|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
موسوعة اقوال القديس أنطونيوس الكبير 1- خلق الكل لأجلي. + العالم تصونه العناية الإلهية إذ لا يوجد مكان لا تدركه هذه العناية . والعناية الإلهية هي تنفيذ مواعيد الكلمة الإلهية الذي يهب شكلاً للمادة التي يتكون منها هذا العالم وهو المهندس والفنان لهذا كله. فالأشياء ما كان يمكن أن تأخذ جمالها لولا فطنة قوة الكلمة الذي هو صورة الله(الأب) وعقله وحكمته وعنايته. + لماذا خلق الإنسان؟ لكي يمجد الله . يري خلال الخليقة الله الذي أوجدها من أجله. + إن أخطر أمراض النفس وأشر الكوارث هو عدم معرفة الله الذي خلق الكل لأجل الإنسان ووهبه عقلاً وأعطاه كلمة(نطقا) بها يسمو إلي فوق وتصير له شركة مع الله ، متأملاً وممجداً إياه. الحب الإلهي والوصية. 2- الوصية والحرية. + الله كصالح ومحب وهب الإنسان حرية بخصوص الخير والشر واهباً إياه عقلاً به يقدر أن يعاين العالم وكل ما فيه فيعرف الله الذي خلق لأجله كل شيء . أما الإنسان الشرير فإنه قد يرغب في هذا (معرفة الله) لكنه لا يفهم بل يهلك بعدم إيمانه وبتفكيره المناقض للحقيقة. هذه هي حرية الإنسان فيما يختص بالخير والشر ! 3- الوصية والأبوة . + أعلموا أن من يخشى الله ويحفظ وصاياه فهو عبد لله وليست هذه عبودية بل حرية . إنها تحرر من الرق ووصول إلي أرث الإبن . من أجل هذا اختار ربنا الأنبياء والرسل وأتمنهم على البشري الرسولية وصاروا مربوطين بيسوع المسيح كما شهد بولس الرسول عن ذاته قائلاً (إني أسير يسوع المسيح رسولاً).. إذ اقتربنا من النعمة عندئذ يقول لنا ربنا يسوع المسيح كما قال لتلاميذه:ـ لست أدعوكم الآن عبيداً بل أحباء وإخوتي . لأني كلما سمعته من أبي أعلمكم به فالذين يعيشون في النعمة يعرفون بالروح القدس لذة تقيدهم بالله . فيصرخون قائلين إننا لم نقبل روح العبودية فنخاف بل روح البنوة الذي به ندعو الأب أبانا وإن كنا بنين فنحن ورثه الله وشركاء ميراث القديسين. الصليب ومفهوم الموت. 4- لنغبط المنتقلين. + الموت بالنسبة للذين يفهمونه خلود أما بالنسبة للبلهاء الذين لا يفهمونه فهو موت . فيجب علينا ألا نخاف هذا الموت ، بل نخاف هلاك النفس الذي هو عدم معرفة الله هذا هو ما يرعب النفس بحق. + يستحيل علينا أن نهرب من الموت بأي وسيلة وإذ يعرف العقلاء بحق هذا يمارسون الفضائل ويفكرون في حب الله ويواجهون الموت بلا تنهدات أو خوف أو دموع مفكرين في أن الموت أمر محتم من جهة ومن جهة أخري أنه يحررنا من الأمراض التي نخضع لها في هذه الحياة . رسم علامة الصليب . 5- قوة علامة الصليب . + حيث وجدت إشارة الصليب ضعف السحر ، وتلاشت قوة العرافة. مع المسيح صلبت . إلي متي نستهين بصليب المسيح أو إلي متي نحتقر العهد؟ العهد الجديد على الصليب مزق الرب الصك الذي علينا الذي كتبناه بإرادتنا وبمحض إختيارنا بالدم للشيطان حيث كنا مدينين له بكل شيء من أجل الخطية ولذتها ... مزق الرب هذا الصك واشترانا لله بدمه(رؤ9:5) وكتب على الصليب عهداً ... فيه يتعهد الرب بتحريرنا وانعتاقنا من العبودية ... هذا هو العهد الجديد الذي قام الرب من جانبه ببذل ذاته عنا أما من جهتنا فنلزم أن نمجده في أجسادنا وأرواحنا التي هي لله ، إذ كما يقول الرسول(لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله)"1كو20:6". تاريخ العهود مع الله العهود بين الله والإنسان قديمة قدم الإنسان. 1- العهد الأول:ـ وإن لم يرد ذكر كلمة (عهد) لكن كان هناك عقد يتعهد فيه الله من جانبه أن يعطيه حياه وسلام وخلود وما كان على الطرف الثاني إلا أن يقبل حب الله فيه فيتمتع بكل البركات ويبقي في حضن الله دون أن ينفصل عنه بكسره الوصية السهلة لكن آدم نقض العهد. 2- العهد الثاني:ـ أقام الله عهداً مع نوح(فها أنا آت بطوفان الماء على الأرض لأهلك كل جسد ولكن أقيم عهدي معك)"تك18،17:6". أقام العهد مع نوح إذ أراد أن يهلك العالم ولكنه يعطي حياة للداخلين إلي الفلك. كان كل إلزام نوح وبنية ... أن يدخلوا الفلك تاركين العالم . هذا العهد يرمز للعهد الجديد الذي فيه يتعهد الله بإنقاذ كل نفس تترك محبة العالم وتدخل في الكنيسة الفلك الحقيقي. 3- العهد الثالث:ـ مع إبراهيم أبرم الله عقداً فيه يجعله أمه عظيمة ويباركه ويعظم اسمه ويجعله بركة مقابل أن يترك إبراهيم أرضه وعشيرته وبيت أبيه لأن هؤلاء جميعهم تركوا عبادة الله وانحرفوا إلي عبادة الأوثان. 4- العهد الرابع:ـ وعاد الرب ليعقد مع إبراهيم عهداً إذ يقول له الرب (أنا الله القدير. سر أمامي وكن كاملاً . فأجعل عهدي بيني وبينك وأكثرك كثيراً جداً...)تك17 . وعلامة العهد أن يختن كل ذكر إبن ثمانية أيام وليد البيت والمبتاع بفضه من كل إبن غريب ليس من نسله (تك17) ومن لا يختن ينزع من شعب الله. 5- العهد الخامس:ـ وأول عهد مكتوب قدمه الله في لوحي العهد على يدي موسى النبي وكان هذا العهد يحفظ في تابوت العهد الذي يمثل الحضرة الإلهية ... هذه صورة مبسطه للعهد الذي أقامه الله مع الإنسان وكان المتقدم به هو الله لا الإنسان لا لأجل نفع خاص به بل من أجل محبته لنا لأنه لا يريد موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا ... وضع العهد الشفهي أو المكتوب لأجل حياة الإنسان لكن إذ كان الإنسان ينكص بالشروط كان يتأكد بالأكثر من موته .. لذلك تقدم الابن الوحيد كوسيط لعهد أعظم(عب10:9،6: وتقدم بدمه مبذولاً في يوم خميس العهد مقدماً إياه حياة أبدية لمن يتناول منه. هذا العهد الذي ارتبط به الرب من قبيل حبه للإنسان يربطنا نحن أيضاً كمؤمنين به لهذا في كل قداس يذكرنا الكاهن بالعهد وهو أن نبشر بموت الرب ونعترف لقيامته وفي سر العماد يلتزم المعتمد على لسان أشبينه بهذا العهد الذي له جانبان جانب سلبي يتعهد فيه قائلاً ( أجحدك أيها الشيطان وكل أعمالك الشريرة...) وجانب إيجابي يتعهد فيه (أعترف لك أيها المسيح إلهي... وكل نواميسك المخلصة...) نعود مرة أخري فنقول