي في الطريق وكان هناك كهف فدخل شاول لكي يغطي رجليه وداود ورجاله كانوا جلوسا في مغابن الكهف. فقال رجال داود له هوذا اليوم الذي قال لك عنه الرب هانذا ادفع عدوك ليدك فتفعل به ما يحسن في عينيك فقام داود وقطع طرف جبة شاول سرا. وكان بعد ذلك أن قلب داود ضربه على قطعه طرف جبة شاول. فقال لرجاله حاشا لي من قبل الرب أن اعمل هذا الأمر بسيدي بمسيح الرب فامد يدي اليه لانه مسيح الرب هو. فوبخ داود رجاله بالكلام ولم يدعهم يقومون على شاول واما شاول فقام من الكهف وذهب في طريقه. ثم قام داود بعد ذلك وخرج من الكهف ونادى وراء شاول قائلًا يا سيدي الملك ولما التفت شاول إلى ورائه خر داود على وجهه إلى الأرض وسجد.و قال داود لشاول لماذا تسمع كلام الناس القائلين هوذا داود يطلب اذيتك.هوذا قد رات عيناك اليوم هذا كيف دفعك الرب اليوم ليدي في الكهف وقيل لي أن اقتلك ولكنني اشفقت عليك وقلت لا امد يدي إلى سيدي لانه مسيح الرب هو. فانظر يا ابي انظر أيضًا طرف جبتك بيدي فمن قطعي طرف جبتك وعدم قتلي اياك اعلم وانظر أنه ليس في يدي شر ولا جرم و لم اخطئ اليك وانت تصيد نفسي لتاخذها. يقضي الرب بيني وبينك وينتقم لي الرب منك ولكن يدي لا تكون عليك. كما يقول مثل القدماء من الأشرار يخرج شر و لكن يدي لا تكون عليك. وراء من خرج ملك إسرائيل وراء من أنت مطارد وراء كلب ميت وراء برغوث واحد. فيكون الرب الديان ويقضي بيني وبينك ويرى و يحاكم محاكمتي وينقذني من يدك.فلما فرغ داود من التكلم بهذا الكلام إلى شاول قال شاول اهذا صوتك يا ابني داود ورفع شاول صوته وبكى. ثم قال لداود انت ابر مني لانك جازيتني خيرا وأنا جازيتك شرا. وقد اظهرت اليوم أنك عملت بي خيرا لأن الرب قد دفعني بيدك ولم تقتلني.فاذا وجد رجل عدوه فهل يطلقه في طريق خير فالرب يجازيك خيرا عما فعلته لي اليوم هذا. والان فاني علمت أنك تكون ملكا وتثبت بيدك مملكة إسرائيل. فاحلف لي الآن بالرب أنك لا تقطع نسلي من بعدي ولا تبيد اسمي من بيت ابي. فحلف داود لشاول ثم ذهب شاول الى بيته واما داود ورجاله فصعدوا إلى الحصن.
عاد شاول من مطاردته للفلسطينيين وعاد ليطارد داود المختبئ في عين جدي والاسم يعنى صخور الوعول وهي صخور وعرة لا يقدر أحد أن يصل إليها سوى الوعول البرية والماعز الجبلى لذلك سميت هكذا. وتحمل شاول كل هذه المشاق لحقده على داود. وجاء إلى صير الغنم= وهي حظيرة غنم أو معزى يقيمها الرعاة عند باب كهف لإيواء الغنم في المطر والبرد. ودخل شاول كهفًا كبيرًا ليغطى رجليه= تعبير مهذب للقول يتبرز وكان داود ورجاله في ذات الكهف. ورجال داود دفعوه لقتل شاول لكنه رفض. وحين دخل شاول كان لا يستطيع الإبصار لظلمة الكهف ولكن داود ورجاله في الداخل وقد اعتادوا الظلامرأوه وعرفوه. وشاول كان قد خلع جبته واكتفى داود بقطع جزء من جبة شاول [كما قطع شاول جبة صموئيل رمزًا لقطع المملكة عن شاول] وعظمة داود تجلت في موقفين 1- رفض أن يمد يده إلى مسيح الرب بالرغم من أن شاول يسعى لقتله مرات عديدة 2- اكتفى بقطع جزء من جبة شاول وحتى في هذه فإن قلب داود ضربه على ما فعله. وهذا يعنى أن قلبه لامهُ بشدة أنه قطع جزء من جبة شاول (حساسية روحية فائقة) وتعبير قلبه ضربه أن ضربات قلبه تزايدت بشدة. ثم لاحظ سجود داود للملك في اتضاع وكلامهُ المملوء اتضاع لملك مرفوض لأنه مسيح الرب. [كثيرين يرفضون السجود للقديسين والأساقفة والبطريرك فماذا يقولون أمام هذا الموقف] والسجود هنا قطعًا توقير واحترام لمسحاء الرب وليس عبادة قطعًا. ولقد ارتفع داود في عيني الله والناس باتضاعه وفي (12) يقضى الرب بيني وبينك= هي أحسن ما يقولهُ المظلوم. وفي (14) كلب ميت= علامة للاحتقار.برغوث= علامة الضعف. ولكن مع كل هذا الاتضاع فقد أظهر داود شجاعته فهو خرج وراء الملك دون أن يهاب رمحهوسيفه أو جنوده. بل أظهر لهُ أنهُ هو الذي عفا عنهُ. لقد مارس داود المحبة الإنجيلية كما ينبغي. وأمام هذا الاتضاع انسحق الشيطان الذي في شاول فتصاغر شاول في عيني نفسه ودعا داود ابنه وبكى وشعر شاول بشره فقال أنت أبر منى بل أدرك أن الملك سيكون لداود وطلب الأمان لأولاده من داود. فالسلاح الرهيب الذي يهزم الشيطان هو الاتضاع كما حدث على الصليب.
</B>
|