|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مزامير المصاعد مزمور 124 موقف الشكر 1 [لَوْلاَ الرَّبُّ الَّذِي كَانَ لَنَا]. لِيَقُلْ إِسْرَائِيلُ: 2[لَوْلاَ الرَّبُّ الَّذِي كَانَ لَنَا عِنْدَ مَا قَامَ النَّاسُ عَلَيْنَا 3إِذاً لاَبْتَلَعُونَا أَحْيَاءً عِنْدَ احْتِمَاءِ غَضَبِهِمْ عَلَيْنَا 4إِذاً لَجَرَفَتْنَا الْمِيَاهُ لَعَبَرَ السَّيْلُ عَلَى أَنْفُسِنَا. 5إِذاً لَعَبَرَتْ عَلَى أَنْفُسِنَا الْمِيَاهُ الطَّامِيَةُ]. 6مُبَارَكٌ الرَّبُّ الَّذِي لَمْ يُسْلِمْنَا فَرِيسَةً لأَسْنَانِهِمْ. 7انْفَلَتَتْ أَنْفُسُنَا مِثْلَ الْعُصْفُورِ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِينَ. الْفَخُّ انْكَسَرَ وَنَحْنُ انْفَلَتْنَا. 8عَوْنُنَا بِاسْمِ الرَّبِّ الصَّانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. لعلك لاحظت التسلسل المنطقى الواضح لترانيم المصاعد، فـفى مواقـعهم البعيدة واجه الحجاج محنة الغربة (مز120)، وفى الطريق إلى أورشليم قابلوا مخاطر وصعوبات السفر واختبروا مصادر المعونة (مز121)، ومع فرحة الوقوف على أعتاب أورشليم كان مشهد الوصول (مز122)، وداخل الهيكل رفعوا عيونهم إلى الله الساكن فى السموات لأنه مركز التوجّه (مز 123). ولعلك لاحظت أيضاً أن مز123 ينتهى نهاية "مفتوحة"، إذ أن كاتب المزمور لم يضع خاتمة، وكأنه بذلك يقصد أن يحرك فكر القارئ أو السامع ليضع هو النهاية بنفسه. وحقيقة الأمر أنه يمكننا القول إن هذه النهاية المنطقية المطلوبة لمزمور 123 نستطيع أن نجدها فى المزمور التالى 124 الذى نتأمل فيه الآن. إن هذا المزمور يصور تدخل الله المعجزى والمفاجئ لإنقاذ شعبه من المحن التى تواجهه، ولهذا يعبَّر الشعب من خلال هذا المزمور عن مشاعر الشكر العميقة التى ملأت قلوبهم. لذا فالمزمور عبارة عن ترنيمة شكر يشدو بها الشعب أمام الرب، وفى هذه الترنيمة يعرض الشعب سلسلة لوحات أو صور تبرز إنقاذ الرب لهم، ونجاتهم من أخطار شديدة بسبب تدخل الرب فى الوقت المناسب. وتتوالى هذه اللوحات أو الصور بسرعة لاهثة لكى تعبّر عن الأزمة والأخطار العنيفة المفاجئة من ناحية، وعن يد الرب المقتدرة التى أخرجتهم منها من ناحية أخرى، وبالتالى نرى خلف الصور المشاعر المتزاحمة التى تتجه بالشكر والعرفان للرب. والسؤال الذى يواجهنا الآن هو : هل هذه الأزمة التى يتحدث عنها المرنم هنا حدثت أيام داود النبى كما يبدو من العنوان ولذا يشير إلى المخاطر التى تعرضت لها مملكته من البداية، خاصة من الفلسطينيين (2 صم 5)؟ أم أنها المخاطر التى أشرنا إليها فى الأغنيات السابقة، بما أن الاتجاه الغالب أن هذه المجموعة ترجع إلى ما بعد السبىّ خاصة أيام نحميا (نح 6 : 15 و 16)؟ يرجح أن الاحتمال الثانى هو الأصوب، خاصة أن بعض الشراّح والدارسين يؤكدون أن كلمة " لداود " الموجودة فى العنوان هى فى واقع الأمر غير موجودة فى كثير من النسخ القديمة. ويمكننا أن نجد فى هذا المزمور فكرتين أساسيتين : أولاً : مصدر النجاة (1–5) العبارة المركزية فى هذا الجزء هى "لَوْلاَ الرَّبُّ الَّذِي كَانَ لَنَا" وهذه العبارة تكشف عن حقيقة تقلبات الزمن ويقين تدخل الرب. كما أن المقابلة واضحة بين "الرب" (2و8) وبين "الناس" (حرفياً آدم أى من الأرض). صحيح أن المؤمن لا يستطيع أن يتجنب مفاجآت الزمن أو مصائب الأيام، لكنه فى وسط كل هذه يتمتع بمعونة الله القدير الذى يضبط كل شئ بين يديه. والمؤمن لا يستطيع أن يأمن جانب الناس "الأشرار"، لكنه فى نفس الوقت يدرك أن الرب ترس له من مكائدهم. فمهما كانت تقلبات ومفاجآت الزمان، هناك