انه في كل عهد وإن كان الله هو الذي يتقدم به لأجل حياتنا ونفعنا لكن نحن نرتبط به وألا نفقد بركاته ونصير تحت حكم الموت. وبمقدار ما يعلن العهد أعماق حب الله العملي تزداد دينونتنا إن تهاونا بعمله ورفضنا التجاوب معه إذ يقول الرسول (من خالف ناموس موسى فعلي شاهدين أو ثلثة يموت بدون رأفة فكم عقاباً أشر تظنون أنه يحسب مستحقاً من داس ابن الله وحسب العهد الذي قدس به دنساً وإذدري بروح النعمة (فأننا نعرف الذي قال لي الانتقام الذي قال لي الانتقام أنا أحازي يقول الرب وأيضاً الرب يدين شعبه مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي).عب28:10-31. + الله الأب في صلاحه (لم يشفق على ابنه (الوحيد) بل بذله رو32:8 لكي يحررنا من خطايانا وأفعالنا الأثيمة . وإذ وضع ابن الله نفسه لأجلنا شفانا من شرور نفوسنا ووهبنا الخلاص من خطايانا. وأنني أنصحكم باسم ربنا يسوع المسيح أن تحفظوا في عقولكم وتعلموا هذا التدبير العظيم.. أن الله الكلمة تشبه بنا في كل شيء سما عدا الخطية. وأنه يجب على من وهبوا (عقلاً) أن يدركوا هذا بعقلهم (فهمهم الروحي) مجاهدين أن يتحرروا (من الخطية) في أعمالهم الفعلية وذلك بصلاح الرب القادم إلينا. والذين يستفيدون من هذا التدبير هم بحق عبيده لكن هذا الوضع (عبيد) ليس فيه كمال . إذ الكمال يقودهم إلي البنوة وهو تكريس يأتي في حينه. هكذا عندما رأي ربنا يسوع المسيح أن تلاميذه قد اقتربوا من قبولهم البنوة وقد عرفوه وتعلموا من الروح القدس قال لهم( لا أعود أسميكم عبيداً ... لكني قد سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي) "يو5:15" . فالذين أدركوا ما قد آلوا إليه في المسيح يسوع صرخوا قائلين (لم نأخذ روح العبودية أيضاً للخوف بل أخذنا روح التبني الذي به نصرخ يا أبانا الأب) (راجع رو15: . فإن فشل الإنسان في إظهار استعداد كامل وغيرة للقيام (من الخطية) فليعلم مثل هذا أن مجيء ربنا ومخلصنا يكون دينونة عليه لذلك قال سمعان منذ البداية(إن هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين.. ولعلامة تقاوم) لو 34:2 وقال الرسل من بعده (لهؤلاء رائحة موت لموت ولأولئك رائحة حياة لحياة) "2كو16:11" . الصعود وملكوت السموات 5- أرسل لنا الروح القدس يهيئنا للملكوت على الصليب اكمل الفداء وبالقيامة أعلن الأب قبول الذبيحة عنا وأوضح لنا الابن انه مات لا عن ضعف بل من أجل إقامتنا وإذ صار لنا حق التمتع بالملكوت ... لكن كيف نتمتع به ؟ لقد أرسل لنا الروح القدس واهب الشركة يهبنا باستحقاق دم الابن المصالحة مع الأب وهو الذي يقدسنا ويقودنا في طريق الملكوت حتى نهايته الأمر الذي نرجئه إن شاء الرب وعشنا إلي الباب التالي مكتفين بأحد أقوال القديس أنبا أنطونيوس الكبير عن عمل الروح القدس في حياة المؤمن من جهة تقديس نفسه وجسده وتهيئته للتمتع بالملكوت. + إن الجهاد للحصول على النقاوة الكاملة يتطلب جهاد النفس والجسد معاً في أعمال التوبة