منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 01 - 2013, 06:56 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,932

الصلاة من أجل الأعداء
غير أن محبته غير الموصوفة للبشر لم تُرى في الصليب فقط، بل أيضًا في كلماته التي تفوه بها على الصليب. فلتسمع هذه الكلمات. عندما كان على الصليب معرضًا للهزء والسخرية والإهانة قال:

يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون(لو34:23).
أرأيت محبة الرب للبشر؟ كان مصلوبًا لكنه صلى من أجل صالبيه، أما هؤلاء فقد كانوا يهزأون به قائلين
إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب (مت40:27). أما هو فلم ينزل عن الصليب إذ هو ابن الله، ولأجل هذا جاء لكى يُصلب من أجلنا.
قالوا : أنزل عن الصليب لنرى ونؤمن بك. أرأيت سفاهة الأقوال وحجج عدم الإيمان. فقد عمل ما هو أعظم من نزوله عن الصليب ولم يؤمنوا، والآن يقولون أنزل عن الصليب لنؤمن بك.

فالقيامة من الأموات والقبر مغلق بالأختام، كانت أعظم من النزول عن الصليب.

وإقامة لعازر من القبر بعد أربعة أيام وهو ملفوف بالأكفان، كانت أعظم من النزول عن الصليب. أرأيت الكلام الهزلي، أرأيت الهَوس المتشامخ.
لكن انتبه بشدة أرجوك لكى ترى أن محبة الله للبشر هي عظيمة.

وأن المسيح اتخذ من اهانتهم له سببًا لكى يصفح عنهم، إذ قال يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون (لو34:23) .
ولم يكتفوا بهذا بل كانوا يقولون خلص نفسك ان كنت ابن الله (مت27: 40) أما هو فقد عمل كل شئ لكى يخلص معيّريه وشاتميه وقال:
أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون (لو34:23). فماذا حدث؟
هل غُفرت لهم خطيتهم، نعم غُفرت خطية لكل من أراد أن يتوب. فإنه لو لم يترك لهم خطيتهم لما صار بولس رسولاً، ولو لم يترك لهم خطيتهم لما آمن به في الحال الثلاثة آلاف والخمسة آلاف، وعشرات الألوف من اليهود بعد ذلك.

فأسمع ما كان يقوله التلاميذ لبولس انت ترى ايها الاخ كم يوجد ربوة من اليهود الذين امنوا (أع20:21).

أرجو يا أحبائي أن نقتدي به، نعم نقتدي بالرب، ولنصلِ من أجل الأعداء.

وإن كنت قد نصحتكم بفعل هذا الأمر بالأمس، إلاّ إني أكرر النصح الآن، فطالما أنك عرفت مقدار عظمة هذه الفضيلة، اقتدِ بسيدك إذن لأنه وهو مصلوب صلى من أجل صالبيه. قد تتساءل: كيف يمكنني الاقتداء بالمسيح؟
أعلم أنك تستطيع ذلك إذ أردت ، فلو لم يكن بإمكانك أن تقتدي به لما قال تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب (مت29:11).

وإن لم يكن في مقدور الإنسان أن يقتدي به، لما قال بولس الرسول كونوا متمثلين بي كما انا ايضا بالمسيح(1كو11:1).

الصلاة من أجل الأعداء
وإن لم ترد أن تقتدي بالسيد ، اقتد بخادمه وأعنى استفانوس، الذي كان أول من استشهد، لقد اقتدى بالمسيح. إن الرب وهو مصلوب بين اللصين، قد تشفع إلى الآب من أجل صالبيه،

هكذا أستفانوس خادمه الذي كان وسط الراجمين والحجارة تنهال عليه من الجميع فإنه احتمل الرجم ولم يبال بالأوجاع الناجمة عنه وقال

يا رب لا تقم لهم هذه الخطية (أع60:7).

أرأيت كيف يتكلم الابن؟ أرأيت كيف يصلى الخادم؟
قال الابن يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون (لو34:23)

وقال خادمه أستفانوس يا رب لا تقم لهم هذه الخطية (أع60:7).
وأعلم أيضًا أنه لم يصلِّ وهو واقف، بل ركع على ركبتيه وصلى بحرارة وخشوع كثير ثم جثا على ركبتيه و صرخ بصوت عظيم يا رب لا تقم لهم هذه الخطية (أع60:7).

