|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
قال المعترض الغير مؤمن: لا مانع من أن يكون الإلهام في رسائل الرسل، أما كتب التواريخ (مثل الأناجيل وسفر الأعمال) فلو أنكرنا إلهامها لا يضرنا ذلك بشيء، بل تحصل فائدة, وإن سلمنا أن شهادة الرسل في بيان الحالات التاريخية كغيرهم من باقي الناس كما قال المسيح (له المجد): وتشهدون أنتم أيضاً لأنكم معي من الابتداء (يوحنا 15: 27) لا يضرنا ذلك بشيء، وتكون شهادتهم في هذه الحالات كشهادة غيرهم من الناس, ولا يضر ذلك الديانة المسيحية في شيء , وللرد نقول بنعمة الله : (1) أوضحنا أن الكتب التاريخية المقدسة هي بوحي إلهي، ومن تأملها في العهدين القديم والجديد وجد أنها مصدر بركة روحية له نافعة للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون إنسان الله كاملاً متأهِّباً لكل عمل صالح (2تيموثاوس 3: 16 و17), وليس المقصود مما ذُكر في هذه الكتب التاريخية أن يكون فقط عبرة لنا، لكنها أيضاً توضح لنا صفات الله وكمالاته، فهي مرآة عنايته ونعمته، تعرّفنا بمقاصد الله ومجده وملائكته وأسراره التي تودّ الملائكة الاطلاع عليها, فالإلهام الإلهي لازم لها, (2) استشهد المسيح بها، وبذات ألفاظها, وهذا شهادة بصحَّتها وضرورتها ووحيها, (3) تفضَّل الله علينا بالأسفار التاريخية لتكشف لنا أعماق قلب الإنسان وخفاياه، الأمر الذي تفرَّد الله بمعرفته، وهي مثل سيفٍ ذي حدين, وكما أنها تخبرنا عن الدنيا لما كانت خاوية خالية، كذلك تنبئنا عن خفايا العالم غير المنظور, (4) مما يدل على أن هذه الكتب التاريخية هي بإلهام الله، أنها ذكرت لنا تداخل الملائكة في أحوال الدنيا، وفي جماعة المؤمنين، وفي السماء, فهل خطر ببال أمة أو ببال شعرائها وعلمائها وفلاسفتها وحكمائها أن يصفوا الملائكة بما هم عليه في الواقع؟ أما الكتاب المقدس فأوضح لنا أن الملائكة هم في السماء وعلى الأرض، وأمام الله ومع الناس، وأنهم يقومون بأعمال الرحمة أو النقمة، وهم يقفون أمام الله يسبّحونه ليلاً ونهاراً, ومع ذلك فهم خدَّام لأصغر المؤمنين، يساعدونهم في ضيقاتهم وسياحاتهم وسجونهم وأمراضهم, وأخيراً يأتون في اليوم الأخير في سحاب السماء مع المسيح لجمع مختاري الله من أربعة أرياح الدنيا, (5) مع أن تواريخ الكتاب المقدس تتكلم عن الماضي، إلا أنها تشير إلى المسيح وصفاته، كما في حمل الذبيحة والتحرر من مصر، وعمود النار والمن والصخرة التي كانت المسيح (1كورنثوس 10: 4) وجميع الذبائح, والدليل على ذلك كلام بولس على هاجر وسارة وهارون وملكي صادق, فإذا وُجد كلام يحتاج إلى الوحي الإلهي كانت هذه الكتب التاريخية، فلا توجد أدنى مناسبة بينها وبين الكتب التاريخية العادية, وإذا كان الإلهام ضرورياً لكشف الأمور التي فوق معرفة البشر، كخلق العالم والنور، وارتفاع الجبال، وقضاء الله وقدره، وكشف خفايا قلب الإنسان، فكم بالحري يلزم الإلهام الإلهي لذكر هذه التواريخ، حتى تشير إلى المسيح وصفاته، والفداء العجيب الذي تمّ بآلامه وموته وقيامته وأمجاده؟ (6) التاريخ المقدس منزَّه عن الخطأ، وهذا يستلزم الإلهام، لأن البشر يخطئون في أقوالهم وكتاباتهم، فيثبت إذن أن الكتب التاريخية المقدسة كُتبت بإلهام الروح القدس |
17 - 01 - 2013, 09:20 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هل تحتاج الأسفار التاريخية إلى إلهام؟
شكرا على المشاركة الرائعة
ربنا يبارك حياتك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سفر أستير هو خاتمة كل الأسفار التاريخية |
مقدمة الأسفار التاريخية |
ماهي أسفار العهد الجديد (الأسفار التاريخية)؟ |
ماهي الأسفار التاريخية؟ |
هل تحتاج الأسفار التاريخية إلى إلهام؟ |