بتناسق وتساو. فإذا وهب العقل نعمة ما يستطيع عندئذ أن يصارع ضد الشهوات بلا هوادة أو تراخ ويتقبل أفكار الروح القدس وتوجيهاته وتعزياته ويستطيع أن يطرد عن النفس الميول الدنسة النابعة عن شهوات القلب . وبفضل الشركة بين عقل الإنسان أو نفسه والروح فإن الروح القدس يساعد على تنفيذ الوصايا التي تعلمها ويرشده لطرد كل الشهوات عن النفس، سواء الشهوات النابعة عن النفس ذاتها مستقلة عن الجسد أو الشهوات التي لحقت بها عن طريق الجسد . والروح القدس يعلم الإنسان أن يحفظ جسده كله ـ من الرأس إلي القدمين ـ في تناسق . فيحفظ العينين لتنظرا بنقاوة. ويحفظ الأذنين لتصغيا في سلام( أو تنصتا إلي الأمور الخاصة بالسلام) دون أن تتلذذا بالأحاديث عن الآخرين والافتراءات وذم الغير . ويحفظ اللسان لينطق بالصلاح فقط ، معطياً وزناً لكل كلمة فلا يسمح لشيء دنس أو شهواني أن يختلط بحديثة . ويحفظ اليدين لتتحركا طبيعياً فترتفعان للصلاة ولصنع الرحمة والكرم . ويحفظ المعده ليكون لها حدوداً مناسبة للأكل والشرب ، وذلك حسب القدر الكافي لقوت الجسد فلا يترك الشهوة أو النهم ينحرفا بها فتتعدي حدودها. ويحفظ القدمين ليسلكا ببر حسب إرادة الله ، بهدف القيام بالأعمال للصالحة. بهذا يكون الجسد كله قد اعتاد كل عمل صالح وصار خاضعاً لسلطان الروح القدس فيتغير شيئاً فشيئاً حتى يشارك ـ إلي حد ما ـ في النهاية صفات الجسد الروحي الذي يناله في القيامة العادلة. 6- قدم لنا وصية من أجل الملكوت . + لقد كتب الرسول بولس ( وأما الطعام القوي فللبالغين) "عب14:5. هؤلاء الذين بواسطة العمل المتواصل والجهاد ، تتدرب حواسهم وميولهم على التمييز بين الخير والشر وقد أحصوا كأبناء الملكوت وصاروا من عداد أبناء الله هؤلاء يعطيهم الله الحكمة والتمييز الحسن في كل أعمالهم فلا يقدر إنسان أو شيطان أن يخدعهم. + المجاهدون نحو الحياة الفاضلة وحياة الحب لله غيورون نحو فضائل الروح ينالونها كممتلكات تنتقل ملكيتها إلي أخر وتجلب الراحة الأبدية. الوصية تعرفنا الملكوت. الوصية هي كلمة الله عندما يلتصق الإنسان بها ويسير معها صاعداً على الجبل بعيداً عن العالم كمل فعل بطرس ويعقوب ويوحنا تتجلي الكلمة الإلهي وتغيرت هيئته قدامهم... هو لم يتغير لكن هيئته تغيرت قدامهم أي بالنسبة لهم قدر احتمالهم. هكذا تخفي الوصية الملكوت بكل أمجاده في داخلها وقدر ما يصعد الإنسان في أعماقها باتراً رباطات العالم يتكشف له الملكوت ويشرق . فالوصية التي يستثقلها كثيرون لأنهم يفحصونها بذواتهم ويحاولون تطبيقها بمجهودهم البشري هي نفسها موضوع لذة وفرح السالكين فيها بالروح غير باحثين فيها إلا عن ذاك الذي لا يكف عن المناداة قائلاً (أنا هو...) أقبلوني فيكم ومعكم... تعرفوا على في وصاياي . + لا يري أحد السماء ولا يقدر أن يعرف ما فيها إلا الذي يجاهد في الفضيلة (الوصية) فيعرف الله ويمجد ذاك الذي خلق السماء لأجل خلاص الإنسان وحياته. + الذهن الذي يحيا في نفس نقيه محبة لله (منفذه للوصية) يري بالحق الله غير المنظور ولا موصوف... يري الله الذي وحده طاهر بالنسبة للطاهرين. 