|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
معطلات العمل الرعوي "فيجب أن يكون الأسقف بلا لوم، بعل امرأة واحدة، صاحباً، عاقلاً، محتشماً، مضيفاً للغرباء، صالحاً للتعليم، غير مدمن الخمر، ولا ضرَّاب، ولا طامع بالربح القبيح، بل حليماً، غير مخاصم، ولا محب للمال. يدبر بيته حسناً، له أولاد في الخضوع بكل وقار. وإنما إن كان أحد لا يعرف أن يدبر بيته، فكيف يعتني بكنيسة الله؟. غير حديث الإيمان لئلا يتصلف فيسقط في دينونة إبليس". لقد أوضح بولس الرسول خلال هذه الآيات سمات للأسقف والكاهن مع الاختلافات خلال تاريخ الكنيسة ونشأة الرهبنة. أولاً: معطلات العمل الرعوي بسبب الخدمة يجب أن نضع أمامنا المبدأ "لأن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة النصح"، ونجد ثمر متزايد في الخدمة، فنفرح ونتعزى وأيضاً السماء تفرح وتتعزى، والله يتمجد ويحقق الهدف. 1- عدم وضوح الهف في الخدمة لو أردنا خدمة ناجحة تتخطى معوقات النجاح فلابد أن يكون هدف الخدمة واضح وهو خلاص النفس. وتنقسم الأهداف إلى: أ- هدف أساسي (كسب النفوس). ب- هدف معين (رسامات - مشروعات - ...). ج- هدف تفصيلي (جمع التبرعات - ...). حتى لو الخدمة أخذت طابع اجتماعي لكن عملها روحي أي خدمة روحية تأخذ شكلاً اجتماعياً أو طبياً أو تعليمياً أو... 2- عدم وجود منهج متكامل للخدمة سواء في قرية أو مدينة لابد من وضع منهج متكامل لكل خدمة، ونبدأ بما نقدر عليه، فمثلاً ضع خطة للافتقاد (كم أسرة سوف تفتقدها بنعمة المسيح خلال أسبوع؟ بمن تبدأ؟ ما القراءات الكتابية خلال الافتقاد؟ لا يوجد ما يسمى الصدفة في الافتقاد أو في أي خدمة). 3- عدم وجود رؤية مستقبلية العائلة التي لا تُفتقد ما مستقبلها؟! المشروع الذي لا يُهتم به ما مستقبله؟! من الضروري التفكير في المستقبل إيجابياً وسلبياً، ولابد لأي عمل خدمي أن تكون له مقومات النمو المستقبلي. 4- تفاوت المناطق في الثقافة، في المستوى الاجتماعي، والمستوى الاقتصادي في مناهج الخدمة نضع في الاعتبار المتغيرات المختلفة التي تتناسب مع كل منطقة مخدومة.. توجد سبع ميادين للخدمة، وهي القرية - الحضر - العشوائيات - البدو - المهجر - السجون - الكرازة، وكل منطقة لها طريقة خدمة تختلف عن الأخرى. فخدمة المهجر تختلف عن الخدمة في مصر، والخدمة في مطروح تختلف عن الخدمة في دمنهور.. الخدمة الناجحة ترتبط بطبيعة البيئة - الثقافة - الحضارة، ومعايشة للرعية. 5- الاحتياجات المتداخلة في خدمة الرعية بفروعها المختلفة نجد احتياجات كثيرة ومتداخلة، فلابد من تحديد الأولويات ثم ما يليها. ومن يدبر بيته حسناً يدبر الخدمة حسناً. ثانياً: معطلات العمل الرعوي بسبب حياة الخادم أساس الخدمة هو الحب والإحساس بالمسئولية مهما كانت مواهب الخادم، فالخادم ممكن يكون موهوب لكن يُغضب الرعية ويتعالى عليهم في أبسط الأمور مثل السلام .. ومجتمعنا مع بساطته وطيبته مجتمع ناقد، ولو رصدنا تصرف كل فرد سنخسر كل الرعية، فالمحبة تحتمل كل شئ.. وكثير من مشكلات العمل الرعوي ترجع إلى نقص المحبة سواء للعمل الرعوي أو لبعضنا البعض.. المحبة رأس مال الخادم في نجاحه مثل ما يحدثنا عنه بولس الرسول "المحبة تتأنى وترفق. المحبة لا تحسد. المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ. ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السؤ. ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق. وتحتمل كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء. المحبة لا تسقط أبداً..". والراعي المحب من ملامح محبته: 1- التخلي عن الذات الذات لابد أن ندوسها تحت أرجلنا "أنتم مكرمون وأما نحن فبلا كرامة"، التخلي عن الذات يجعلني أكسب الناس، ولا أهتم بما يقدم لي من احترام "إذا أراد أحد أن يكون أولاً فيكون آخر الكل وخادماً للكل". مشكلات الكنيسة في أكبر أو أصغر صورها بسبب الذات، فمثلاً في بداية الخمسينات من القرن الماضي نشأ في الكنية رأيين هل الرهبان يخدموا أم لا؟ وانقسمت الآراء بين فريقين، وكل فريق تمسك برأيه وعضده بكتابات، ومن خلال مقالات.. 2- بلا لوم (قدوة) "كن قدوة للمؤمنين في الكلام في التصرف في المحبة في الرح في الإيمان في الطهارة" .. من الضروري أن يتسم الراعي بثلاث سمات رئيسية: (تائب - مواظب على وسائط النعمة - قدوة حسنة) حتى لا تقع عليه ملامة من الناس أو من الله.. القدوة تجعل الراعي محتشماً كما نؤمن بما يسمى (قيود الإنجيل) ليس مع الرعية فقط بل أيضاً في منزله وسط أولاده بالجسد هو نموذج وقدوة لهم. أحياناً بيت الكاهن لا يعبر عن البيت المسيحي.. إذا كان الكاهن بلا لوم فزوجته وأولاده أيضاً يجب أن يكونوا هم أيضاً بلا لوم سواء في السلوك - المظهر - قيود الإنجيل. 3- باذلاً بذل ربنا يسوع ذاته من أجل الآخرين، ومن الخططايا التي تزحف إلينا خطية محبة الراحة تحت مسمى (الظروف الصحية - كبر السن).. عدم الاهتمام بالبذل يسبب عدم نجاح الخدمة في الافتقاد مثلاً لو لم يؤمن الكاهن بالبذل سوف تظهر له ظروف خاصة تعطله خلال الأيام التي خصصها للافتقاد مثل مشكلات الرعية (ارتداد - انحراف - ..) وأيضاً أنشطة الخدمة (كورال - مهرجان - ..) ينبغي أن يخرج الكاهن من الكنيسة، ويفتقد الرعية، ولا يكتفي بحضورهم فقط إلى الكنيسة. موسى النبي ترك قصر فرعون ونزل ليتفقد سلامة اخوته، ويوسف الصديق حمل الطعام لاخوته بينما هم يدبرون له مكيدة ليتخلصوا منه، وربنا يسوع كان نموذجاً لنا في البذل "لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس". 4- صالحاً للتعليم الكاهن متعلم وأيضاً صالح للتعليم.. يوصل المفاهيم الروحية بطريقة محبة للمسيح، ولازم يهتم بتعليم رعيته من خلال عظة القداس - الاجتماعات المتخصصة - الافتقاد - الخدمة الفردية.. "بل قدسوا الرب الإله في قلوبكم مستعدين دائماً لمجاوبة من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة وخوف". ومن خلال التعليم تحب الرعية ربنا يسوع- السماء - القديسين، وسيرهم وكثيراُ ما يرتبط الناس بربنا عن طريق سير القديسين. ومن الضروري أن ينظر الكاهن إلى موقع التعليم في كل خدمة للرعية.. التعليم الذي يثّبت إيمان الرعية، ويفرحهم، ويتوبهم. 