مرأة محطمة
(من كتاب خبرات في الحياة)
إننى اعرفه منذ زمن بعيد.
وهو طول عمره إنسان صريح صادق ومن طبعه انه لا يتملق احدا ولا يجامل احدا على حساب الحق...
قابلنى.
فسألته عن حاله، فقال لى:
عيبى اننى مرآة تقدم لكل من يواجهها صورة حقيقية عن نفسه. والناس – للأسف الشديد –
لا يحبون صورتهم الحقيقية...
وقد ارادونى ان اكون مكياجا، لا مرآة...
وانا لست كذلك.
لذلك حطمونى لاننى كلمتهم بالصدق والصراحة. شوهوا سمعتى.
ووصفونى بأبشع الاوصاف... وهوذا انا الآن، وقد اصبحت مرآة محطمة...
فقلت له:
هل تعبت نفسيتك لما هاجموك؟ وهل غيرت اسلوبك؟
فنظر الى نظرة عميقة، ثم قال: لقد وجدت اليوم ما عزانى: لي صديق مريض بحمى شديدة
واهله يريدون كل يوم ان تنخفض حرارته وهى لا تنخفض...
وقد زرته اليوم. وأراد اخوه ان يطمئن على حرارته.
ولكنه لما قرأ الترمومتر،
وجده على العكس يشير الى ارتفاع في الحرارة.
فاستشاط غضبا.
وامسك الترمومتر في غيظ ودق به الحائط، فحطمه...!
مسكين هذا الترمومتر الصريح الصادق. ما ذنبه؟!
إنه مثلى: مرآة محطمة...!