الرب الذى كان لنا (معنا – بجانبنا)، الذى أمسك بنا وضمن حياتنا. واضح أن العدد الأول كان يترنم به القائد أو الكاهن، وعبارة "لِيَقُلْ إِسْرَائِيلُ" هى إشارة للشعب أو لمجموعة الحجاج ليردد الكل باقى المزمور بصوت عالٍ كالرعد. ونلاحظ تكرار نفس العبارة فى مزمور 129 : 1 مما يدل على أن هذه الطريقة كانت طريقة التسبيح المألوفة عند الشعب. وهنا تبدأ اللوحات أو الصور تتوالى بعد عبارة "عِنْدَ مَا قَامَ النَّاسُ عَلَيْنَا". وكل صورة تبدأ بـ "إذاً". الصورة الأولى (3) : "إِذاً لاَبْتَلَعُونَا أَحْيَاءً عِنْدَ احْتِمَاءِ غَضَبِهِمْ عَلَيْنَا". هذه الاستعارة تصور الأشرار فى صورة وحش ضخم هائج يرغب فى ابتلاع فريسته أو التهامها فى قضمة واحدة سريعة (أم 1 : 12، يون 1 : 17). أو ربما تشير إلى زلزال عنيف مفاجئ يشق الأرض فيبتلع الناس والبيوت والأملاك كما حدث مع قورح وجماعته (عد 16 : 32، 33). هذه الصورة تكشف لنا عن مفاجأة وهول الهجمة القوية التى قام بها الأشرار بالإضافة إلى عنف وشراسة تبعت هذه الأزمة. أمام هذا الوحش، عندما قام الناس علينا، كان الرب لنا. لقد اختبر داود هذا الاختبار فكتب يقول : "ارحمنى يا الله فإن الإنسان يجد فى مطاردتى ليفترسنى .. يحاربنى اليوم كله يضايقنى .. فى يوم خوفى أنا عليك أتكل. توكلت على الله الـذى أحمـده. علـى كلامه فلا أخاف. ماذا يستطيع أن يصنع بى البشر؟... لأنك أنقذت نفسى من الموت. وحفظت رجـلىّ من الزلق لكى أسلك أمام الله فى نور الحياة" (مز 56 : 1 – 4 و 13 – كتاب الحياة). الصورة الثانية (4 و5) : "إذاً لجرفتنا المياه .. لعبر السيل على أنفسنا إذاً لعبرت على أنفسنا المياه الطامية". هذه الكلمات ترسم لنا صورة السيل الكاسح المنحدر من جبل عال لكى يدمر كل ما يقابله فى طريقه من مدن وقرى، وتعطى أيضاً الاحساس بصـراع النجـاة والرغبـة فى البقاء (مز 42 : 7 ، 88 : 17). وسط هذا السيل الجارف الطامى الكاسح، عندما قام الناس علينا، كان الرب الذى لنا (مز 32 : 6، 69 : 1 - 2، 93 : 3 و4). هذه الصور تعبر عن المشكلة والأزمة وفى نفس الوقت تظهر تدخل الله المباشر فى وقت الأزمة بإيجاد النجاة والإنقاذ لشعبه، مما يدفع الشعب إلى التعبير عن مشاعر الشكر بالتسبيح "لولا الرب". تأتى معونته من عند الرب صانع السموات والأرض، يضع الآن قضيته وقضية شعبه فى الاتجاه الصحيح ثانياً : موقف الشكر(6 – هذا الجزء يعـبر عن موقـف الشكر لله لما صنعه فى الأعداد السابقة. يبدأ بعبارة "مُبَارَكٌ الرَّبُّ" (6) إنه مستحق كل الحمد والشكر والتمجيد، وينتهى بخاتمة عامة "عَوْنُنَا بِاسْمِ الرَّبِّ ..." (8). ثم يعود إلى الصور المجازية من جديد، فيقول وهو يستحضر الصورة الأولى، صورة الوحش :"مُبَارَكٌ الرَّبُّ الَّذِي لَمْ يُسْلِمْنَا فَرِيسَةً لأَسْنَانِهِمْ.". إنه يعـبر عـن آلام تشبه آلام التهام الفريسة (مز 22 : 13 – 20، 79 : 7، إش 38 : 13)، لكنه يبارك الرب ويشكره لأنه لم يسمح بذلك بل أنقذ شعبه مـن أعدائهم ورد سهام الأعداء إلى نحورهم. (مز 3 : 7و8، 41 : 1و2). فى العدد السابع يضيف صورة أخرى هى صورة الفخ الذى انكسر بفعل الرب، ولذلك "انْفَلَتَتْ أَنْفُسُنَا مِثْلَ الْعُصْفُورِ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِينَ. الْفَخُّ انْكَسَرَ وَنَحْنُ انْفَلَتْنَا." (عا 3 : 5، أم 7 : 23) نعم يقول المرنم "...