7- علامات الملكوت. + على أي الأحوال فإن الرب من أجل محبته للبشر يرسل لهم أحياناً ضيقات حتى لا يتكبروا بل يكملوا مجاهدين وعوض الشجاعة يشعرهم بالثقل والضعف وعوض الفرح يشعرون بالحزن وعوض السلام والهدوء يشعرون بالهياج وبدلا من الحلاوة يشعرون بالمرارة وما على شاكلة هذا. هذا يحدث بالنسبة للذين يحبون الله ولكن بالجهاد والغلبة يصيرون شيئاً فشيئاً أقوياء وأخيراً إذ ينتصرون فإن الروح القدس يكون معهم في كل شيء ، ولا يعودون يخافون شيئاً رديئاً . + الذين يحبون الإلهيات ينقون قلوبهم من النجاسات ومن كل أعمال (ارتباكات) هذا الدهر الزائل فيبغضون العالم (أي ليس للأمور الزمنية مكان في القلب) وينكرون أنفسهم ويحملون الصليب تابعين الرب وسالكين حسب إرادة الله في كل شيء لذلك يسكن الله فيهم معطياً إياهم فرحاً وعذوبة يغذيان النفس ويقوتانها ويجعلانها تنمو فكما أن الأشجار لا تقدر أن تنمو بدون ماء طبيعي هكذا النفس أيضاً لا تنمو ما لم يكن لها عذوبة سمائية أي تقبل الروح القدس(يعمل فيها) وتروي بالعذوبة السمائية. + من يحب بحق أن يعيش بحسب الإنجيل يهدم بداياته حالته ونهايتها ويمارس كل فضيلة بالكلام والعمل .. إنه يتحرر من كل مضايقات الشهوات وإذ يتحرر عقله من هذا الصراع يمتلكه رجاء السعادة العتيدة ولا يعرف شيئاً سوي الفرح الدائم الذي يغذي النفس. مواهب تقوية . 8- الفرح غذاء الروح للنفس. كما أن الجسد يحتاج إلي الرضاعة من لبن الأم حتى يقتات وينمو هكذا النفس التي تولد من الماء والروح تحتاج إلي أن تقتات بالروح دوماً... فالروح هو غذاؤها يعطيها ذلك اللبن الذي هو الفرح (وأما ثمر الروح فهو محبة فرح)"غلا22:5" . ليس فرحاً عالمياً يقوم على أمور زمنية فانية لكنه فرح نابع من الكشف لها عن ملكوت السموات وإعطائها أن تتذوق عربونه وفي نفس الوقت ينزع يأسها معطياً إياها رجاء في الحياة الأبدية وإمكانية للحياة في السماويات وهي لا زالت على الأرض. + كما أن الأشجار إن لم تشرب من الماء لا يمكنها أن تنمو هكذا النفس إن لم تقبل الفرح السماوي لا يمكنها أن تنمو وتصعد إلي العلاء. أما النفوس التي قبلت الروح والفرح السمائي فهي التي تستطيع الارتفاع إلي العلاء، ... فقد انكشفت لها أسرار ملكوت السموات وهي بعد في هذا الجسد. ووجدت دالة قدام الله في كل شيء ؛ وكملت لها جميع طلباتها. + النفس دائماً تتربي بهذا الفرح وتسعد به وبه تصعد إلي السماء فهي كالجسد لها غذاؤها الروحي. كما أن الجسد قوامه وثباته الخبز والماء أو ما أشبة ذلك منذ بدايته حتى نهايتها فالطفل يتربى بلبن أمه وبعد ذلك يتربى بالطعام الخفيف ثم يتدرج يوماً فيوماً إلي أن يقوي ويكبر قلبه على أعدائه المقاومين له فإن أصابه مرض حرمه الغذاء وضعفت بنيته فيقوي أعداؤه عليه ويغلبونه فلا يجد حيله على قهر أعدائه إلا بامتلاك