أشعياء
عاش أشعياء في أورشليم في القرن الثامن ق م. والسفر المسمى باسمه هو واحدٌ من أقوى كتب النبوة في العهد القديم. ففيه صورة مؤثرة لقوة الله، ورسالةُ رجاء لشعبه. ويروي الأصحاح السادس دعوة أشعياء إلى النبوة. وقد دامت مدة ممارسته النبوة أكثر من أربعين عاماً.
تنتمي الأصحاحات 1- 39 إلى الفترة التي كانت فيها مملكة يهوذا في الجنوب تحت خطر أشور، وهي القوة العُظمى في عالم الكتاب المقدس آنذاك. ولكن أشعياء نبه الشعب إلى أن الخطر الحقيقي الذي يتهدد الأمة هو خطاياهم وعصيانهم لله. فقد أخفقوا في الاتكال على الله. ودعا أشعياء الأمة للعودة إلى الله، ولإصلاح القضاء وتقويم السيرة. فإن هم لم يلبوا الدعوة لا بد أن يدركهم الهلاك. وقد تطلع أشعياء أيضاً إلى زمنٍ آتٍ يعم فيه السلام العالم. فإن سليلاً عظيماً من نسل داود سوف يصبح هو الملك المثالي الذي يفعل مشيئة الله.
أما الأصحاحات 40- 55 فتصور سبي يهوذا في بابل، حيث يبدو الشعب بلا رجاء. غير أن النبي تحدث عن وقتٍ فيه يحرر الله شعبه ويردهم إلى أورشليم. ونلاحظ هنا تشديداً على أن الله يسيطر على أحداث التاريخ. وحديثاً عن استخدامه تعالى لشعب العهد القديم كي يؤتي جميع الأمم رجاءً مجيداً. ويحتوي هذا الجزء من السفر على عدة مقاطع يتطلع النبي فيها مجيء "عبد الرب" الذي على يديه يتحقق الرجاء.
ثم تشكل الأصحاحات 56- 66 قسماً مستقلاً، وهي موجهة إجمالاً إلى الذين عادوا من السبي واستقروا في أورشليم. هنا يطمئن النبي الشعب إلى أن الله سوف يفي بوعده. إلى أنه يدعوهم أيضاً إلى البر والاستقامة ويعلمهم أن يحفظوا السبت كما ينبغي لهم، وأن يقدموا الذبائح، وأن يصلوا.