" بالنعمة مخلّصون بالإيمان
وذلك ليس منكم هو عطية الله.
ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد"
(أفسس ٢ : ٨ – ٩).
ما هي ثمار حياتك؟
القراءة: أفسس ٢ : ١ – ١٠
في الآيات المختارة لهذا اليوم،
يشرح الرسول بولس للأفسسيين معنى الإيمان الحي بإيجاز.
ويتكلم لهم باختصار عن الخلاص العظيم، مؤكداً أن الانسان الطبيعي ميت روحياً بسبب خطاياه،
التي استعبدته،
وجعلته آلة في يد الشيطان،
ولما كان الشيطان هو روح الشر
الذي يعمل في أبناء المعصية،
فلا بد أن المستعبد له يصير في يده أداة تخريب.
تأمل في الخراب الذي ينجم عن الإضرابات والمظاهرات وأعمال العنف،
ترى أن وسوسة الشيطان كانت المحرك والدافع لهذا كله.
وكذلك الشهوات،
التي تسبي البشر في البطر والدعارة والعهر،
هي من أعمال الشيطان.
وطبعاً إن انسياق الناس في هذه التيارات الشهوانية،
تثير غضب الله فيسلمهم إلى أهواء الهوان في شهوات قلوبهم.
بيد أن هذا المصير في الموت الروحي،
الذي هو حالة استعباد للخطية،
لم يبق وارداً بالنسبة للمؤمن،
الذي حرره المسيح من ناموس الخطية والموت،
بدليل أن الرسول الملهم يتكلم عنها كأمور ماضية منتهية.
بعد أن أبان بولس حال الأفسسيين الطبيعية،
التي كانوا عليها قبل أن يعرفوا المسيح،
أخذ يشهد بصوت صارخ لعالمنا الميت،
أن الله الحي الغني بالرحمة من أجل حبه العجيب،
دبر لنا خلاصاً في المسيح.
وأنه لحب عجيب حقاً،
لأنه حمّل الله على أن يعمل ما عمله،
لكي يحيي الأموات في الخطايا، مع المسيح.
أي أنه باتحادنا بالمسيح،
الذي هو القيامة والحياة،
أقامنا من موت الخطية، ورفعنا مع المسيح.
وهذا على وفق قول المسيح:
"أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا"
(يوحنا ١١ : ٢٥).
ليس إنسان صالحاً في نفسه،
ولا قادراً على القيام بأي عمل صالح،
أو النطق بكلام يرضي قداسة الله.
نعمة الله وحدها،
تستطيع أن تخلصنا من طبيعة الفساد،
وتريحنا في المسيح، وتجلسنا معه في السماويات،
وتؤهلنا للخدمة الروحية.
أما ميل المؤمن إلى الأعمال الصالحة، فهو اكتسابي،
صار إليه بعمل الله في حياته.
بمعنى أنه حين يعمل الصلاح،
يتمم مشورة أبيه السماوي،
الذي خلقه لأعمال صالحة سبق فأعدها،
لتكون مرافقة له.
فكل إنسان متجدد، يعلم بالاختبار أن الله بعناية،
قدم له الفرص لعمل الصالح، لكي يظهر له
لنسجد للمسيح الذي خلّصنا بموته وقيامته
من خطايانا ومن سلطان الشيطان والموت،
وشاركنا في حياته الأبدية.