الصحة فيسعى إلي طبيب حاذق ويستعمل العلاج هكذا بالنسبة لنفس الإيمان إن لم يكن فيها فرح الله فإنها تكون مريضة مصابة بجراحات خبيثة فإن اجتهدت في طلب إنسان خادم الله وعادت إلي الطبيب الروحاني وتمسكت به فإنه يشفيها من آلامها وتقوم من مرضها وتعود إلي ذلك الفرح الذي هو طعامها وعندئذ تقدر أن تقاوم أعداءها أي الأرواح الشريرة وتغلبهم وتدوس كل مشوراتهم وتتكمل بالفرح. الروح القدس والقداسة 9- تقديس الجسد. الجسد الذي نتن منه مع الرسول القائل(ويحي أنا الإنسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت)"رو24:8 لأنه ليس ساكن فيه شيء صالح(رو18:5)... هذا الجسد متى سلم في يدي الروح القدس لا يصير ثقيلاً على النفس بل عبداً وخادماً لها في طريق الملكوت . فإذ دهن كل عضو من أعضاء الجسد تقدس هو وكل حواسه وطاقته وختم بختمّ الروح.. وصار متى أقمع مستعبداً للروح أي عبداً نافعاً للنفس. لكن متى اختلست العين ـ التي مسحت بالميرون وتقدست للرب نظرة من وراء الروح فيما لأعمال الجسد... يصير للشيطان شيئاً في داخل الجسد ويكتسب معركة عنيفة تصير سبب قلق للفكر والقلب والحواس ويحتاج الإنسان إلي دموع وانسكاب في توبة صادقة حتى يسترد بالروح القدس ما قد خسره ... وما قلته عن العين أقوله عن الأذن واليد والرجل واللسان وكل عضو من أعضاء الجسم... متى أنحرف مستهيناً عن أداء عمله إرتبك الجسد وانحرف نحو مملكة الشيطان بعيداً عن ملكوت المسيح إلي أن يستعيد الإنسان حياته بالتوبة... وما أقوله عن الأعضاء والحواس ، أقوله عن الغرائز ، متى انحرفت غريزة عن عملها أساء إلي كيانه كله القائم على عمل الروح القدس فيه. الروح القدس يقدس كل طاقة لتعمل من أجل العرس السماوي فتصلب طاقات الإنسان لتحيا بالمسيح يسوع العريس الحقيقي. فتتوجه غريزة الحب وكل العواطف من أمومة وأبوة وأخوة نحو حب الرب وحب الخليقة في الرب يسوع. ومن جهة دافع الغضب ، يقوده الروح القدس ضد الخطية والشر لا ضد الآخرين. ومن جهة الخوف يقوده الروح القدس ليكون للإنسان مخافة الرب لا خوف الشياطين أو العبيد أو الخوف من الناس أو على المستقبل. ومن جهة الشجاعة تكون بالروح القدس في الحق من أجل البنيان لا الهدم والتحطيم... الخ. + وهكذا إذ لكم هذا الجسد الذي صار مذبحاً يقدم عليه البخور لذلك ضعوا عليه كل أفكاركم ومشوارتكم الشريرة قدام وجه الرب رافعين عقولكم وقلوبكم إليه متوسلين أن يرسل ناره المقدسة لتحرق كل ما هو على هذا المذبح وتنقيه فيخافكم خصومكم(الشياطين والخطايا...) كهنة البعل ـ ويهلكون على أيديكم كما حدث مع إيليا النبي (1مل25:18..