أتريد أن أريك إنسانًا آخر صلى صلاة عظيمة من أجل أعدائه؟ أسمع بولس المُطوب يقول

من اليهود خمس مرات قبلت أربعين جلدة إلا واحدة، ثلاث مرات ضربت بالعصي، مرة رجمت، ثلاث مرات انكسرت بي السفينة، ليلا ونهارًا قضيت في العمق(2كو24:11ـ25).
ومع هذا قال فإني كنت أود لو أكون أنا نفسي محرومًا من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد(رو3:9).

أتريد أن أريك أيضًا آخرين من العهد القديم لا من العهد الجديد، يفعلون نفس الأمر؟
ويستحقون كل تقدير إذا أن وصية محبة الأعداء لم تكن قد أُعطيت لهم بعد بل كانت عندهم وصية العين بالعين والسن بالسن، ومجازاة الشر بالشر، ولكنهم بلغوا قامة مسلك الرسل، فأسمع ما قاله موسى عندما كان اليهود مزمعين أن يرجموه والآن إن غفرت خطيتهم وإلاّ فأمحني من كتابك الذي كتبت (خر32:32).


أرأيت كيف أن كل واحد من هؤلاء الأبرار كان مهتم بخلاص الآخرين قبل خلاصه؟!
ولنسأل أي واحد منهم، إن كنت لم تخطئ، فلماذا تريد أن تشترك معهم في القصاص؟ وسوف تكون إجابته لا أشعر مطلقًا بالسعادة عندما يتألم الآخرون. وستجد آخرين فعلوا هكذا؟ وأنا أسوق هذه الأمثلة لكى نُصلح من أنفسنا ولكى نستأصل هذا المرض الخبيث والذي هو بغضة الأعداء، من داخلنا.

فالسيد المسيح يقول يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون (لو34:23)،
ويقول أستفانوس يا رب لا تقم لهم هذه الخطية(أع60:7)،
ويقول بولس الرسول كنت أود لو أكون أنا نفسي محرومًا من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد(رو3:9)،

ويقول موسى والآن إن غفرت خطيتهم وإلاّ فأمحني من كتابك الذي كتبت (خر32:32) .
فقل لي، أي غفران سننال نحن إذا كان السيد وخدامه في العهدين القديم والجديد، كلهم يحثوننا على الصلاة من أجل الأعداء، بينما نحن نفعل العكس ونصلى ضدهم؟

إن ما أرجوه هو ألاّ تهملوا هذا لأنه بمقدار ما تزداد النماذج التي يجب أن نقتدي بهم، بقدر ذلك يزداد عذابنا إن نحن لم نتمثل بهم.

الصلاة من أجل الأعداء مرحلة أسمى من الصلاة من أجل الأحباء.
لأن الثانية لا تكلفنا مثل الأولى: فإن أحببتم الذين يحبونكم فأي فضل لكم (لو6: 32) إذا صلينا من أجل الأحباء فلن نكون أفضل من الأمم والعشارين.

أما إذا أحببنا الأعداء فإننا نصبح متشبهين بالله بقدر ما تسمح به طبيعتنا البشرية فإن الله
يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين (مت45:5).
فطالما لدينا أمثلة مما فعله المسيح وأيضًا خدامه، فلنتشبه بهم، ولنقتنى هذه الفضيلة، لنكون أهلاً لملكوت السموات، مستعدين دائمًا لنقترب بدالة أكثر وبضمير نقى تمامًا إلى المائدة المهيبة،
ولنتمتع بما وعدنا به الرب من خيرات بنعمة ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ومحبته للبشر، الذي له المجد والعزة مع الآب والروح القدس. الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور. آمين
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لا تفيدنا الصلاة من أجل الأصدقاء بقدر ما تنفعنا لأجل الأعداء
لا تفيد الصلاة من أجل الأصدقاء بقدر ما تنفعنا لأجل الأعداء
لا تفيدنا الصلاة من أجل الأصدقاء بقدر ما تنفعنا لأجل الأعداء
لا تفيدنا الصلاة من أجل الأصدقاء بقدر ما تنفعنا لأجل الأعداء
الصلاة تنقى الفكر، الصلاة تظبط الفم، و الصلاة تمنع الفعل الخطأ.....


الساعة الآن 03:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024