|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جون كيري.. هدية أوباما للإخوان دلالات عديدة حملها نبأ تعيين جون كيري وزيرا للخارجية الأمريكية لاسيما أن الرجل يعد من أهمش الشخصيات الأمريكية الضليعة في شئون الشرق الأوسط إضافة إلي زياراته المتكررة لعدد من دول المنطقة ومنها مصر مما جعله أحد المساهمين في تشكيل وبلورة السياسة الخارجية الأمريكية في الفترة الأخيرة. وقد استطاع كيري أن يتفوق علي منافسته علي نفس المنصب سوزان رايس سفيرة أمريكا بالأمم المتحدة بعد أن تعرضت لسلسلة من الانتقادات في أعقاب تقديمها لمعلومات وصفت بالمغلوطة حول الاعتداء علي السفارة الأمريكية ببني غازي والذي راح ضحيته عدد من الموظفين الأمريكيين بالسفارة علي رأسهم السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز. ولـ"كيري" علاقات قوية بالنظام الحالي في مصر حيث كان أول من بدأ سلسلة الزيارات الأمريكية للإخوان المسلمين في ديسمبر العام الماضي، وهي زيارات أثارت جدلا واسعا باعتبار أن كيري وهو رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس ليس بالشخصية التي تقوم بمثل هذه الزيارات اعتباطا وكذلك باعتباره اهتم بلقاء قيادات الإخوان دون فصيل سياسي آخر الأمر الذي دفع المتابعين والمحللين إلي التأكيد علي أن تعيين كيري في منصبه الجديد يعد هدية من أوباما للرئيس مرسي ولجماعة الإخوان المسلمين. وخلال زيارة كيري لجماعة الإخوان المسلمين أعلنت الأخيرة للمرة الأولي ترحيبها بالتعاون مع الولايات المتحدة شريطة احترام استقلال القرار المصري، وعدم التدخل في الشئون الداخلية، أو فرض سياسة معينة علي مصر وذلك وفقا لما أعلنه محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم الجماعة في ذلك الوقت. وقد حرص كيري خلال الزيارة علي الاستماع إلي رأي الجماعة في مختلف القضايا الخاصة بالعلاقات الأمريكية المصرية وفي مقدمتها المعونة الأمريكية لمصر حيث شددت الجماعة علي رفض المعونة الأمريكية المشروطة لأنها تتناقض والسيادة المصرية.. وطالبت بعدم الانحياز إلي الجانب الإسرائيلي وتوخي الموقف العادل. كما زار كيري مصر قبل الانتخابات الرئاسية والتقي محمد مرسي وكان بصحبته آن باترسون السفيرة الأمريكية بالقاهرة.. ووقتها أعلن حزب الحرية والعدالة أن الزيارة تأتي في إطار حرص الحكومة الأمريكية علي دعم مسيرة التحول الديمقراطي في مصر، ومتابعة تطورات المشهد السياسي خلال المرحلة الانتقالية، والتعرف علي رؤية مرشح الحرية والعدالة للمرحلة المقبلة واستعراض ملامح مشروع النهضة. وكان واضحا تماما في ذلك الوقت أن هذه الزيارة جاءت للتأكيد علي موقف الجماعة تجاه عدد من القضايا التي تهم الولايات المتحدة، وبالتالي الاطمئنان علي مصالحها في المنطقة إذا وصل مرشح الإخوان للرئاسة، فضلا عن استيضاح ما إذا كان "مرسي" سيتقبل سياسة أمريكا بالمنطقة في حال فوزه برئاسة الجمهورية، لاسيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. وكان لكيري تصريح هام قبل أيام من إعلان الجماعة ترشح خيرت الشاطر وبالتحديد في 20 مارس من العام الجاري، حيث أكد أن الولايات المتحدة لا تخشي وصول الإخوان المسلمين للحكم في مصر، نافيا أن يكون لبلاده أي مخاوف من الإخوان المسلمين، وموضحا في نفس الوقت انه يفهم جيدا أن جماعة الإخوان المسلمين تضم تشكيلة كبيرة من أناس مختلفين، والولايات المتحدة ليست هي التي ستحدد من سيحكم المصريين ولكن الشعب المصري هو الذي سيقوم بذلك، مؤكدا علي أن بلاده ستحترم نتائج الانتخابات شريطة أن تكون نزيهة وشفافة. وعقب الإعلان عن نجاح مرسي في الانتخابات رد كيري علي المتخوفين من الحكم الإسلامي في مصر قائلا "الوقت لا يزال مبكرا