الخ) حينئذ تشاهدون المعزي القدوس في الماء الإلهي (المعمودية) الذي يمطر عليكم بمطر روحي. ( أقوال القديس انطونيوس الكبير ) حبّـــنا للعَروسُ جَماعَة المؤمنين + الذي يحب الرب فهو يحب الكل. فيا أولادي الأحباء لا تكلموا ولا تملوا من محبة بعضكم لبعض. بل اجعلوا هذا الجسد الذي تلبسونه مجمرة ترفعون فيها جميع أفكاركم ومشوراتكم إلى الرب يرفع عقولكم إليه وتقديم قلوبكم له واطلبوا منه أن يوقد فيكم نار محبته لتحرق كل ما في تلك المجمرة وتطهرها فيخاف منكم كهنة البعل المضادين ويهربون من أمامكم وحينئذ كإيليا الغبي تشاهدون سحابة فوق بحر هذا العالم تمطر ماء الحياة. حبــّـنا للخروفُ الضـّال كيـَف أخـُـدم؟! + كما أن المياه الأسنة تجعل حتى أحسن الخمور غير صالحة للشرب كذلك المناقشات الشريرة تفسد الناس الفضلاء في السيرة ولذا حينما تقابل إنسانا يحب المجادلة ويتناقش معك ضد ما هو حق وواضح من ذاته فاقطع الحديث وانسحب عنه سريعا. علامات حبــّــنا للأقرباء أسباب الغضــبُ + أحسن على كل احد وإن لم تقدر فأحب ك احد وإذا لم تستطيع فلا أقل من أن لا تبغض أحداَ ولن يتيسر لك شيء من ذلك مادمت تحب العالميات. علاج الغضــبُ + ينبغي لمن يشتم أن يعتقد في نفسه أنه هو السبب في شتمه لسوء فعله فيصبح الشاتم مذللا له من الخارج في الوقت الذي يذلل فيه نفسه بنفسه في الداخل مثله في ذلك داود النبي الذي منع أصحابه من قتل شاتمه إذ قال دعوه فإن الرب جعله يشتمني دعوه حتى ينظر الرب ذلي ويرحمني؟ حول موضوع الغضــبُ + إذ تعلم الشياطين أن كل من يحب أخاه فهو يحب الله لذلك يخدعوننا تحت ألف حيلة ومكر حتى يبغض كل منا الآخر إلى أن يصبح الواحد منا في حالة لا يريد فيها أن ينظر أخاه أو يشتهيه أو يكلمه بكلمة واحدة وذلك كله لبغضهم الفضيلة. خطورة الإدانة 2- تمنع عنا نعمة الله. لو دققت في حياتك تجسد أنك تسقط في الخطية التي تدين فيها أخاك بمجرد أدانتك له لأن نعمة الله لا تحفظ المتكبرين على أخوتهم. + لا تفتر على أخيك ولو رأيته عاجزا عن أتمام جميع الفرائض لئلا تقع في أيدي أعدائك وتفعل الخطية التي فعلها. + إياك أن تعيب أحداَ من الناس لئلا يبغض الله صلاتك. الصداقــــــة + ابتعدوا عن كل الذين لهم اسم رهبان بتولين وليس فيهم روح الحكمة والإفراز لأنكم إذا خالطتوهم لا يدعونكم تتقدمون بل يطفئون نار المحبة فيكم لأن ليس منهم إلا برودة لنه مكتوب في الرسول بولس لا تطفئوا الروح ولا ترذلوا النبوات واعلموا يا أولادي أن الروح لا ينطفئ منا إلا بالكلام الباطل والمزاح وأعمال أخري كثيرة لا يمكنني أن اكتبها واحدة فواحدة. لكن إذا نظرتم مثل هؤلاء فلا تحتقرونهم بل اصنعوا معهم الخير ولا تخالطوهم لئلا يجذبونكم إلى الوراء. |
30 - 01 - 2013, 07:21 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: موسوعة اقوال القديس أنطونيوس الكبير
شكرا لموضوعك الجميل
|
||||
30 - 01 - 2013, 08:28 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة اقوال القديس أنطونيوس الكبير
شكرا على المرور |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
خالدون القديس أنطونيوس الكبير |
القديس أنطونيوس الكبير |
القديس أنطونيوس الكبير |
القديس أنطونيوس الكبير |
لقاء القديس إيلاريون الكبير مع القديس أنطونيوس |