على درب أبيه
حرص أرساني أن يكون قُدوة لابنه الصغير مينا في كل تصرفاته، فكان يصلي كل صباح ومساء، وقبل الأكل وبعده. كان حريصًا أن يكون دائم البشاشة، مرحًا، يقدم كل محبة لزوجته وابنه حتى يشعر مينا بالدفء العائلي. وفي عيد الميلاد المجيد انطلق الأب المحب يزين بيته بل والشارع بزينات الكريسماس، وإذ انطلق إلى حديقة بيته يزينها، وكان قد أهمل تنظيف ممراتها من الثلج، بدأ يسير بحذر يحمل الزينات. فجأة سمع ابنه مينا وراءه يناديه "بابا، سأساعدك في وضع الزينات". اضطرب الأب جدًا إذ تطلع إلى خلفه ليرى ابنه يسير وراءه فرحًا.
إذ لاحظ مينا علامات اضطراب والده ابتسم قائلاً: "بابا، إنني أسير في طريق آمن، إني أسير على إثر خطواتك تمامًا". عندئذ أمسك أرساني بيد ابنه وشعر بالمسئولية أنه كان يجب أن ينظف الممرات من الثلج، لأن ابنه حتما يسير في طريق أبيه.
قد يكون آباؤنا الجسديون أو الروحيون أمثلة حيَّة لكن ليس في كل شيء، أما مسيحنا فهو "الطريق و والحياة". هو وحده المثال الكامل لنا، لنتطلع إليه ولنسر على أثر خطواته بلا خوف، إنه يحملنا فيه، ويعبر بنا في آمان إلى حضن أبيه! قصة للقمص تادرس يعقوب ملطى
منقول