لأَنَّهُ يُنَجِّيكَ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِ" (مز91 : 1-3). فى العدد الثامن يقدم لنا المرنم خاتمة عامة وإعلاناً صحيحاً وشاملاً عن شخص الله. يستند هذا الإعلان فى صحته على أساس اختبار النجاة والخلاص : "عَوْنُنَا بِاسْمِ الرَّبِّ الصَّانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ." لقد أعاننا الله وخلصنا عندما صرخنا إليه ... إنه هو وحده الذى يخلص وينقذ عندما نلجأ إليه. لاشئ ولا شخص آخر يصلح. لأنه "صانع السموات والأرض". إنه رب القدرة والجلال .. إيل شدّاى.. الله القدير مصدر القوة والمعونة التى توافينا فى حينها. إن معونته حقيقية وفعّالة. فمهما كان فخ الناس يكسره الرب، ويُطلق أنفسنا فى اختبار جديد. ونحن كم مرة اختبرنا نفس الاختبار ؟ · كأمة، قام الناس علينا ليبتلعونا أحياء، لكن وسط ضيقتنا وضعفنا تأتى النجاة والخلاص من عند الرب ... ولعل حرب أكتوبر 1973 خير شاهد على تلك الحقيقة فى تاريخنا الحديث. "وانفلتت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين". · والكنيسة، كم من ظروف عصيبة ومخاطر شديدة واجهتها، وفى الوقت المناسب كان الرب يتدخل بطريقة لم تخطر ببال أحد (إش 25 : 1-5، إش 37 : 14 –20، 33 – 38). نعم لقد اختبرت الكنيسة صدق القول "كُلُّ آلَةٍ صُوِّرَتْ ضِدَّكِ لاَ تَنْجَحُ وَكُلُّ لِسَانٍ يَقُومُ عَلَيْكِ فِي الْقَضَاءِ تَحْكُمِينَ عَلَيْهِ." (إش 54 : 17). لقد وعدنا المسيح : "..أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا." (مت 16 : 18) إن الكنيسة - رغم ضعفها الظاهر ورغم الاضطهاد العنيف لها من البداية –عاشت ونمت. تتضح هذه الحقيقة بجلاء حينما نلقى نظرة عابرة على تاريخها. فلقد واجهت المؤامرات الكثيرة ابتداء بتلك التى واجهت الطفل يسوع منذ نعومة أظافره، فهرب به يوسف ومريم إلى مصر. واستمرت المؤامرات والمكائد تحاك لـه حتى بلغت ذروتها فى الصليب (مز22). ولكن انفلت مثل العصفور من فخ الصيادين. الفخ انكسر وقام يسوع وأقام معه كنيسته فى بداية صغيرة كفتيلة مدخنة يمكن إخمادها سريعاً. هكذا ظنت السلطات اليهودية وأباطرة الرومان، لكن الكنيسة استمرت بل واتسعت ونمت وغزت العالم وفتنت المسكونة كلها.. هذا هو التاريخ القديم، لكن الذكريات الحية تتحدث عن طغاة اضطهدوا الكنيسة لكنهم انتهوا وانهارت ممالكهم العظمى، وانفلتت الكنيسة كالعصفور من فخ الصيادين صامدة أقوى مما كانت. ولعل البعض منا مازال يذكر أسطورة الاتحاد السوفيتى السابق. وكيف انتهى، لتخرج الكنيسة من تحت الأرض هناك لترى النور. وكأشخاص وعائلات : فى مواجهة الناس والظروف، فى هجمات التجارب والوحش والسيل والفخ والمحن.. كدنا نضيع لولا الرب الذى كان لنا ومازال. لذلك نهتف "عَوْنُنَا بِاسْمِ الرَّبِّ الصَّانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ." إن شكرنا القلبى العميق لله يستند على المرات الكثيرة التى صدق وعده وأظهر أمانته من نحونا، فله وحده كل المجد. فهل تستطيع – عزيزى – أن تكتب بكلماتك وأسلوبك الخاص ترنيمة مماثلة لهذه الأنشودة. ترى ماذا تستطيع أن تقول فيها؟ |
22 - 05 - 2012, 06:21 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
مشاركة جميلة جدا ربنا يفرح قلبك |
||||
22 - 05 - 2012, 06:46 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
شكراً أختى مارى على مرورك الجميل
|
||||
23 - 05 - 2012, 08:37 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | |||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
ربنا يبارك فى خدمتك الجميلة ويفرح قلبك دايما |
|||
23 - 05 - 2012, 08:58 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
شكراً أختى أيرينى على مرورك الجميل
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|