لإصدار حكم علي الإخوان المسلمين ومحمد مرسي" موضحا أنه خلال زيارته للقاهرة في مايو الماضي وأثناء مناقشاته مع مرسي تأكد أن الأخير يدرك خطورة التحديات التي تواجهها مصر.. وأوضح أن مرسي تعهد بحماية الحريات الأساسية بما فيها حقوق المرأة والأقليات والحق في حرية التعبير والتظاهر، كما أنه يتفهم أهمية العلاقات بعد الثورة مع أمريكا وإسرائيل. وأشار كيري إلي أن المخاوف الأمريكية من الإخوان المسلمين نابعة من تصريحات قيادات الإخوان المسلمين في الماضي، ولكن الولايات المتحدة ستخطئ خطأ فادحا إذا تراجعت عن مساندة مصر بعد الانتخابات موضحا أنه يجب إعطاء الفرصة لمرسي مع متابعة ورصد التحول السياسي. ونظرا لعلاقة كيري بالإخوان المسلمين يري المحللون أن الجماعة ستكون سعيدة لاختيار الرجل كوزير للخارجية الأمريكية باعتبار انه صديقهم ويتعامل معهم منذ فترة ما بعد الثورة الأمر الذي يعني بالنسبة لهم المزيد من الدعم الأمريكي. وفي المقابل رأت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن كيري صديق لإسرائيل، لكنها لم تخف تخوفها من سياسته المعادية للاستيطان مشيرة إلي أن جهات مسئولة داخل الجاليات اليهودية بالولايات المتحدة أبدت رضاها إزاء تعيين جون كيري في منصبه الجديد كما أبدي المجلس اليهودي في الحزب الديمقراطي رضاه أيضا عن قرار التعيين وقال إن كيري هو الشخص الصحيح لتمثيل الولايات المتحدة في الساحة الدولية، وهو جيد للشئون اليهودية الخارجية، وأن كيري أبدي واقعية بكل ماله علاقة بإسرائيل كما انه يقف وبشكل واضح مع مبدأ يهودية الدولة.. وأعربت الصحيفة عن أملها في أن يسير كيري في منصبه الجديد علي نفس منوال سابقته هيلاري كلينتون. أما صحيفة "هاآرتس" فرأت أن كيري صاحب أيديولوجية يسارية ولديه تاريخ من الخلاف مع رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو علي خلفية زيارة الأخير عام 2009 لواشنطن، مضيفة أنه تسبب في إحراج نتنياهو في هذه الزيارة بانتقاده للاستيطان.. وتساءلت الصحيفة كيف ستتعامل قيادات الكيان الصهيوني مع كيري في فترة توليه منصب الخارجية الأمريكية خاصة في ظل سياساته المعارضة لإسرائيل؟ يذكر أن كيري ولد عام 1943 في مدينة دنفر بولاية كولورادو واسمه الكامل جون فوربس كيري، وينتمي إلي الطائفة الكاثوليكية. تزوج من تيريزا هاينز في العام 1995 وله طفلان من زواجه السابق من جوليا ثورن والذي انتهي العام 1988 وحصل علي شهادته الجامعية في جامعة ييل، وخدم في البحرية الأمريكية في الفترة ما بين 1966-1970 . وعمل بالسياسة عام 1972 بعد أن فشل في الترشح لمجلس الكونجرس الأمريكية عن المقاطعة الخامسة بماساتشوسيتس ويعد أقدم النواب الديمقراطيين حيث إنه عضو بالمجلس منذ عام 1984 . تولي كيري منصب النائب العام عن مقاطعة ميدلسيكي بماساتشوسيتس في الفترة من 1976 إلي 1979، كما كان شريكا في شركة محاماة تحمل اسم كيري وسراجو في الفترة من 1979 إلي 1982، وتم تعيينه نائبا لمحافظ ولاية ماساتشوسيتس في الفترة من 1982 إلي 1984، وتم انتخابه عن الحزب الديمقراطي بمجلس الشيوخ الأمريكي عام 1984، وظل عضوا بالمجلس حتي أعلن ترشحه عام 2003 لمنصب رئيس الولايات المتحدة، ضد منافسه جورج بوش الابن، لكنه خسر في الانتخابات، وفي عام 2008 عاد مرة أخري كنائب بمجلس الشيوخ الأمريكي وشغل منصب لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي حتي تم اختياره وزيرا للخارجية من قبل باراك أوباما ليكون خلفا لهيلاري كلينتون، وكان كيري المبعوث الخاص لأوباما إلي عدة دول من بينها مصر وباكستان، واعتبره البعض مفتاح السياسة الأمريكية في عهد أوباما. الموجز |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|