|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سرقات أخري Sunday, 06 December 2009 البابا شنودة الثالث تحدثنا في المقال السابق عن أنواع من السرقات. واليوم نتحدث عن أنواع اخري. إن كنا نقول إن الطالب الذي يغش في الامتحانات, إنما يسرق نجاحا ليس له, فإننا نقول أيضا ان الاستاذ الذي يقسو بطريقة ظالمة علي طالب في الامتحان فيخفض درجاته, هو أيضا يسرق من هذا الطالب تفوقه. والعجيب انه لايستفيد لنفسه شيئا من هذه السرقة. إن العشور عند المسيحيين, والزكاة عند المسلمين, هي جزء من مالهم ليس لهم, وإنما للفقراء والمحتاجين وأعمال البر. فالذي لايدفعها لأصحابها يكون قد سرق منهم حقهم. بل يكون ايضا قد سرق من الله نفسه حقه في هذا المال. فإن لم يدفع العشور ولم يدفع الزكاة واستبقاها في جيبه, يكون ذلك مالا حراما عنده ليس من حقه ان يتصرف فيه. هناك سرقات في محيط التجارة, يظن فيها التاجر أنها مهارة منه وفن يوصلان الي أكبر ربح ممكن. ومن وسائل هذه السرقات الغش في التجارة كأن يبيع إنسان شيئا به تلف علي انه شيء سليم, مستغلا عدم اكتشاف الشاري للعيب الموضوع في هذه البضاعة. ما أنبل البائع الذي بكل امانة ينبه المشتري الي العيب او التلف الموجود في بضاعته. وحينئذ ستسمو منزلته في عين من يشتري منه ويثق به. وقد يقول البعض ان مثل هذا البائع سوف لايبيع. كلا انه سيبيع ولكن بثمن يناسب العيب الموجود في بضاعته. إنه ثمن أقل ولكنه مال حلال فيه بركة. أما لو أخفي العيب فإنه يكون قد سرق الفرق بين ثمن البضاعة التي فيها عيب والتي ليس فيها. ويمكن ان ينضم تحت عنوان بيع الأشياء التالفة علي انها سليمة, من يبيعك اشياء مستعملة مدعيا انها جديدة. او من يتفق معك علي صنف معين وعند التسليم يستبدله بشيء آخر اقل جودة او اقل قيمة. ومن الغش أيضا ان يبيع التاجر شيئا بغير اسمه: كأن يبيعك مثلا حريرا صناعيا علي اعتبار انه حرير طبيعي, وأنت غير خبير بالحرير وأنواعه! او يبيعك معدنا مطليا بقشرة من ذهب علي انه ذهب خالص وبسعر الذهب. ويدخل ايضا في هذا المجال بيع قطع الآثار المغشوشة او المقلدة ومصنعة.. اما اذا باعك اثارا حقيقية, فيكون امامه سؤال خطير وهو من اين أتي بها. ويكون حينئذ سارقا لهذه الاثار من الدولة, ويكون الشاري شريكا معه في السرقة, ومن الغش الواضح الصريح في التجارة, غش المكاييل والموازين والمقاييس. وهنا لايكون الغش في نوع البضاعة او جودتها, وإنما في مقدارها, إذ يأخذ المشتري كمية اقل من حقه. ويكون الذي ينقصه سرقة من البائع. هناك سرقة أخري في التجارة عن طريق الجشع ورفع الأسعار: وتكون هذه السرقة نوعا من الابتزاز لمال المشتري. إن الله يسمح للتأجر ان يكسب في حدود المعقول. اما الربح الفاحش المملوء من الجشع الخالي من الرحمة, فلا يوجد دين يقره. إنه سرقة مستترة. وقد تأتي هذه السرقة عن طريق الاحتكار: بأن يكون التاجر هو الصانع الوحيد او المستورد الوحيد لهذا الصنف, او الوكيل الوحيد المتعهد ببيعه. وعند إذن يفرض اسعارا باهظة مستغلا حالة المشتري. وهكذا ينهب اموال الناس, ويشترون وهم مكرهون ومضطرون. وقد تحدث مثل هذه السرقة عن طريق السوق السوداء. تحدث عندما يخزن البائع عنده البضاعة حتي تنفد من السوق. وقد يشتري هو نفسه منها ويظل يخزن الي ان تخلو منها باقي الاماكن. وعند اذن يكشف عن وجودها عنده, ويفرض سعرا خياليا لبيعها, مستغلا حاجة المشترين اليها, لكي يبتذ اموالهم ويكون سارقا لهم بطريق غير مباشر. فالسرقة تأتي عن طريق الاستغلال. إذ يستغل التاجر انه البائع الوحيد, وأن المشتري محتاج, وعامل الوقت في صالحه. فيفرض سعرا ويرغم المشتري علي دفعه. وتكون الزيادة الفاحشة نوعا من السرقة. توجد أمور أخري تدخل في نطاق السرقة مثل التلاعب بالأسواق. كما يفعل بعض التجار في المضاربات. إذ يرفعون الأسعار احيانا ويخفضونها احيانا اخري. وفي خلال ذلك يضيع كثير من التجار الصغار. وتبتز اموالهم لصالح المضاربين الكبار. ويدخل في نطاق السرقة أيضا: المشروعات الاقتصادية الوهمية, التي تجمع منها أموال الناس بدعايات مغرية, يتضح فيما بعد انها انواع من النصب تهدف الي السرقة. ويدخل في مثل هذا النصب, الوعد بتدبير عمل خارج البلاد, وتدبير السفر بالغش وأخذ اموال مقابل ذلك. وينتهي الامر الي لاشيء!! ومن انواع الغش في غير مجال التجارة: الغش في الزواج: كأن يتزوج إنسان فتاة علي انها بكر, ويكتشف انها غير ذلك. وأمثال هذه الزيجة تنتهي غالبا الي البطلان. ومن الغش في الزواج ايضا بعض امور مالية عديدة ليس مجالها الآن. وهناك انواع من الغش تدخل في مجال الطب. مثل سرقة الاعضاء. كأن يسرق جراح عضوا من مريض لاستغلاله في علاج مريض آخر. وهذا امر نادر ولكنه يحدث احيانا.ومن الخطورة ايضا الغش في الدواء وخصوصا إذا كانت تتوقف علي ذلك حياة إنسان. مثال ذلك ماينقل الي جسد المريض من دم ملوث علي انه دم سليم مفيد! أو يتناول ادوية تكون فاقدة العنصر الاساسي فيها الفعالة.. إن الغش في الدواء الذي يؤثر علي حياة الإنسان يجب ان يكون القانون حازما جدا في معاقبته. لانه يختلف جوهريا ومصيريا عن الغش في احدي السلع. وهناك سرقة ايضا يقع فيها المشتري وليس البائع. وذلك عن طريق التشدد الزائد في الثمن لكي يأخذ بأرخص مايمكن, وقد يكون ذلك مع بائع فقير في احتياج ان يبيع بضاعته باي ثمن من اجل ان يحصل علي قوته الضروري. ان كثيرا من المساومات مع الباعة الفقراء تدل علي قساوة في قلب المشتري. |
24 - 08 - 2016, 11:21 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: سرقات أخري Sunday, 06 December 2009
العظة مفيدة جداً
ربنا يبارك خدمتك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|