|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«بِعَدَمِ الْحَطَبِ تَنْطَفِئُ النَّارُ» (أمثال20:26). يتنازع رجلان فيما بينهما، فيقذف أحدهما الآخر بانفجار غضب، ويرُدُّ الآخر بجواب سريع لاذع، ويتَّهم أحدهما بعنفٍ ويُرجِع الآخر الإتِّهام بعنفٍ أشَد، ولا ينوي أي منهما التوقّف لئلاّ يُعتَبر صمته ضعفاً أو هزيمة، وبالتالي تتأجَّج النار ويُنفَث عُباب الكراهية في الإتجاهين. لكن في مشهدٍ آخر، يقذف أحد الرجال وابلاً كلامياًّ ضد خصمه، لكنه لا يتلقّى أي ردٍّ في المقابل، يحاول الأول أن يفاقم عِداءه ويهيِّج الإفتراء والخِزيّ، لكن الرجل الآخر يرفض الإنضمام للمشاجرة، أخيراً يُدرك الخَصم أنه يَهدُر وقته سدى، فهو ينسلّ مُبتعداً ومتمتماً وشاتماً، تنطفئ النار لأن المُتَّهم رفض أن يزيدها وقودا. غالباً ما كان الدكتور ه.أ ايرونسايد يواجه أناساً في نهاية الإجتماع يرغبون في مجادلته بخصوص شيءٍ قاله، وعادة ما كانوا ينتقون تفاهات وليس نقاشاً في عقائد أساسية، فكان يستمع للشخص بكل صبر إلا أن يتوقف ليأخذ نفساً، عندها كان الدكتور ايرونسايد يقول «حسناً، أيها الأخ، عندما نصِلَ إلى السماء يكون أحدنا صادقاً والآخر على خطأ، ربما أكون أنا على خطأ»، كانت هذه الإجابة تحرّر الدكتور دوماً لكي يتحدّث إلى شخص آخر. كيف نواجه الإنتقادات؟ هل ندافع عن أنفسنا، أو أن نردَّ الواحدة بالمثِل، ونمطر الآخر بكل أفكارنا السلبية التي احتفظنا بها ضده؟ أو هل نقول بكل هدوء، «أيها الأخ، أنا مسرور أنك لا تعرفني جيّداً وإلاّ لكنت تجد أموراً أكثر لتنتقدها؟» إنَّ جواباً كهذا قد يطفئ نيراناً كثيفة. أعتقد أن معظمنا قد استلم رسالة في وقت ما كادت أن تنسفنا وبحق عن وجه الأرض، وكردٍّ طبيعي منا في وقت كهذا أن نجلس لنخطَّ إجابة مريرة ولاذعة من شأنها أن تؤجِّج النار وسرعان ما تأخذ الرسائل المسمّمة بالتناقل. ألا يكون من الأفضل لو كتبنا إجابة بسيطة واحدة «أخي العزيز، إن كنت تريد محاربة أحدٌ، فأرجوك، حارب الشيطان»؟ الحياة قصيرة جداً كي نمضيها في الدفاع عن النفس إو في الخصام أو في تبادل الكلمات الساخنة، فهذه الأشياء تحول بيننا وبين ما هو أهمّ وتصبح لهجتنا أقلَّ روحانية وتُضعِف شهادتنا. قد يحمل الآخرون ناراً لإشعال النار عن عمد، لكن نحن من يسيطر على الوقود، فعندما نرفض إضافة الوقود إلى النار، فإنها تنطفئ. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|