5- الاهتمام بحياته الروحية من الضروري أن يهتم الكاهن بصلواته - تأملاته - فترات الخلوة - الأصوام - القراءات .. من العار أن ينصح الكاهن أبناءه بأن مشاكلهم تُحل بالصلاة وهو لا يصلي.. ليكن المذبح ملجأ للصلاة، كذلك الأمانة مع آباء اعترافنا مهما كبرنا لابد أن نكون أمناء معهم. 6- حكيماً طلب سليمان من الله أن يعطيه قلباً فهيماً حكيماً ليحكم بين الشعب.. من المهم أن نطلب المشورة.. نرجع للأكبر منا ونأخذ مشورته.. إنه إحساس عميق بقيمة النفس البشرية. ثالثاً: معطلات العمل الرعوي بسبب علاقته باخوته الكهنة يتحلى الكاهن في تعامله مع اخوته الكهنة بالحب والتخلي عن الذات، ونشتري السلام في الخدمة وعدم العثرة بأي ثمن، والعثرة مسئوليتها خطيرة "ومن أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له أن يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر. ويل للعالم من العثرات. فلابد أن تأتي العثرات ولكن ويل لذلك اُنسان الذي به تأتي العثرة". الكاهن مع اخوته الكهنة قلباً واحداً.. لاتنام لو شعرت أن الكاهن معك غير متفق معك.. حفظ وحدانية الخدمة أهم بكثير من المشروعات. كهنة الكنيسة لهم قلب واحد ومنهج واحد.. كل واحد عنده موهبة لبنيان جسد المسيح والكهنة بمواهبهم يكملوا بعضهم "هكذا نحن الكثيرين جيد واحد في المسيح وأعضاء بعضاً لبعض كل واحد للآخر ولكن لنا مواهب مختلقة بحسب النعمة المعطاة لنا". أيضاً علاقة أسرة الكهنة مع بعضهم .. الزوجات والأبناء يعلنوا للرعية صورة المسيح المفرحة من خلال علاقات المحبة الأسرية مع أسر الكهنة وإحساس الكاهن أن نجاحه هو نجاح لإخوته ونجاح اخوته الكهنة هو نجاح له.. كذلك علاقة الكاهن بالأب الأسقف علاقة حب وخضوع وتفاهم وطاعة، والرعية ترى مظاهر العلاقة وتتأثر بها. لا تنخدع بعلماني يظهر لك إنه يحبك أكثر من الأسقف، ولا تضع سلامك في أفواه أحد الناس، والأب الأسقف يحفظ للكاهن كرامته أمام الرعية، والأب الكاهن يحفظ كرامة أبيه الأسقف أمام الرعية وإن حدث أمر يحتاج إلى تفاهم يتم الأمر في سرية تامة حتى لا يُعثر أحد من الرعية. رابعاً: معطلات العمل الرعوي بسبب الرعية 1- التفرقة في المعاملة.. لذلك ينبغي أن تكون محبتك للجميع بلا تفرقة (لا يكن لك جماعة مختارة حسب وصية يوم الرسامة). 2- اليأس من خلاص النفوس.. لذلك ضع هدف خلاص النفوس أمام عينيك ولا تيأس من خلاص إنسان مهما كان عنيداً "لم أفتر عن إن أنذر بدموع كل واحد"، ولا تسمح بأن تُفرط في أي نفس مهما كانت الأسباب. 3- الحديث عن الآباء الكهنة أمام الرعية.. لذلك يجب أن تحذر من أن تتكلم عن أحد من إخوتك الكهنة أمام الرعية. 4- عدم الصلاة من أجل الرعية. 5- العثرة وعدم السلام. 6- التعالي في التعامل مع الرعية، فالقديس أغسطينوس يقول (أذكر يارب عبيدك سادتي). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صموئيل النبي | في العمل الرعوي |
المحبة في العمل الرعوي - المتنيح الأنبا غريغوريوس |
الحالة الصحية للأنبا باخوميوس |
عظة بعنوان القناعة للأنبا باخوميوس |
عظة عن القناعة للأنبا باخوميوس |