«هَذَا (إندراوس) وَجَدَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَانَ… فَجَاءَ بِهِ إِلَى يَسُوعَ» (يوحنا1:14-24).
إنَّ الأسلوب العادي في الكرازة الشخصية للمؤمن هو أن يشهد في محيط حياته اليومية، وهذا لا يعني أن الله لا يستخدم أبداً طريقة التوجّه المباشر إلى شخص غريب كلياً وتقديم البشارة له، لا بل إنه يستخدم، لكن المؤمن يكون مقنِعاً أكثر عندما يشهد لأناس يعرفونه ويستطيعون أن يلاحظوا الفرق الذي يُحدِثه المسيح في حياته، وهذا ما عمله سمعان.
يخبرنا وولتر هنريشسِن عن شاب كان يخشى خِشية شديدة أن يشهد بين زملائه في الكلية. سأله هنريشسِن، «يا جون، كم من الطلاب تعرف في الكليّة معرفة شخصية؟ وما أقصده من هذا هو أنهم عندما يرونك، كم منهم يعرفونك بالإسم؟». بعد مكوثه لمدّة شهرين لم يكن يعرف سوى إثنين أو ثلاثة فقط.
فقلت له «يا جون»، في الأسابيع الأربع القادمة أريدك أن تتعرّف بأكبر عدد ممكن. ليكن هدفنا خمسين طالباً. أنت لست مضطراً أن تشهد لهم ولا حتى أن تخبرهم أنك مؤمن بالمسيح، وكل ما عليك أن تفعله هو أن تتعرّف عليهم، إذهب إلى غرفهم وتحدّث إليهم، إشترك في اللعب معهم، رافقهم إلى المباريات الرياضية، تناول طعامك معهم، إفعل ما تريد لكن تعرّف إلى خمسين شخص، وبعد شهر من اليوم عندما أعود يمكنك أن تعرّفني عليهم كل واحد بإسمه.
عندما التقى هنرشسِن بذلك الشاب بعد شهر، كان هذا الشاب قد قاد ستة من الشباب للرَّب، «نحن لم نتكلّم عن ما إذا تعرَّف على خمسين شخص أم لا، فإن ذلك لم يكن ضروريّاً، فلقد اكتشف بنفسه أنه عندما صار صديقاً للعشّارين والخطاة رتّب له الرَّب فُرصاً ليشاركهم إيمانه».
هنالك ملاحظتان نأخذهما بعين الإعتبار بما يتعلَّق بأسلوب الكرازة في سياق حياتنا اليومية. الأولى، أنَّ حياة العامل الخاصة مهمة، وأنه يفرق فيما إذا كان يسير قريباً من الرَّب أم لا، ربما يكون ماهراً في تقديم رسالة خلاص مُعدَّة مسبقاً، لكن إن لم تكن حياته مقدسة فإنه يُلغي رسالته.
الثانية، هي أن هذا الأسلوب لا يُشدِّد على النتائج الفورية مما يصُبّ في صالحها. لقد شبّه يسوع عملية الخلاص بنمو حبة الحنطة، فإنك لا تُحصد الغلال في نفس يوم زراعة البذار. صحيح أن بعض الناس يَخلُصون من أوّل مرّة يسمعون فيها البشارة، لكنهم يمثّلون نسبة ضئيلة من المجموع، وبصورة عامة، يسبق التجديد فترة تُسمع فيها الرسالة، ثم التبكيت على الخطيئة وعلى مقاومة صوت الروح القدس.