المسيح لم يحول الخد الآخر
كيف أن السيد المسيح الذى قال "من لطمك على خدك الأيمن، فحول له الآخر " (مت 5: 39) نراه لم يحول الخد الآخر، لما لمه عبد رئيس الكهنة. بل دافع عن نفسه وقال: " إن كنت قد تكلمتن رديا فاشهد على الردى. وإن حسنا، فلماذا تضربنى " (يو 18: 22، 23)؟
الرد:
· السيد المسيح نفذ الوصية التى أمر بها. ولم يحول الخد الآخر فقط، بل قيل عنه فى القداس الغريغورى " وخديك أهملتهما للطم " ولعل هذا كان تحقيقا للنبوءة التى قيلت عنه فى سفر إشعياء " بذلت ظهرى للضاربين، وخدى للناتفين. وجهى لم أستر عن العار والبصق " (أش 50: 6).
· كثيرون لطموا السيد، فتركهم يلمون، وبذل وجهه لا للم فق، وإنما للبصاق أيضا.
· وهكذا ورد فى إنجيل متى " حينئذ بصقوا فى وجهه ولكموه. وآخرون لموه قائلين تنبأ أيها المسيح من ضربك " (مت 26: 67، 68) وورد فى إنجيل مرقس " " فابتدأ قوم يبصقون عليه. ويغطون وجهه ويملكونه. ويقولون له تنبأ. وكان الخدام يلطمونه " (مر 14: 65) أنظر أيضا (يو 19: 3) وفى كل ذلك قيل عنه " ظلم. أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاه تساق إلى الذبح " (إش 53: 7)
· أما عبد رئيس الكهنة الذى لطمه. وهو لا يدرى ماذا يفعله. فإن السيد أراد أن ينبهه إلى اندفاعه إلى الخطأ بغير معرفة. فقال له " إن كنت فعلت رديا، فاشهد على الردى " لم يكن هذا من المسيح دفاعا عن نفسه، وإنما نصيحة لشخص مخطئ مندفع.