مدحت قلادة يكتب: استربتيز إخواني

[Mary Naeem]

مدحت قلادة يكتب: استربتيز إخواني




" عند معرفتي بالعديد من البشر يزداد تقديري للكلاب " شارل ديغول
الاستربتيز نوع من الرقص المشهور فى بعض حانات الغرب عبارة عن قيام الراقصة بخلع ملابسها قطعة قطعة فى حركات إثارة أمام الجمهور حتى تصل إلى العري الكامل .... وكلما خلعت الراقصة قطعة من ملابسها كلما تطلعت إليها عيون الضيوف وعطاياهم و صيحاتهم ..وبعد أداء رقصتها تنتقل إلى وصلة أخرى وهى الجلوس مع الضيف لتقدم ذاتها مقابل جزء من المال بالطبع يكون الضيف كريما معها بقدر ما تقدم له من خدمات تشبع رغباته وشهواته.
بذلك فالاستربتيز هو نوع من الدعارة المقننة ومع العولمة والتطور فى شبكة الاتصالات انتقل إلى المجتمعات الشرقية التي سلكت هذا السلوك فى مناح الحياة السياسية وسخرته واستفادت منه فى نواح كثيرة من حياتنا الاجتماعية وأصبح ليس قاصرا على النساء بل زاحمهم فيه الرجال و لم يعد يمارس ليلا بل على مدار ال 24 ساعة و أصبح أسلوب حياة وتداخل الاستربتيز فى نشاطات عديدة تجارى ووظيفي واخطرهم هو الاستربتيز السياسي .
وبنظرة سريعة لحال مصر يجعلك تعتقد أن الاسترتبتز السياسي قاصر على مصر خاصة وسط صعود وتملك التيارات الدينية إخوان وسلفيين زمام المنطقة فالجماعات الدينية أصبحت تجيد رقص الاستربتيز بالطبع ليس فقط مع من يدفع بل من تستفيد منه بالأكثر .
رقص الإخوان لأمريكا، وقد كانوا يصفونها بالشيطان الأكبر، وأصبحت قبلة لكل الجماعات الدينية التي قدمت لامريكا صك على بياض لأمن إسرائيل حليفها الأمريكى.
السفارة الامريكية أصبحت قبلة الاخوان والجماعات فجلسات خيرت الشاطر مع السفيرة الامريكية ولقاءات جون كيري مع مكتب الارشاد تشي بأن الكل يسعى للخلع ..فالراقصة تخلع ملابسها والإخوان والتيارات الدينية يخلعون ثوابتهم.. فهاهومرسي العياط يتحفنا بكلماته :يجب ألا ننسى أيها الاخوة أن نرضع أبنائنا وأحفادنا كراهية هؤلاء اليهود يجب ان نرضع أبنائنا كراهيتهم محبة وحسبة لله عز وجل ... وهذا واجب ديني .. وبعدها يخاطب الرئيس الاسرائيلي ب" صديقي العزيز" بيريز ... يبعث بأرق التهاني بأعياد "الكريسماس" ورأس السنة ...باللغة الانجليزية إلى الامريكيين والغرب .
وفى نهاية المطاف استربتيز عصام العريان فى حديثه على الحياة 2 بتمنيه رجوع اليهود الخارجين من مصر للعودة لوطنهم .... فى تبجح واعتقادا منه بأن الغرب يقدر دور الراقصة التي قام بها نيابة عن مكتب الارشاد وحزب " الحرية والعدالة " والسيد مرسي العياط.
أخيرا لم ينجح الإخوان وحدهم فى دور راقصات الاستربتيز للغرب خاصة أمريكا بل السلفيين أيضا تعلموا وسلكوا نفس الدور مع الإخوان فاصبحت السفارة الامريكية قبلتهم فقابلوا السفيرة الامريكية بدون غطاء رأس وارتدوا البدل الأوربية بدلا من اللباس الشرعي الباكستاني ووقفوا لتحية العلم الامريكي احتراما وتقديرا ولم يقفوا لعلم مصر ؟!!! وها هم يسلكون نفس دور الإخوان فيوسطون الدكتور سعد الدين إبراهيم ليكون بينهم وبين الادارة الامريكية ليستفيدوا كما فعل مع الإخوان سابقا .
الفرق بين راقصات الاستربتيز فى الغرب انهن يمارسن المهنة بخلع ملابسهن قطعة قطعة أما الاخوان والجماعات الدينية تخلع ثوابتها واحدة تلو الاخرى وتبيع شرف أمة كاملة .
أليس بعد هذا السرد نقدر ونحترم راقصات الاستربتيز فى الغرب لأنهن يعملن بسبب الظرف الاجتماعي ولسد قوت يومهن .أما الجماعات الدينية فى مصر فهي تخلع لبيع وطنها والمضار ليس شخصها بل وطن كامل .